رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على جمعة: الفساد في الأرض سببه الأساسي أفعال الناس

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن "الفساد في الأرض" سببه الأساسي أفعال الناس المخالفة، فهم لم يدركوا أن هذا سيترتب عليه مجموعة من المتتاليات التي تحدث فساداً في البر والبحر، فينبهنا الله سبحانه وتعالى إلى هذه الحقيقة وأن سبب ظهور ذلك الفساد هو المخالفة {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا } أى أن سبب ظهور الفساد في البر والبحر بعض الذى عملوا ،ويعفو عن كثير {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} هذا الفساد هو نوع من أنواع العقوبة، الدنيا لا تسير بسهولة بل فيها تعقيدات، فإذا رجعنا إلى الله نستغفره ونتوب إليه ونتوكل عليه ونضرع له بالدعاء "اللهم ارفع عنا الغلاء والبلاء والوباء" ؛  فإن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاءنا.

وتابع "جمعة" خلال مشاركته فى برنامج القرآن العظيم،: أمرنا الله تعالى بالعلم {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ } يعنى يشركون مع الله سبحانه وتعالى إلها آخر، إذًا فهذه الآيات تبين جريمة المخالفة ؛ لأن هذه المخالفة سوف ينتج عنها ظهور الفساد في البر والبحر، وهذا سينتج عنه نوع من أنواع الضيق والكدر والعقوبة، وهذا يضغط على الناس، لكن الغرض منه {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} فعسى أن يرجع هؤلاء عن إظهار المخالفة حتى لا تظهر هذه المجموعة من الفساد في البر والبحر، كلمة "في البر والبحر" يعنى ظهور كثير. 

وأوضح قائلا : "عدم نقض العهد" { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} ، { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} يعنى هؤلاء يعرفون كيف يخلصون الدين لله وكيف يوحدون الله وكيف يلجأون إلى الله ويطيعون الله، يعرفون ذلك لأنه لما ضاق بهم الحال لجأوا إلى الله وهم في البحر فنجاهم الله سبحانه وتعالى إلى البر، وكانوا قد نذروا وهم في البحر لأن انجيتنا لنفعلن ولنفعلن ولنفعلن،....وكذا، فلما نجاهم إلى البر إذا هم ينكثون، { فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ } -"المقتصد" يعنى الذي يأتي شيئاً قليلا، يعنى هو نذر بقرة فذبح غنمة- ، لأنه خرج من الأزمة لم يعد هناك ذلك العهد الذي نقضه بينه وبين ربه ، لم يلتفت إلى البركة التي تحل عندما يفعل ذلك، { فَمِنْهُمْ } معنى ذلك بعضهم ولذلك ليس كلهم يفعل هذا، بل منهم من سيلتزم فيكون نقيا قريبا من ربه، ومنهم من يؤدى بعض الشيء ولا يؤدي كله ، ومنهم من لا يؤدى شيئا وكان نسيا {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} .