رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى أين تأخذنا "رابحة".. الأمم المتحدة ومصر من أجل المرأة

بتمويل  دولي  تشرف عليه منظمات الأمم المتحدة، أطلق في تعاون مشترك بين جمهورية مصر العربية،  والحكومة الكندية، برنامج [رابحة بواسطة]، ويتم تنفيذه، بحسب التقرير الذي أفرجت عنه الأمم المتحدة، بالشراكة مع المجلس الوطني للمرأة، ووزارة التجارة والصناعة، ووكالة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

 "رابحة"، البرنامج المشترك القائم  فعليًا، بدأ بتعزيز وتمكين اقتصاديات المرأة المصرية،  تماشيًا مع استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030، بأهداف  اجتماعية، واقتصادية وتنموية، لها أبعادها في زيادة مشاركة المرأة المصرية  الاقتصادية. 
ويوفر تقرير للأمم المتحدة، معلومات، تدل على أن "رابحة"، وصلت إلى  ما  لا يقل عن [6300 امرأة في القطاع الخاص المصري]، وجرى اختيار هذه النماذج من واقع حياة وأعمال نساء يعملن في سبع محافظات  مصرية هي: (القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، البحيرة، الفيوم، بني سويف والمنيا)، غالبًا تشهد تحولات بيئية واجتماعية وتوفر مناخات للعمل الاجتماعي وتحقيق الذات. 
سيعمل البرنامج على تسخير الإمكانات الكاملة لهؤلاء النسوة بصفتهن رائدات أعمال وموظفات في سلاسل القيمة المستهدفة التالية: نخيل التمر؛ النباتات الطبية والعطرية؛ الحرف اليدوية والمعلومات والاتصالات. 
 عمليًا، حققت الأمم المتحدة هذا الإطار من الأعمال الريادية، بموجب قراءة للتحولات والتداعيات التي أفرزتها أزمات العالم، بعد جائحة كورونا، كوفيد-19، وخصوصًا في مجال الحماية من الفقر والبطالة، ودعم فرص التعافي، مع تبادل الخبرات التي توفرها التجارب المحلية في مصر؛ ذلك أن "برنامج رابحة"، صمم لتبادل الأفكار والإبداعات والتدريب والتأهيل، وهي أمور تديرها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بالاشتراك مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة بشكل كبير في مصر بحلول منتصف عام 2024.
يتوقع، أن ينجح المشروع، في دعم مشاريع ماثلة، تقام في محافظات أخرى، لأن "رابحة"، تتوازى في منطلقاتها مع الأفكار التي تعزز حيوية وقدرة وحق المرأة، فالأصل في برامج الأمم المتحدة ومنظماتها، توفير البيئة التي تستمر وتكون معنية بتزويد النساء في مصر بالوسائل والمعرفة والثقة، بغية تحقيق أهدافهن الفريدة والمشروعة المتعلقة بالعمل، سواء كن رائدات أعمال أو سيدات أعمال لا يزلن في مرحلة مبكرة.
وقد أجرت منظمة اليونيدو ثلاث دراسات حول سلسلة الأنشطة المضيفة للقيمة في إطار برنامج: نخيل التمر، والنباتات الطبية والعطرية، والحرف اليدوية، وهي  تشكل رافعة وقوة أعمال لها امتدادها في مجتمع المرأة المصرية بيئيًا وتربويًا واقتصاديًا، كما أنه، متعدد القطاعات ويجمع بين الأنشطة على مستوى السياسات والمؤسسات والأفراد، ويؤيد ذلك، بحسب التقرير الذي أقر بوجود الدراسات المعدة مسبقًا بين  القطاعات المصرية ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)،  في تطوير التدخلات القائمة على  طبيعة الواقع واحتياجاته، التي تراعي الاحتياجات الحقيقية لأصحاب الأعمال والموظفات، والتحديات التي يواجهنها في كل محافظة وفي كل قطاع، وتم ذلك وفق  التبادل الجاد للمعلومات وتحليل الجدوى.

 الواضح أن عالمية الرؤية، تزامنت وأظهرت نتائج  مشتركة، تؤشر على أن الحرف اليدوية هي أكثر القطاعات الواعدة بالنسبة للأعمال التي تقودها النساء والعمل اللائق.
* ما هي نماذج الأعمال التي وفرت لها التمويل والتدريب، مبادرة "رابحة"؟.

معرض تراثنا للحرف اليدوية 
تخطط اليونيدو لعقد دورات تدريبية تستهدف تلبية احتياجات رائدات الأعمال والموظفات.

وستشمل هذه الدورات تطوير المنتجات، الابتكار، التواصل، العلامات التجارية، واستراتيجيات التسويق والترويج.

يتضمن هذا النهج رقمنة نماذج الأعمال الحالية من خلال التسويق الإلكتروني والمبيعات، بهدف دعم استمرارية الأعمال أثناء جائحة كورونا وما بعدها، بالإضافة إلى التدريب على المهارات التقنية التي تتطلبها سلاسل القيمة الرئيسية.

