رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاد جون شتاينبك أبرز الروائيين الأمريكيين.. كيف تعرض لملاحقة «المكارثية»؟

شتاينبك
شتاينبك

من أبرز مؤلفاته "عناقيد الغضب"، "فئران ورجال"، "اللؤلؤة" وغيرها، هو واحد من أهم الروائيين الأمريكيين المعاصرين، إنه الروائي الأمريكي جون شتيانبك، والذي تحل اليوم الذكري العشرين بعد المائة علي ميلاده، حيث ولد فيمثل هذا اليوم من العام 1902 بمدينة سالينس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.حصل جون شتيانبك علي جائزة نوبل في الآداب للعام 1962 عن مجمل أعماله وخاصة روايته "عناقيد الغضب".

كان جون شتيانبك هو الأخ الأصغر بين ثلاثة شقيقات لذا حظي بالتدليل من الجميع، إلا أنه وإثر وفاة والده بدأ في الالتحاق بالعديد من الأعمال، فعمل في قطف الثمار، ساعي بريد، صيدلي، وغيرها من المهن التي عمل بها. شهدت مرحلة تعليمه الجامعي بجامعة ستانفورد نوعا من التخبط فتركها دون أن يكمل تعليمه بعد خمس سنوات من الإخفاق وتركها في عام 1925 متجها للعمل والكتابة.  

حظي جون شتيانبك بمكتبة منزلية كبيرة كانت الرافد الأساسي والأول في شغفه بالأدب والكتابة، حيث أطلع علي أعمال: والتر سكوت، جاك لندن، مارك توين وغيرهم، حيث قرأ الجريمة والعقاب، مدام بوفاري والفردوس المفقود وغيرها.

علي إثر كتاباته عن الفقراء والمهمشين والفلاحين وانتقاداته الواسعة للرأسمالية، اتهم جون شتيانبك بالشيوعية والميول الإشتراكية حتي إنه لوحق من قبل المكارثية التي اتهمت العديد من الكتاب والمثقفين الأمريكيين خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين بالشيوعية وتعاطفهم مع الاتحاد السوفيتي في ذروة الحرب الباردة بين الكتلتين الكبيرتين روسيا وأمريكا.

عمل جون شتيانبك بالصحافة فكان مراسلا حربيا وكتب عن الحرب، وكتب عن الأزمة الاقتصادية التي أصابت أمريكا في الثلاثينيات فيما عرفت بالكساد الكبير. حتي أنه وفي إحدي المرات خلال تواجده بالكنيسة وخلال إلقاء القس كلمته الوعظية قاطعه شتاينبك بصوت عال قائلا: "دعوا الروح لحالها ولبوا متطلبات الجسد وأطعموا الجوعي والفقراء".

يتمتع جون شتيانبك بمقروئية كبيرة بين جموع الناس شرقا وغربا، وحققت ولا تزال كتبه ومؤلفاته مبيعات عالية غير مسبوقة حتي الآن. ويقول عن نفسه: "عندما أشرع في الكتابة أنشئ كتاب"، ومن مقولاته أيضا: "ليس لدي كتابين متشابهين"، وهي مقولة صائبة تماما، فمن يطلع علي رواياته وأعماله الأدبية يلاحظ أن كل رواية له، لها مسارها الخاص، وخطها الدرامي وأماكنها، وحواراتها المتفردة والمختلفة في كل عمل عن آخر، فكتابات جون شتيانبك متنوعة، وعندما حصل علي جائزة نوبل في الآداب قال: "يولد الأدب من حاجة الناس إليه، ويتجدد أيضا من حاجة الناس إليه"، وهي مقولة حقيقة أيضا لا يقولها سوي كاتب ذو ثقافة رفيعة عالية، فالأدب هو إنعكاس لواقع الناس الاجتماعي.

ومن المعروف عن كتابات جون شتيانبك أنه نقل الواقع الأمريكي وعرف العديد من الشعوب علي هذا الواقع من خلال رواياته، حيث وصف المجتمع الأمريكي بكل من فيه من سلبيات وجماليات، وكتاباته تجبر قارئه علي متابعة سير أبطاله وشخوص رواياته كيف يعيشون ويرون أنفسهم والعالم من حولهم. 

وكانت روايته المعنونة بــ "كأس من الذهب"، والتي صدرت في العام 1929 أولى أعماله الأدبية، والتي تتناول مغامرة شاب مع صديقه الذي يبيعه إلي القراصنة وتروق له الحياة معهم فيتزعمهم مع مرور الوقت، ومن ثم يبدأ في البحث عن الكأس الذهبي ويحتل منطقة بنما.  

وكانت روايته "رجال وفئران" فاتحة الشهرة والنجاح لـ جون شتيانبك، وقد درست الرواية مع "عناقيد الغضب" ولا تزال في المدارس والجامعات الأمريكية.

وتتناول رواية رجال وفئران، خلال فترة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين بأمريكا، عن قصة علاقة بين صديقين أحدهما يمثل العقل بينما الثاني يمثل القوة، هذا الصديق الذي يمثل القوة يتعلق قلبه بفتاة جميلة. يتنقل الصديقين من مكان إلي آخر بحثا عن عمل لتحقيق حلمهما في امتلاك إحدى المزارع.