رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضغوط اليومية وكيفية التعامل معها

الضغوط اليومية
الضغوط اليومية

الضغوط النفسية هى إحدى حقائق الحياة الثابتة، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يعانى الضغوط، وهى تنتشر فى الحياة اليومية، سواء بين الأولاد أو البنات، أو بين الأطفال أو الشباب أو كبار السن، فلا تحدها سن معينة، وتسود فى جميع مجالات الحياة، فى الأسرة، والشارع، وفى المدرسة، والجامعة، والعمل، وتزداد حدة الضغوط النفسية التى يتعرض لها الأفراد إلى حد كبير فى عصرنا الحالى، إذ إنه يوصف بـ«عصر القلق والضغوط». 

والضغوط عبارة عن الأحداث أو المشكلات التى يتعرض لها الشخص فى حياته اليومية، وتفوق قدراته وإمكاناته على التعامل معها، وتسبب له الآلام أو المشاعر السلبية التى تؤثر على نظرته إلى الحياة، وعلى توافقه النفسى، وقد تكون ذات طبيعة اقتصادية، مثل قلة الدخل أو متطلبات المعيشة اليومية، أو دراسية مثل متطلبات المذاكرة أو الامتحانات، أو اجتماعية مثل المشكلات المستمرة مع الأصدقاء، أو وفاة شخص قريب، أو صحية مثل الإصابة بالأمراض، أو أسرية مثل الخلافات الأسرية، أو مهنية مثل الصراعات مع المديرين أو زملاء العمل، بل وتتضمن الضغوط أيضًا ضغوط وقت الفراغ التى تنتشر أثناء الإجازات، حيث لا يجد الطالب ما يمارسه من أنشطة.

وعلى الرغم من أن الضغوط عادة ما تكون سلبية، فإنها قد تنتج أيضًا عن الأحداث الإيجابية مثل النجاح أو التفوق الدراسى غير المتوقع، أو الخطوبة أو الزواج، أو الانتقال إلى منزل جديد، أو الترقية فى العمل، وتؤدى، عندما تكون معتدلة، إلى نتائج إيجابية لدى الفرد، حيث يكون أكثر صلابة، وإنتاجًا، وتحقيقًا لذاته، وتتكون لديه دوافع قوية للإنجاز، كما أن الضغوط المعتدلة تساعد الفرد على التفكير بشكل أسرع، وعلى العمل بكثافة أكثر، وتُشعره بأهميته، وبوجود أهداف يسعى إلى تحقيقها فى حياته. 

ولكن المشكلة تكمن عندما تتجاوز الضغوط قدرة الفرد على التعامل معها، وهنا تظهر آثارها السلبية، سواء الانفعالية «مشاعر التوتر، والقلق، والخوف»، أو العقلية «صعوبة الانتباه، أو التذكر، أو ضعف التحصيل»، أو الفسيولوجية «اضطرابات النوم، أو ارتفاع ضغط الدم»، أو سلوكية «اضطرابات الأكل، أو العدوان، أو التدخين».

لذلك اقترح علماء النفس بعض الطرق التى تساعد الفرد على التغلب عليها، بل وتحقيق السعادة فى الحياة، ومنها التقبل والاعتراف بحدوث المشكلة، وبالتالى بذل الجهود المكثفة للتغلب عليها، والتخطيط والتفكير فى خطوات التعامل مع المشكلة، والبُعد عن أى مشتتات تعطل الجهود التى يبذلها الفرد لحل المشكلة، كما ينبغى طلب المساعدة من الآخرين مثل الحصول على نصائحهم، أو المساندة الوجدانية منهم، وإعادة التفسير الإيجابى للمشكلة، والنظر إلى الجوانب الإيجابية منها، واللجوء إلى الدين، والصلاة، للتنفيس عن الانفعالات، وعدم كبتها أيضًا من خلال التحدث مع الآخرين، والانخراط فى الأنشطة البديلة مثل أحلام اليقظة، وزيادة عدد ساعات النوم، والاستغراق فى مشاهدة التليفزيون.