كجزء من البرنامج، قدمت اليونيدو وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر استشارات حول تطوير الأعمال والعلامات التجارية للمنتجات والاستشارات القانونية لرائدات الأعمال المشاركات في معرض تراثنا للحرف اليدوية السنوي الذي تنظمه وكالة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في أكتوبر 2021. 
وتضمنت الاستشارات تشخيصًا سريعًا لاحتياجات العمل والتحديات، يليها تقديم المشورة والاستراتيجيات التجارية المصممة خصيصًا بهدف تحسين إنتاجية وربحية الأعمال التي تقودها النساء.

تعد مشاركة اليونيدو في معرض تراثنا مكملًا لعملها المستمر في قطاع الحرف اليدوية والهادف إلى الإسهام في تحقيق  الدعم لـ1100 من رواد الأعمال الطموحين والقائمين.

 أطلقت الأمم المتحدة، فرص الإعلام والرعاية الداعمة التي عرفت مجتمع الأعمال المصري والدولي، بمجموعة من التجارب منها:

*إحسان.. وسر حقائبها.
إحسان، مصرية رائدة في التفكير والأداء، هي إحدى المستفيدات من مشروع رابحة. بدأت تتعلم كيفية صنع الحقائب وهي لا تزال في المدرسة، حيث كانت تفكك الحقائب لفهم كيفية صنعها من الصفر، تتعلم شيئًا جديدًا في كل مرة تصنع فيها حقيبة جديدة، تعتمد إحسان، على موارد التدريب المتوفرة عبر الإنترنت لتوسيع خبرتها.

*فرص لإبداع  الهدايا التذكارية.. كيف؟. 
فقيهة، مع رابحة تعمل في ورشة عمل لصنع الهدايا التذكارية التي تباع في البازارات والمتاجر في منتجعات البحر الأحمر في شرم الشيخ والغردقة.

امرأة قوية بمجالات التنوع، تدير أعمالها الخاصة في المنزل، حيث تصنع المحافظ الجلدية، وتأثيث المنزل، والخياطة. 
 ويؤكد التقرير، في مراحله العملية، على أن التبادل المشترك، يدعم أن تلجأ "اليونيدو" لفتح نافذة، يطلق منها تدريبًا للمسئولين الحكوميين من خمس مؤسسات مركزية في القاهرة في أوائل العام  الحالي 2022.

بين بيئة الأعمال وغاياتها، يأتي تدريب المدربين، تعزيز خدمات الدعم الحكومية، التي تستهدف رائدات الأعمال وأصحابها  في مصر.
كل ذلك يكشف عن قدرة المبدعة في مصر، استجابة للاعتبارات  المجتمعية  المعاشة فعلًا.

التقرير، كشف عن نقطة التقاء مهمة، إذ تتعهد اليونيدو وهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويساهم برنامج رابحة المشترك على وجه الخصوص في :(الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة)، المعني بالمساواة بين الجنسين؛.. وأيضًا مع (الهدف الثامن)، المعني بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي؛ ويقترب اجتماعيًا وإنسانيًا من (الهدف العاشر)، المعني بالحد من أوجه عدم المساواة.
 في المنظور الدارج لمشاريع ومبادرات الأمم المتحدة، باتت هناك فرصة لإدماج التمويل الدولي، مع مفردات وحاجات، تتم التهيئة لها، ما يتيح تبادل الخبرات والتدريب والأهم، التسويق. 

 

فمثلًا إحسان: تستخدم الأرباح المتواضعة التي تجنيها لشراء لوازم جديدة لمشروعها الصغير. رسالتها إلى رائدات الأعمال الطموحات المهتمات بالحرف اليدوية هي البدء على الفور، والبحث عن المعرفة حول كيفية تنمية مهاراتهن وأعمالهن.
 وفي حين أن فقيهة تقول إنها تستطيع إدارة أعمالها أثناء رعاية أسرتها، وتحث النساء الأخريات على فعل الشيء نفسه من خلال إنشاء أعمال لدعم أنفسهن.
 "رابحة"، قد تكون فرصة للتبادل الدولي، الداعم رسميًا وإشراف منظم، لمقدرات  سيدات الأعمال في مصر، وهو يتوازى، في بعض التفاصيل مع المبادرات الرئاسية، والحكومة وليس أولها مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "حياة كريمة"، ومؤتمرات شباب مصر والعالم، وغيرها من منجزات وأعمال المؤسسات المصرية القائمة والتي، تدعم تمكين المرأة وسلامتها وحمايتها ورفع قيمة المنجز الإبداعي وفي عالم الأعمال والثقافة والسياسة والحكم المحلي والصحة. 
قد تؤسس، أو لنقل تكمل، أو تكون هذه المبادرة، مع إشراف الأمم المتحدة،  فرصة لتعريف العالم بما في صفحة المرأة المصرية من قدرة على المشاركة وتحقيق الأمن والسلم المجتمعي، نجاح بيئة الأعمال، ضمن بيئة المرأة ذاتها، ولذات العالم… وهنا السر! 

  • [email protected]
  • حسين دعسة، مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية.