رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ميني»: حلم تحرير التجارة القارية ينتشل ملايين الأفارقة من الفقر والموت

منطقة التجارة الحرة
منطقة التجارة الحرة

قال الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية «وامكيلي ميني» إن حلم تحرير التجارة في إفريقيا، الذي كان الآباء المؤسسون لمنظمة الوحدة الإفريقية منذ عام 1963 يتوقون إليه يتحقق الآن بتفعيل المنطقة لأول مرة عبر مبادرة التجارة الموجهة إلى إفريقيا التي أطلقت بين 7 دول، مؤكدا أن التجارة يمكنها أن تصبح قاطرة خلق الفرص لشباب أفريقيا، فلا يلقون حتفهم في أعماق البحر المتوسط خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية بحثا عن حياة أفضل في الخارج.

وأضاف «ميني» في كلمة مسجلة خلال احتفالية عقدت بمطار كوتوكو بالعاصمة الغانية (أكرا)، بمشاركة عدد من وزراء تجارة الدول الإفريقية، أن الأمر ليس فقط إعلانا عن انطلاق تفعيل المنطقة بتجارة شحنات ما يقرب من مائة سلعة عبر دول القارة الإفريقية، وهو أمر مهم، ولكن الأهم حقيقة أننا نرى أنفسنا أخيرا ونحن نتشرف بتحويل الحلم إلى حقيقة، فهذه هي الرؤية التي وضعها من حرروا قارتنا الإفريقية من الاستعمار، وهذا هو العرفان بالجميل لمن حرروا قارتنا بأن أفريقيا اليوم ليس لديها فقط وثيقة تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، بل أيضا أن التجارة يمكنها أن تصبح قاطرة خلق الفرص لشباب أفريقيا، فلا يلقون حتفهم في أعماق البحر المتوسط خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية بحثا عن حياة أفضل في الخارج.

وقال إنه خلال لقائه برئيس اوغندا يوري موسيفيني أخبره بأن الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية عام ١٩٦٣ كانوا يتوقون إلى تحرير التجارة الإفريقية، مضيفا: «بدأنا رحلتنا الأولى اليوم، وهي رحلة مميزة، ويحدوني الأمل أنه خلال خمسين عاما مقبلة سنكون قد أحرزنا النجاح في انتشال ملايين وملايين من الأفارقة من الفقر، وبالطبع لن يكون ذلك سهلا، فستكون هناك خلافات وانتكاسات اقتصادية، كل تلك الأمور ستحدث، لكن لا يجب أن تلين عزيمتنا جراء تلك الصعوبات، بل يجب أن تصمد بفعل التزامنا بانتشال الملايين من الأفارقة من الفقر، مع اليقين بأن التجارة هي أداة شمول التنمية، والوسيلة الناجعة لرفاهية الشعوب الأفريقية».

وتابع: «الآن ونحن نعلن التبادل التجاري لـ 96 سلعة بين سبع دول؛ هي: مصر وغانا وكينيا ورواندا وتنزانيا وموريشيوس والكاميرون، فالعام المقبل قد نحظى بفرصة مضاعفة هذا الرقم أو الوصول إلى ثلاثة أضعافه، لكننا لا نستهين أبدا بالعزيمة التي لدينا للتأكد من أن تضحية الآباء المؤسسين لقارتنا لم تذهب سدى، والأمر ليس فقط اختبارا للإطار القانوني للاتفاقية، والتصديق عليها، بل هي التنمية الاقتصادية للقارة التي نأخذ بزمامها.. لذلك أشعر بالفخر كإفريقي باستطاعتنا أن نظهر لأنفسنا كإفريقيين أننا لدينا القدرة، والتي حيثما توفرت فسنصل بكل تأكيد لما نريده».

وقدم وامكيلي ميني التحية إلى محمد إيسوفو رئيس النيجر السابق، والمكلف بمتابعة ملف اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية وعرض تطوراتها على رؤساء الدول خلال قمة الاتحاد الإفريقي، قائلا "الآن نحصد ثمار عمل إيسوفو الذي ظل طيلة خمس سنوات بطلا لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية، وقد طلب أن يكون بطلا لمنطقة التجارة الحرة الافريقية منذ عام ٢٠١٧ بدعمها بالاتحاد الإفريقي".

وأضاف: «على موقع منطقة التجارة الحرة الإفريقية يمكنكم أن تجدوا قواعد المنشأ للسلع في القارة الإفريقية، وكتاب التعريفات الجمركية الخاص بالمنطقة، لكي يتعرف المستثمرون على السلع التي يمكنهم التجارة بها، وأيضا بنود التجارة، والأسواق».

وقال: «نحن في هذا المكان لأنه مملوك لرواد الأعمال الأفريقيين، فنحن نعلم التحديات المرتبطة باللوجستيات في افريقيا"، مختتما "أشكر وزراء التجارة لالتزامهم، والوفود التي حضرت على مدار العامين الماضيين، نحن مستمرون في مسيرتنا، سنعمل للتأكد من أن AfCFTA تصبح واقعا».

وعقد أمس بالعاصمة الغانية أكرا الاجتماع العاشر لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية لمجلس الوزراء المسؤولين عن التجارة.

وستعمل مبادرة التجارة الموجهة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية كبوابة لتشجيع التجارة المستمرة في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، بما يزيد الفرص أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة والشباب والمرأة في مجال التجارة، وصولا إلى هدف تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة.