رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فتوى الأزهر" يُطلق حملة لترسيخ المواطنة

جريدة الدستور

قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين في جامعة الأزهر، إنَّ استهداف الكنائس يأتي وفق أيديولوجيات ومذاهب وأفكار دخيلة علينا، حيث إنَّنا تعلمنا في ديننا أن نحمي الكنائس قبل المساجد، والمسلم في عقيدته عليه أن يحترم أصحاب العبادات الأخرى.

وأضاف "فؤاد" لـ"الدستور": أنَّه يجب محاربة الإرهاب عن طريق نشر الوعي ومعرفة سماحة الإسلام وتوضيح أن الأديان لا علاقة لها بسلوكيات الناس، حيث إن "كل نفس بما كسبت رهينة" وحتى في الكتاب المقدس لدى المسيحيين نجد أنه "لا يقتل الآباء بسبب الأبناء ولا يقتل الأبناء بسبب الآباء فكل إنسان بجريمته يُقتل"، فاتهام الأديان بأنها طرف في الإرهاب لا يليق، لأنها الأديان جاءت بالسلام وديننا الإسلامي شعاره السلام عليكم وتحيتنا في الدنيا السلام عليكم ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قال "افشوا السلام بينكم"، كما أن الله تعالى اسمه السلام، فمستحيل أن الإسلام دين إرهاب.

وشدد "فؤاد" على أن مواجهة التطرف يكون بضم مادة خاصة بالقيم والأخلاق إلى المناهج الدراسة لأنه ما من نبي جاء إلا من أجل الأخلاق والقيم، حيث لخص النبي رسالته بقوله "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وأشار إلى أنه يجب الرجوع إلى دراسة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن لفظ الأقليات دخيل على الإسلام والأزهر حاربه لأن الآخرين يحاولون باسم الأقليات دخول بلادنا الإسلامية تحت ستار هذا المصطلح ويتلاعبون بأمنها لكن في الحقيقة نجد أن المسيحيين لهم ما لنا وعليهم ما علينا.

ومن جانبه قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف، إنَّهم دائمًا ما ينصحون الأئمة، بتوعية الناس بأهمية المواطنة والتعايش السلمي.

وأضاف "طايع" لـ"الدستور": حدَّنا نسبة كبيرة من خطب الجمعة المعدة مسبقًا، حتى تستهدف تعميق مفهوم المواطنة لدى المسلمين.

وكذلك أطلق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، حملة توعوية تحت عنوان "شركاء الوطن"، وذلك تزامنًا مع احتفالات المسيحيين بأعيادهم، حيث تهدف إلى ترسيخ مبادئ المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد؛ بالإضافة إلى إظهار صورة الإسلام الوسطي الصحيح، وإبراز تعالميه السمحة التي شرعها لأتباعه فيما يتعلق بالتعامل مع أهل الكتاب، وتفنيد جميع الشبهات التي يثيرها عناصر الجماعات الإرهابية والمتشددون ضد المسيحيين، وما شابه ذلك من مزاعم وادعاءات الإسلام منها بريءٌ.

وتعمل الحملة على توضيح الحقوق الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية لأهل الكتاب في الدول الإسلامية، وأحكام التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء، وتهنئتهم بأعيادهم، وزيارتهم، وأكل طعامهم، واحترام مقدَّساتهم، وترد بشكل مفصل على الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي يطلقها البعض في هذا السياق، وغير ذلك من القضايا الهامة التي تشغل الأذهان، والتي تتجدد على الساحة في بداية كل عام ميلادي.

وذكر المركز أنَّ تلك الحملة تأتي بُغية تصحيح مفاهيم خاطئة، والرد على فتاوى شاذة ومتطرفة عانت منها الإنسانية على مدار أعوامٍ طوال، وأهاب بالجميع أن يكفوا ألسنتهم عن إطلاق الأحكام الشرعية دون سند أو دليل، وأن يتركوا أمر الفتوى للمتخصصين من العلماء، وألا يزجوا بأنفسهم في أمور هم ليسوا لها بأهل، وأن يتوقفوا عن إشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، وأن يتركوا الجميع ينعمون بطيب العيش تحت ظلال المواطنة والعيش المشترك.