رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخارجية الأمريكية لـ«الدستور»: وضع بوتين يسمح له بغزو أوكرانيا.. ونرحب بالدبلوماسية

سامويل وربيرج
سامويل وربيرج

قال سامويل وربيرج الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة تراجع التقارير حول انسحاب بعض القوات الروسية، مضيفًا أن واشنطن ترحب بانسحاب حقيقي ومشروع للقوات، ولكن لم نتحقق بعد من تلك التقارير أو أن قوات الجيش الروسي بالفعل تعود إلى قواعدها الأصلية.

وتابع «وربيرج» لـ«الدستور»: «نعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زال في وضع يسمح له بالغزو في أي لحظة إذا شاء وتظل الحقيقة أنه لا يزال لدى روسيا أكثر من 150 ألف جندي يحاصرون حدود أوكرانيا». 

وأردف: «أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن للرئيس بوتين 12 فبراير الجاري أن الولايات المتحدة ملتزمة بالدبلوماسية ونأمل أن يتابعها، وقد قالها الرئيس بايدن بشكل واضح وصريح في خطابه أمس أن الولايات المتحدة لا تريد حربًا وتفضل الحل الدبلوماسي».

إبقاء أو سحب القوات «قرار بوتين»

ولفت: «في نهاية المطاف قرار إبقاء أو سحب القوات هو قرار الرئيس بوتين، ونأمل أن يتخذ القرار الصحيح عبر خفض التصعيد والانخراط في دبلوماسية جادة، متابعا: أنه في حال الغزو الروسي لأوكرانيا فإن هذا سيكون قرار الرئيس بوتين في نهاية المطاف ولكن إذا فعل ذلك، فإن العواقب ستضعف روسيا ولن تجعلها أقوى، العواقب ستكون وخيمة، وستكلف روسيا الكثير. 

وأوضح «وربيرج»: «نرى أن الدبلوماسية وخفض التصعيد هما أفضل طريق للمضي قدما لجميع الأطراف، وطالما أن هناك أملًا في التوصل إلى حل دبلوماسي يمنع استخدام القوة ويتجنب المعاناة الإنسانية الهائلة التي ستتبعها، فسوف نتابع ذلك ولكننا مستعدون أيضًا للطرق والأساليب أخرى، إذا اختارت روسيا المسار العدواني».

وأضاف: «نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا لن تكون في مصلحة روسيا ومن جهة، الولايات المتحدة بالإضافة إلى كل شركائنا وحلفائنا في الناتو وأوروبا والعالم، نعمل بشكل جدي ونشاط للتوصل إلى حل دبلوماسي كما أننا نبقى على اتصال مع الحكومة الروسية».

 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا

واستطرد وربيرج: «نراقب التطورات والحقائق على أرض الواقع، وهي أن روسيا لديها أكثر من 150 ألف جندي على حدود أوكرانيا، بالتالي إذا قرر الرئيس بوتين بتصعيد غزوة لأوكرانيا بعد غزوها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، فإن الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا ستستجيب بشكل حاسم وستفرض تكاليف باهظة على روسيا». 

وأضاف: «سوف تتضاءل قوة روسيا على المدى الطويل ونفوذها وستواجه ضغوطا هائلة على اقتصادها»، وتابع: «لقد أصبح الغرب بالفعل أكثر اتحادًا وقوة مما كان عليه منذ سنوات حيث تم تعزيز الناتو ويعتبر التحالف أكثر تماسكًا وقيمة وديناميكية الآن».

وفي ذات السياق، الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أكد: «ما يمكننا تأكيده الآن أن الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا عبر المحيط الأطلسي مستعدون للعمل معًا لفرض حزمة غير مسبوقة من العقوبات التي سيكون لها تأثيرًا مدمرًا على الاقتصاد الروسي، نظرًا لحجم الاقتصاد الروسي، تأثير مالي أعلى من أي تأثير سابق».

دولة منبوذة من المجتمع الدولي

وأضاف: «ستواجه روسيا تكاليف استراتيجية طويلة الأمد وستُعزل عن العالم حيث ستكون دولة منبوذة من المجتمع الدولي، وستواجه ضغوطًا هائلة على اقتصادها وضوابط التصدير التي ستؤدي إلى تآكل قاعدتها الصناعية الدفاعية، وكما قال الرئيس بايدن أمس، سيواجه أي هجوم روسي على أوكرانيا بإدانة دولية ساحقة ولن ينسى العالم أن روسيا اختارت الموت والدمار بلا داع.

وأشار وربيرج إلى أنه طرحت الولايات المتحدة أفكارًا ملموسة على الطاولة لتعزيز البيئة الأمنية في أوروبا، بما يتفق مع قيمنا ومبدأ المعاملة بالمثل، ما يعني أنه سيتعين على روسيا اتخاذ إجراءات.

وتشمل هذه الإجراءات تلك المتعلقة بالحد من التسلح والشفافية والاستقرار الاستراتيجي.

وتابع: «هناك مسار دبلوماسي للمضي قدماً إذا كانت روسيا مستعدة للانخراط بجدية لكننا لا نستطيع السيطرة على ما ستفعله روسيا أو رغبتها في الانخراط في مناقشات دبلوماسية جادة، وما يمكننا فعله هو توضيح التكاليف الباهظة التي ستواجهها إذا قامت بغزو أوكرانيا». 

سيناريو التصعيد العسكري والحرب

ولفت: «من جانبنا الولايات المتحدة تقوم بإجراء مباحثات واتصالات بشكل يومي مع كل حلفاؤنا في حلف شمال الأطلسي وأوروبا وأوكرانيا وحتى مع الأطراف الروسية، لمعالجة هذه الأزمة بشكل دبلوماسي ونحن نبذل كل ما بوسعنا لتجنب السيناريو الأسوأ «التصعيد العسكري والحرب». 

وتابع الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية: لقد تحدثنا مع روسيا حول إمكانية اتخاذ تدابير شفافية متبادلة فيما يتعلق بأنظمة أسلحة هجومية معينة في أوكرانيا، بالإضافة إلى تدابير لزيادة الثقة فيما يتعلق بالتدريبات والمناورات العسكرية في أوروبا، والتدابير المحتملة للحد من الأسلحة المتعلقة بصواريخ معينة في أوروبا، واهتمامنا بمتابعة اتفاقية "نيو ستارت" التي تغطي كافة الأسلحة النووية، وسبل زيادة الشفافية والاستقرار. 

وأشار، إلى أن هذه المناقشات لديها القدرة على تعزيز أمننا وأمن حلفائنا وشركائنا، بالإضافة إلى معالجة مخاوف روسيا المعلنة من خلال الالتزامات المتبادلة، كما تم تنسيق استجاباتنا بالكامل مع أوكرانيا وحلفائنا وشركائنا الأوروبيين، الذين كنا نتشاور معهم باستمرار منذ أسابيع.

واختتم وربيرج: «في نهاية المطاف هناك مبادئ أساسية نلتزم بها، وبالدفاع عنها بما في ذلك سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وحق كل الدول في اختيار ترتيباتها الأمنية وتحالفاتها بدون أي تدخل».