رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدور كتاب وعي الحداثة وهاجس التجريب لـ عزت عمر

حبيب الصايغ
حبيب الصايغ

صدر حديثا عن  مؤسسة العويس الثقافية بدبي وضمن سلسلة “أعلام من الإمارات“ كتاب حبيب الصايغ وعي الحداثة وهاجس التجريب للكاتب والناقد عزت عمر.

تناول الفصل الأوّل من الكتاب جانبًا من سيرة الحياة الشخصية للشاعر الراحل حبيب الصايغ وشملت نشأته في أبوظبي ومراحل تعليمه ونبوغه المبكر، وأضفت لسيرته في ذات الفصل توصيفاً عاماً لشعره وتوجّهاته الفنية على شكل شهادات في شعره من خلال مقابلاته الصحفية أو زاويته اليومية في صحيفة «الخليج» إضافة إلى شهادات لعدد من الشعراء والنقّاد والإعلاميين. 

وجاء الفصل الثاني تحت عنوان  «القصيدة الكتاب» تتبع الكاتب مراحل تطوّر النصّ الشعري وفق صدور دواوينه على التوالي منذ العام 1980 ديوانه الأوّل «هنا بار بني عبس.. الدعوة عامة»، وهو كما يبدو من العنوان نصّ إشكالي يمزج بين زمنين: زمن القبيلة وزمن كتابة النصّ أواخر السبعينيات، إذ بدا شاعراً يهتمّ بالقضايا العامة للأمة العربية، مستلهماً حكاياته من التراث الإماراتي والتراث العربي عموماً، فيحضر الربّان أسد البحر أحمد بن ماجد إلى جانب عنترة تذكيراً بمجريات الصراع على الخليج.

وتناولت الكاتب بالتحليل ديوانه «ميارى» وهو بدوره قصيدة واحدة، خصص لها كتاباً كاملاً حيّا فيه المرأة العربية والأنوثة من خلال المرأة الرمز الكلّي «ميارى»، وإلى جانبه تناولت ديوانه الإشكالي شكلاً ومضوناً «أسمّي الردى ولدي» وهو أشبه بخطاب تحدّ للموت والرغبة في الحياة، ديوان يتألّف من قصيدة واحدة، ولعلّها من أبلغ ما كتبه الشاعر على صعيدي اللغة والمجاز. 

الفصل الثالث تناول مجموعاته الشعرية المؤلفة من قصائد مختلفة من مثل:«كسر في الوزن» «وردة الكهولة»، «رسم بياني لأسراب الزرافات»، وفي هذا الصدد توقّفت مطوّلاً عند قصائده النثرية والتفعيلة ومدى ارتباطها بزمنها، ووعي الحداثة المبكر بالنسبة للشاعر والشعراء الإماراتيين عموماً، وما امتازت به أشعار حبيب وفي مقدار استجابتها لتعزيز هذا الوعي، وختمت الكتاب بتبيان علاقة شعره بالتراث المادي والمعنوي لدولة الإمارات والشعر العربي، الذي رافق هذه المرحلة المهمّة من ثقافة المجتمع الإماراتي في انعطافته الكبرى نحو مجتمع الحداثة وما بعدها، ولعل مثل هذا المزج المعتمد على التراث والأسطورة ساهم في تعزيز خصوصية الشاعر وبصمته الإبداعية، فضلاً عن علاقته بذاته والعالم العربي وغير العربي.

ويختم الكاتب عزت عمر"اً فقد اعتمدت على مجموعة من المراجع التي تناولت أعمال حبيب الصايغ الشعرية، وهي على كلّ حال قليلة بالنسبة لتجربة شاعر رائد عمرها 40 عاماً، ولعلّ السبب يكمن في صعوبة تحليل هذه الأعمال تبعاً لتوجهات الصايغ الحداثية وما بعد الحداثية، ممثلة بالسريالية والخيال المجنح، وبذلك آمل أنني أوفيتها حقّها من الإضاءة والدرس والتحليل.