رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيران تحتج على موقف الغرب من الاحتجاجات الحاشدة على وفاة امرأة

إيران
إيران

ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية اليوم الأحد، أن إيران استدعت سفيري بريطانيا والنرويج بسبب ما قالت إنه تدخل وتغطية إعلامية معادية للاضطرابات التي اندلعت في أنحاء البلاد على خلفية وفاة شابة خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
كما انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان دعم الولايات المتحدة "لمثيري الشغب"، وهي التسمية التي تستخدمها طهران لوصف العديد ممن انضموا إلى الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد، مما أدى إلى حملة أمنية وفرض قيود على الإنترنت والهواتف.
وتحولت المظاهرات، التي انطلقت شرارتها قبل ما يزيد على أسبوع خلال جنازة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عامًا) التي توفيت في احتجاز الشرطة، إلى أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات.
وتواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في عدد من المناطق الواقعة في شمال غرب البلاد، وفقًا لمصادر في مدن تبريز وأروميه ورشت وهمدان.
وقالت شقيقة امرأة تبلغ من العمر 20 عامًا، تدعى حديث نجفي، في تصريحات نُشرت اليوم الأحد، إنها توفيت بعد إطلاق قوات الأمن النار عليها. وانتشرت مقاطع فيديو لنجفي على نطاق واسع على تويتر، تظهرها وهي بلا حجاب وتشارك في الاحتجاجات في كرج الواقعة على بعد 30 كيلومترًا شمال غربي طهران.
ويقول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن إيران تضمن حرية التعبير وإنه أمر بإجراء تحقيق في وفاة أميني، بعد احتجازها من جانب الشرطة المعنية بفرض القيود على ملابس النساء في الجمهورية الإسلامية.
كما أكد أن "أعمال الفوضى" غير مقبولة وأنه يتعين على إيران التعامل بحزم مع الاضطرابات. وفي خطاب في الأمم المتحدة، قال إن التغطية المكثفة لقضية أميني تعكس "المعايير المزدوجة"، لافتًا إلى حدوث حالات وفاة في احتجاز الشرطة الأمريكية.
وقال أمير عبداللهيان إن الولايات المتحدة تدعم "مثيري الشغب" وتسعى لزعزعة استقرار إيران، وهو موقف قال إنه يتعارض مع الدعوات الأمريكية لإرساء الاستقرار في المنطقة وإبرام اتفاق نووي مع طهران.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير البريطاني بسبب "الطبيعة العدوانية" لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية التي تتخذ من لندن مقرًا لها. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تناصر حرية الإعلام، ونددت "بحملة إيران على المتظاهرين والصحفيين وحرية الإنترنت".
كما استدعت السفير النرويجي لشرح "موقف ينطوي على تدخل" لرئيس برلمان بلاده مسعود قره خاني، الذي عبَّر عن دعمه للمتظاهرين عبر تويتر.
وواصل قره خاني، المولود في طهران، التحدث علانية اليوم الأحد، وكتب على تويتر أنه "لو لم يتخذ والداي قرارًا بالفرار في عام 1987، لكنت (اليوم) أحد أولئك الذين يقاتلون في الشوارع وحياتي على المحك".
وأثارت وفاة أميني الغضب في إيران بسبب قضايا من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية وقواعد اللباس الصارمة للنساء، فضلًا عن الاقتصاد المترنح تحت وطأة العقوبات.
ولعبت النساء دورًا بارزًا في الاحتجاجات، وقمن بالتلويح بأغطية رءوسهن أو حرقها. وقام بعضهن بقص شعرهن على الملأ وسط الاحتجاجات التي تطالب برحيل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وهذه الاحتجاجات هي الأكبر التي تشهدها إيران منذ تظاهرات خرجت في 2019 احتجاجًا على أسعار الوقود في 2019. وذكرت رويترز أن قمع تلك الاحتجاجات أسفر عن مقتل 1500 شخص، ما جعلها الاضطرابات الأكثر دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية.