رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

20 نقطة ساخنة للجوع..!



.. تلاقت ثلاثة تقارير إنسانية، تؤشر إلى خطر تفشي الجوع، الجماعات، الجائحة في نقاط مختلفة في قارات العالم، ليس أخطرها إفريقيا أو آسيا. 
منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة اليونيسف، أجمعت، بطريقة أو أخرى(...)، على كشف، يدق أجراس عدة مجاعات عالمية تطل برأسها في العام 2022، الذي يبدأ بالإعلان عن: "انعدام- صيغ منظمات- الأمن الغذائي في 20 نقطة ساخنة للجوع في العالم، منها  في سوريا، لبنان، اليمن وجنوب السودان، وإثيوبيا". 
في ذات الوقت، جاءت  تنبيهات "اليونيسف"، حول ظهور حالات صعبة من عدم توافر الإمكانيات لـ 1.5 مليون طفل في شرق وجنوب إفريقيا، إلى الحصول على الحد الأدنى من خدمات العلاج من الهزال الشديد. 
.. تتابع الأمم المتحدة، مجلس الأمن، منظمات اقتصادية وإنسانية، تصاعد وانتشار مجموعات بشرية تموت، أو على وشك التلاشي بسبب: "انعدام الأمن الغذائي في 20 دولة ومنطقة- وهي بؤر الجوع الساخنة- حيث يعرّض الصراع والصدمات الاقتصادية والمخاطر الطبيعية وعدم الاستقرار السياسي ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية، ملايين الأرواح للخطر".
 

.. في عالم اليوم، هناك عشرات المصطلحات الدولية، في جوانب الأزمات والتغذية والأديان، وتجارة المهربات، ونقاط حركة التجمعات البشرية، والمذهبية.. ومنها تأتي، نقاط الجوع التي تصنف عبر درجات ومراحل، قبيل الجماعات، وهو تقرير نقاط الجوع الساخنة الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمي، الذي أقر بأنه: "لا تزال إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان واليمن البلدان الأكثر إثارة للقلق".

.. في البلدان الأربعة تلك مناطق يعاني فيها الناس، أو يُتوقع أن يعانوا، من الجوع والموت "المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC5" مما يتطلب الاهتمام، بأن نكون في مستويات استجابة.. والأكثر إلحاحا.

.. أما نقاط الجوع المنتشرة في أفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي وهندوراس والسودان، وفي سوريا، فتظل بلدانا مثيرة للقلق بشكل خاص، كما هو الحال معلن سابقا، مع ظهور الأزمات الداخلية في كل نقطة.


عادة، تدرس التقارير:
* أولا:
حال كل أزمة، أسبابها السياسية والاجتماعية.

* ثانيا:
دراسة الروابط بين الجوع والنزاعات معقدة وتأثيرها واسع النطاق.
* ثالثا:
يتم فرز الأشخاص، الناس الذين يدعمهم برنامج الأغذية العالمي، وهم من يفرون من الصراع، وقد اضطروا إلى التخلي عن أراضيهم ومنازلهم ووظائفهم.

.. وتشمل هذه الآليات، مجال يرجح للعديد من المنظمات العاملة في نطاق وتحت علم الأمم المتحدة، أن تستمر هذه الاتجاهات في ميانمار وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ووسط الساحل والسودان وجنوب السودان والصومال والأجزاء الشمالية من إثيوبيا ونيجيريا وموزامبيق.
.. هل تفكر المؤسسات والمنظمات بتأثير: "الظواهر المناخية والمتطرفة  بيئيا؟". 
.. عمليا، نعم، فما يفهم من ذلك، بات اتجاها مقلقا آخر، تحديدا بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الفاو؛ ذلك أن تغيّر المناخ "لم يعد لمحة عما سيحدث في المستقبل، بل هو- الواقع اليومي- للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، يمكن ملاحظة ذلك، بالفعل في هايتي وشرق إفريقيا ومدغشقر وموزمبيق، ومؤخرا في منطقة بادغيس غربي أفغانستان.

.. بعيدا عن نقاط الجوع المقنعة، لا تزال التحديات الاقتصادية بعد [الجائحة: تفشي فيروس كورونا، كوفيد-19] ، قائمة، بل التوقعات ان تزدد الأسعار وفق ما يحدث من ارتفاع في مصادر الغذاء، ومن هي الجهات التي تتشارك في رفع أسعار الغذاء. 
.. بعد منتصف عام 2021، انقلبت سياسات التجارة العالمية وتكاليف النقل والتأمين، وبدأت نقاط الغلاء الساخنة تجتاح العالم، تتوازى في شراستها مع تفشي الكورونا. 
.. عمليا، وربما بسبب من استراتيجيات الدول الصناعية الكبرى، بدأت أسعار الغذاء العالمية  في القفز السريع، استمرت في الارتفاع منذ أيار/ مايو 2020، والمناطق الأكثر إثارة للقلق، نتيجة غلاء الغذاء هي الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ووسط وشرق آسيا،وربما يتجاوز ذلك المناطق المكتفية.

