رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شوبينج المجروحين وسائل التخلص من «الإنفاق العاطفى»: امسح تطبيقات التسوق.. وادخل «تحدى الادخار»

الإنفاق العاطفى
الإنفاق العاطفى

إذا كنت قد أخذت نفسك للتسوق بعد يوم سيئ فى العمل، أو توجهت لشراء ملابس مثلًا بعد مشادة مع شريك حياتك، فإنك قد تكون وقعت فيما يعرف بـ«الإنفاق أو التسوق العاطفى»، صحيح أن هذه عملية قد تكون رائعة بين الحين والآخر، لكن إذا ما تكررت بشكل كبير، فقد يؤثر ذلك على وضعك المالى.

ويُعرف «الإنفاق العاطفى» على أنه شراء أشياء عبر الإنترنت أو من خلال التسوق العادى عندما تزداد حدة عواطفك، أو ذهابك إلى التسوق عندما تشعر بالملل أو الوحدة أو الحزن أو أى عاطفة أخرى، علمًا بأن كل شخص يملك دوافع عاطفية خاصة به تدفعه إلى إنفاق أمواله، وفقًا لموقع «clever girl finance» للتثقيف المالى.

وهناك سمات شائعة لمفهوم «الإنفاق العاطفى»، من بينها شراء عناصر لا يمكنك تحمل تكلفتها لمجرد أنها تجعلك تشعر بوجاهة اجتماعية أفضل، فمثلًا تدفعك الغيرة والسعى لمواكبة الجيران فى عمليات الشراء إلى شراء أحدث طراز من الهواتف المحمولة أو سيارة فاخرة أو حقيبة يد «ماركة».

والمشكلة الأكبر أن هذه العناصر وتحديثاتها تستمر فى الظهور، ما يجعل هناك حافزًا دائمًا فى دائرتنا الاجتماعية ضد من لديهم شىء لا نمتلكه، وبالتالى تدفعك الغيرة إلى مواصلة «دورة الإنفاق العاطفى» عبر مطاردة الأشياء الجديدة.

وعندما يدفعك «التسوق العاطفى» إلى إنفاق أموالك، ويمكنك تحمل المبلغ الذى أنفقته، فهذه ليست مشكلة كبيرة دائمًا، كأن تخرج فى رحلة تسوق لمرة واحدة، إذا كنت تمر بحالة وفاة أو انفصال حديث، ولديك ما يمكنك من ذلك فى حسابك المصرفى. لكن المشكلة تتفاقم عندما يصبح «الإنفاق العاطفى» ركيزة أساسية فى حياتك، وتجد نفسك تبحث عن بطاقتك الائتمانية فى كل مرة يضايقك فيها زميلك، أو ربما فى كل مرة تختلف فيها مع والدتك! هنا يخرج «الإنفاق العاطفى» عن السيطرة بسرعة.

وقد تقول لنفسك إنك «تستحق» شراء هذه الأشياء، لكن الحقيقة هى أنك تستحق أن تبقى أموالك تحت السيطرة، خاصة أن «الإنفاق العاطفى» المتكرر يمكنه أن يؤثر على مجالات أخرى فى حياتك، مثل علاقاتك، أو درجة الائتمان الخاصة بك، وقد يصل بك إلى ما يُعرف باسم «الشراء القهرى»، أى أن تكون مدمنًا على التسوق.

وأحد الأسباب الرئيسية للقلق من «الإنفاق العاطفى» هو التأثير السلبى الذى يمكن أن يحدثه على أهدافك المالية، فإذا ما كنت تشترى منزلًا، أو تخطط للتقاعد، أو ترغب فى حجز رحلة إجازة عائلية هذا العام، فإن كل هذه الأهداف تتطلب ميزانية، وإذا تم إهدار ميزانيتك بسبب «إدمان التسوق»، فمن المحتمل أن تتخلف عن تلك الأهداف.

كيف نتعامل مع «الإنفاق العاطفى» إذن؟

أول شىء يجب عليك فعله هو فهم سبب إنفاقك كثيرًا، والمحفزات التى تجعلك ترغب فى الإنفاق، ثم حدد إذا ما كنت تتسوق عندما تشعر بالتوتر أو الحزن أو الغضب، وما إلى ذلك، وإذا لم تكن متأكدًا، فحاول الاحتفاظ بدفتر يوميات لتدوين إنفاقك لبضعة أسابيع، لمساعدتك فى تحديد أى الأسباب التى تؤثر عليك عند الذهاب للتسوق.

أعد توجيه الطاقة التى ستنفقها على التسوق واستخدمها بشكل أفضل، ربما بالبدء فى ممارسة هواية جديدة، أو الاتجاه إلى تعلم رياضة، أو قراءة كتاب، أو الاستماع إلى قائمة موسيقية مفضلة لديك، كلما شعرت بالحاجة إلى الإنفاق.

وإذا كنت لا تزال متحيزًا لفكرة التفاخر قليلًا، لكنك تريد أن تفعل ذلك بطريقة تحت السيطرة، خصص ميزانية «إنفاق عاطفى» فى مخصصاتك الشهرية بالقدر المطلوب، وتأكد من قدرتك على تحملها وعدم تجاوزها.

حاول كذلك بناء حواجز تمنعك من الإنفاق، مثل إزالة تطبيقات التسوق من هاتفك، فنحن نقضى الكثير من الوقت فى التصفح على هواتفنا، وتُسهّل تطبيقات التسوق شراء العناصر التى لا تحتاجها فى كل حالة تغير مزاج لديك.

وجرب «تحدى عدم الإنفاق»، بأن تتعمد عدم إنفاق أى أموال غير ضرورية لمدة أسبوع أو شهر أو حتى أطول، وهى طريقة رائعة للتركيز على أهدافك المالية والتحكم فى أموالك.