رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الديمقراطية ومفهوم السلطة


كانت السفينة تغرق مع عام حكم الجماعة الإرهابية.. واستيقظ الشعب المصرى مع ميلاد ثورة 30 يونيو 2013.. لأن صور الحكم فى عام واحد كانت مرعبة.. المجتمع كان يغرق.. وهناك حوارات وتساؤلات أين نحن من الديمقراطية؟ ومفهوم السلطة؟ وكلاهما بحاجة لمسار توافقى..

من أجل رأب الصدع.. وأتذكر وقفة 25 يناير 2011 بدمياط.. وكنا نحو خمسين دمياطياً فقط.. واستمرت الوقفة ساعتين فقط.. وهى مسجلة على اليوتيوب.. وقطاع الشرطة بدمياط.. ولم يكن معنا أحد من الجماعة الإرهابية.. ولننظر لعناوين الصحف القومية ليوم 26/1/2011.. وذكر الأعداد..

وللوقفة تساؤل يومئذ: ومنها يسقط يسقط حسنى مبارك.. كلمات خرجت بتلقائية ويومها اعتقل سبعة من زملاء الوقفة وكانوا شبابا ومنهم فى عمر أبنائى.. وركب أعضاء الإرهابية على عطاءات تلك الوقفات الاحتجاجية.. وكانت تعمل بحركة تلقائية.. دون دفع من أحد.. إنها وقتئذ كينونة جماهيرية ليست من صنع عصابة 6 أبريل.. فالوقفة مثلما حدث فى وقفات أخرى.. كانت تهدف لمحرك أساسى لإرساء الديمقراطية ومفهوم السلطة وإحداث التغيير الجذرى فى البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. لأن العصر الذى ننشده سوف يعرف بالعصر الجماهيرى.

وسؤال: الديمقراطية ومفهوم السلطة .. هو الذى يرفض التسلط.. الاستغلال.. الاحتكار السياسى.. إلخ لأن لتاريخ أى مجتمع معنى وكيفية امتلاك حركة .. ومن يفهم التاريخ سيرى أن الفعل الديمقراطى المباشر هو القادر على التغيير.. فالزمن يدين سياسات ضعف الحركة ويدين جميع أشكال ديكتاتورية الحكم.. ويدين الفكر الاقتصادى بانفلات السوق.. وارتفاع الأسعار بلا مبرر.

وهم يتناسون أن الطبقات الوسطى ومحدودى الدخل هم أركان المجتمع المتوازن.. ولو نظرنا للثورة الفرنسية كمثال نجد أهميتها تكمن فى تحريرها الشعوب الأوروبية من السياسات الإقطاعية واستعباد الكنيسة للإنسان.. وإلغاء الامتيازات الموروثة .. واعتبار الإنسان كإنسان له قيمة يمكن أن تحقق إنسانيته بالمواطنة.. وفى مجتمع يحقق تكافؤ الفرص.

ومع الديمقراطية ومفهوم السلطة علينا بمواجهة سيطرة الثروة على أدوات الحكم لأن الديمقراطية الشعبية هى التى تحقق النجاحات المرجوة.. والإرادة الشعبية هى التى تحقق الإنتاج.. وهى التى تحافظ على الموارد البشرية والمادية وزيادة فاعليتها الإنتاجية وهى التى تحافظ على أدوات الإنتاج.. والخدمات.. وصيانتها.. والانتفاع بها على أكمل وجه.. والله الموفق.

■ كاتب وباحث