الأمم المتحدة: انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بجنوب السودان بما فيها من جرائم ضد الإنسانية

أكدت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافى بيلاي، أن تقرير بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان يوثق انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان هناك وعلى نطاق واسع بما في ذلك جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية.

وأضافت أن التقرير يتناول بالتفصيل عمليات قتل جماعي على أساس عرقي وهجمات انتقامية بما فى ذلك القتل المباشر والمتعمد للمدنيين وكذلك عدد هائل من عمليات الإعدام بإجراءات موجزة والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي وبما يعكس الوضع الخطير لحقوق الإنسان في دولة جنوب السودان خلال الأشهر الخمسة الماضية.

وطالبت بيلاي، في بيان صدر اليوم "الجمعة"، عن مكتبها في جنيف، بإنهاء الصراع الدائر في جنوب السودان فورا وحذرت رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت وزعيم المعارضة إيريك مشار من أنه لن يكون هناك عذر لهما إذا استمرا في تجنب تحديد وإلقاء القبض على قادة القوات وغيرهم من الأفراد المتورطين في ارتكاب انتهاكات خطيرة بما فى ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأضافت أنه من غير المعقول ألا يعرف الدكتور مشار من قادته حرض وقاد القتل الجماعي لمئات من من المدنيين في المسجد والمستشفى والسوق وغيرها من المواقع في بانتيو في 15 ابريل الماضي كما لا يعقل تماما أن حكومة جنوب السودان بقيادة سيلفا كير تجهل من قادتهم المسئول عن ذبح أكثر من 300 من النوير في حي جوديلي بجوبا في 16 ديسمبر الماضي.

وأشارت المفوضة السامية في بيانها، إلى أن تقرير بعثة الأمم المتحدة يستند إلى شهادات أكثر من 900 من الضحايا والشهود ولفتت إلى وجود مؤشرات على أن المسؤولين من الحكومة والمعارضة في جنوب السودان بدأوا يدركون أن العالم استيقظ ويتابع عن قرب ما يجرى في جنوب السودان ونوهت إلى أنهم بحاجة رغم ذلك إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الصراع.

وقالت بيلاي إنه تم التحدث إلى الرئيس سيلفا كير والدكتور مشار بصوت عال لوقف مقاتليهم فورا عن ارتكاب تلك الأفعال وان تكون تعليماتهم واضحة بان أي شخص سيرتكب مثل هذه الجرائم سيتم القبض عليه فورا ومحاكمته خاصة وأن التقرير أكد مدى تفشى الشعور بالإفلات التام من العقاب وبما يستدعى معالجة على وجه السرعة وكذلك عملية مساءلة ذات مصداقية وشفافية لاستعادة الثقة في الدولة والحكومة.

ودعت بيلاي، كلا من سيلفا كير وإيريك مشار إلى بذل كل الجهود في اجتماعهم الذي سينعقد اليوم في أديس أبابا من أجل تحقيق نتيجة سريعة وناجحة والتوصل إلى وقف فوري للقتال في دولة جنوب السودان.