رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهر يونيو 2013 «1-2»


الذى ينظر إلى هذا التكوين يراه تكوينا كبيرا ضخما ولكن كان كالجبل الذى تمخض فولد فأرا وفقرا ودمارا، ولا ينبغى أن يخلو هذا التجمع الكبير من عقلاء ولكن كان صوت التشدد والتطرف والغلو أعلى وأكبر من صوت العقل

شهد شهر يونيو 2013 فى مصر بعض أحداث جسام، تلتها أحداث أكثر حساسية وتحديدا وتهديدا للمستقبل، أشير إلى ثلاث أحداث منها. أولها: ثورة 30 يونيو الشعبية العظيمة بقيادة تمرد التى لايزال يراها البعض الكاره انقلابا، بل يرونها مؤامرة كبرى يتزعمها الأمريكان والصهاينة، وهؤلاء يضمون فى صفوفهم بعض القيادات الإخوانية، التى كانت ترى 30 يونيو زوبعة فى فنجان حتى قبل أسبوع واحد من هذا التاريخ.

وكانوا يسبقون الزمن فى سوء تقدير الواقع، كان يقول أحدهم من القيادات المسجونة حاليا أو الهاربة عندما يسأل عن 30 يونيو فيقول بلغة الواثق: ارم وراء ظهرك. انتهى 30 يونيو، وثانيها: حركة تجرد التى لم نشاهد لها أثرا ملموسا، رغم إعلان رائدها الإرهابى الهارب عاصم عبدالماجد نزول الشوارع والميادين منذ يوم 28 يونيو أى قبل يومين من ثورة 30 يونيو.

وثالث تلك الأحداث: تأسيس مايسمى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، وهو تحالف سياسى يزعم حماية الديمقراطية والشرعية وعودة مرسى إلى كرسى الحكم وكأن عودة مرسى إلى الحكم هى حماية الديمقراطية والشرعية وقد كان فى الحكم سنة كاملة ولم يستطع أن يكسب شرعية وهو فى الحكم، وتسبب بسوء أدائه وإخلاف الوعود والعهود فى ضياع ما بقى من الشرعية رغم نتيجة الصناديق. انضم إلى هذا التحالف مجموعة من الأحزاب السياسية منها، حزب الحرية والعدالة، وحزب البناء والتنمية، وحزب العمال الجديد، وحزب الفضيلة وحزب الإصلاح وحزب التوحيد العربى، وحزب الوطن والحزب الإسلامى وحزب الوسط وحزب العمل وحزب الراية.

كما ضم هذا التحالف اتحاد النقابات المهنية واتحاد طلاب جامعة الأزهر الموازى، وبعض الشخصيات العامة فضلا عن اتحاد شباب الثورة ومجلس أمناء الثورة.

الذى ينظر إلى هذا التكوين يراه تكوينا كبيرا ضخما ولكن كان كالجبل الذى تمخض فولد فأرا وفقرا ودمارا، ولا ينبغى أن يخلو هذا التجمع الكبير من عقلاء ولكن كان صوت التشدد والتطرف والغلو أعلى وأكبر من صوت العقل. الذى ينظر إلى بيانات تأسيس هذا التحالف يرى أنها أهداف براقة، يأتى فى أولوياتها أن هذا التحالف سيتولى تنسيق الجهود النبيلة الرامية لحفظ كرامة الوطن وحماية إرادته الشعبية، وإدارة الوقفات السلمية المليونية والاعتصامات فى ميادين مصر بهدف التأكيد على نبذ العنف ومقاومة البلطجة وحماية مصر واختيارات شعبها. أشار المؤسسون إلى أن سبب التكوين يرجع أيضا إلى «حق الشعب المصرى الأصيل فى حماية مكتسباته الديمقراطية، وحراسة ثورته المباركة التى سالت لأجلها الدماء الزكية في ثورة يناير المجيدة، فى ظل ما يجرى من محاولات آثمة من فلول النظام السابق وجحافل بلطجيته، للانقضاض على الشرعية، مستعينين بكل أنواع السلاح الممول من رجال أعمال فاسدين سرقوا قوت الشعب». هكذا جاء فى مقدمة بيان التحالف وأهدافه. طبعا هذا التحالف يرى ماحدث بعين سوداء أو بنصف عين أو بلا عين ولا بصيرة. يتحدث التحالف عن الثورة ونسى أنهم كانوا أول من هجروا الميدان تركيزا على البرلمان، ولم ينزلوا الميدان مرة واحدة من أجل الثورة أو تصحيح مسار الثورة أو تكوين قيادة موحدة لها، ولذلك كتب عنهم من كتب بأنهم سرقوا الثورة وياليتهم فقط أنصفوا الشهداء والجرحى وحققوا لهم مطالبهم، ونستكمل فى المقال القادم بمشيئته تعالى.. والله الموفق.