رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعونا لا ننسى أم الشهيد فى عيد الأم


غداً هو عيد الأم، وهو يوم عزيز على كل من يحمل قلباً بين ضلوعه ويعرف الإسلام جيداً بدون مزايدات أو ادعاءات، فلقد كرم الدين الإسلامى الأم ووضعها فى أعلى مرتبة، ووصانا خيراً بالوالدين وذلك فى آياته البينات، كما وضعها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فى مقدمة من هم أحق بحسن صحابتنا فى حديث شريف،

إننى أعتقد أن هذا اليوم لابد أن تسود فيه الاحتفالات والفعاليات تقديراً للأمهات، وفى مقدمتهن أمهات الشهداء، فلابد أن تعمل الدولة على تكريمهن وتذكرهن كلهن، ولم لا؟ وأن يكون بين المكرمات أمهات شهداء رجال القوات المسلحة والشرطة، الذين استشهدوا ليعيش أبناء الشعب المصرى ولتحيا مصر حرة مستقلة، وتتخلص من أذناب الإرهاب والتطرف، إن أمهات الشهداء لابد أن يتم وضعهن فى المكانة التى يستحقونها، وأن نعمل على ألا تذهب تضحيات أبنائهن هباء، فلقد قدمن للوطن فلذات أكبادهن ليعيش الآخرون، وفى كل يوم أصبحنا نجد جرائم دنيئه ضد خيرة شبابنا من رجال الجيش والشرطة، وفى كل يوم يسقط شهداء، فلابد أن ندعم الأمهات بمناسبة عيد الأم، ولابد أن نمسح دموعهن الغالية، وإن كنت أعرف وأدرك تماماً أن دموع الثكلى لا تجف أبداً. لقد اقتربت من أم شهيد عظيمة من خيرة أمهات مصر، وهى السيدة سامية عز العرب أم الشهيد محمد الجندى، والتى سأخصص لها مقالاً لكتابة حوارنا المهم والشيق معاً. إن هذا العام سنحتفل بعيد الأم بروح مختلفة، لأننا سنحتفل به بدون حكم الاخوان، الذين كانوا يهاجمون عيد الأم بشراسة، وخاصة الظلاميين منهم، كما كانوا يحقرون من شأن المرأة بغية تهميش دورها، ورغبة فى طمس فكرة الأمومة وتكريمها. وأعود بالقارئ لأروى له أصل الاحتفال بعيد الأم، وهو احتفال يتم فى مختلف أنحاء العالم، ولكن مع اختلاف اليوم، وفى كل الأحوال يقام الاحتفال لتكريم الأمهات، وتأثير الأم فى المجتمع، ورابطة الأم بأبنائها، ففى العالم العربى يكون الاحتفال يوم ٢١ مارس، أما فى النرويج فيكون يوم ٢ فبراير، بينما الأرجنتين فى ٣ أكتوبر، وأما فى الولايات المتحدة الأمريكية التى بدأ فيها، ففى الأحد الثانى من شهر مايو من كل عام، ويعود أصل تسمية عيد الأم إلى سيدة أمريكية هى ‹«أنا جارفيز»›، التى أقامت أول احتفال به فى عام ١٩٠٨، فى ذكرى والدتها، ثم قادت حملة للاعتراف بعيد الأم فى أمريكا، ورغم أنها هوجمت فى البداية باعتباره نوعاً من التجارة، إلا أنه أصبح عيداً عالمياً بفضل هذه السيدة، ويقوم على تقليد جميل، حيث يقدم كل فرد فيه هدية أو بطاقة أو تذكاراً لأمه، أما من جعله عيداً رسمياً فهو الرئيس الأمريكى ‹«وودرو ويلسن»، الذى أقره فى القانون كعيد رسمى فى الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الكونجرس الأمريكى، ثم اعتمدته المدن والثقافات الأخرى كعيد للاحتفال بالأمومة، أما فى مصر فبدأ الاحتفال به فى عام ١٩٥٦، وقد أطلق أول دعوة الكاتب والصحفى المصرى الكبير الراحل مصطفى أمين فى كتابه «أمريكا الضاحكة» عام ١٩٤٣، ثم بعدها بعشر سنوات جاءته سيدة تشكو إليه من جحود ابنها بعد زواجه، فأخذ على عاتقه الدعوة لفكرة الاحتفال بعيد الأم، والذى تم الاحتفال به رسمياً فى ٢١ مارس عام ١٩٥٦، وهكذا استمر هذا العيد الذى تكرم فيه الأمهات، وغداً سأحتفل به مع أسرتى، كما سيحتفل به كل بيت فى مصر، تقديراً لعطاء الأم اللا محدود نحو أبنائها.

فتَحية لأمى العظيمة، ولكل أم مصرية عظيمة فى عيدها، وتحية خاصة لأمهات شهدائنا الأبطال من رجال الجيش والشرطة، واللهم امنحهم نعمة الصبر وقوة الإيمان، ولا تنسى عزيزى القارئ أن تهدى لأمك ورداً أو «كارت» أو هدية، أو لسيدة منحتك العطاء فى صغرك، لتعبر عن امتنانك لها، ولترسم على وجهها ابتسامة رضا، تمسح بها عنها تعب السنين.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.