.. نقاط الجوع، حدود لجيوسياسة محلية، مرحلية، اعتادت وضع ما يعرف بالقيود، تتحكم بوصول المساعدات الإنسانية والبيئات الأمنية المعقدة تشكل تحديا أمام العمليات الإغاثية في إثيوبيا ومالي وشمال نيجيريا والنيجر وسوريا.

..في خرائط نقاط الجوع، نقف الآن في جنوب السودان، وهي واحدة من الدول الأربع الأكثر إثارة للقلق، يؤدي الصراع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، وآثار جائحة كـوفيد-19، والتحديات الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إلى تفاقم الوضع، مثلما الحال في  نيجيريا، إذ يؤدي انعدام الأمن ومعدلات التضخم المرتفعة إلى تفاقم الأمن الغذائي الحاد.

الأمم المتحدة عللت سبب القلق الكبير، بأنه ما ظهر في ولاية بورنوالنيجيرية، المتضررة من النزاع، حيث من المتوقع أن ينزلق حوالي 13,500 شخص إلى حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد الكارثي إذا لم تستمر التدخلات الإنسانية وتدخلات بناء سبل العيش.

منذ توقعات تموز/ يوليو – أيلول/ سبتمبر 2021، اعدت تقارير خاصة لإثيوبيا عندما خلص خبراء منظمة الفاو وبرنامج الأغذية واليونيسف، إلى احتمال أن يواجه 401,000 شخص في منطقة تيغراي ظروفا شبيهة بالمجاعة؛ ومن المرجح ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويمكن أن ترتفع إلى ما بعد مستويات الطوارئ والكارثة التي تم تحديدها بالفعل في التقرير الأخير.

التقرير الأممي، قال إنه يتزايد الجوع في اليمن بسبب المزيج السام من الصراع والتدهور الاقتصادي. نتيجة لذلك، فإن نصف العائلات اليمنية تستهلك الآن طعاما أقل مما يجب على جسم الإنسان استهلاكه ليعيش سليما.

ووفرت التقارير معلومات تؤكد أنه: "زادت تكلفة الحد الأدنى لسلة الغذاء في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة بأكثر من الضعف. وينجم هذا التراجع عن احتياطات العملات الأجنبية التي أوشكت على النضوب، مما يزيد من صعوبة استيراد الغذاء".

يبدو أن العالم، يعي أهمية [زيادة المساعدات الإنسانية]، ويقدم فهما خاصا لفترة بين نيسان/ أبريل وتموز/ يوليو 2021، التي أبدت تعاونا على استقرار مستويات الأمن الغذائي، لكن المؤشرات الرئيسية تظهر تدهورا في النصف الثاني من العام، وهذا الوضع الذي يصلنا بتوسع نقاط الجوع الساخنة.

عن الحال في الدولة اللبنانية المترنحة، تقول الأمم المتحدة إنه استمرت الاحتياطات الأجنبية المستنفدة والانخفاض الحاد في قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية، كجزء من أزمة اقتصادية غير مسبوقة في لبنان، في دفع أجزاء كبيرة من السكان باتجاه الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

.. والمصيبة مركبة سياسيا واقتصاديا واجتماعياً، فمن بين 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، 735,000 عانوا من انعدام الأمن الغذائي في أيلول/ سبتمبر 2021. إضافة إلى ذلك، 88 في المائة من اللاجئين السوريين اعتمدوا على المساعدات الإنسانية، لأنهم لم يتمكنوا من تحمل أبسط تكاليف الاحتياجات المطلوبة للبقاء على قيد الحياة.

أما عن سوريا، فهناك إصرار على إعلان أنه: "لا يزال ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد مدفوعا بالأزمة الاقتصادية المستمرة والنزوح المطول والظروف الشبيهة بالجفاف التي تؤثر على الإنتاج الزراعي".
.. نقطة ساخنة، زادت عبء المنظمات المانحة، أن الوضع في أفغانستان، حيث تظهر التوقعات ارتفاعا قياسيا في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، مع إمكانية النظر، إلى أن هناك أيضا خطرا جسيما يتمثل في أن يواجه جزء من السكان المجاعة والموت "المرحلة 5 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" إذا لم يتم احتواء الأزمة.

عمليا، الجائحة المجاعة طالت حوالي [ 22.8] مليون أفغاني يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد. بحلول شهر آذار/مارس، من المتوقع أن ينزلق 8.7 مليون منهم إلى مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي «المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي IPC4»، أي أكثر من ضعف الرقم المسجل في نفس الفترة من العام الماضي، وهو رقم قياسي في البلاد.

.. إن تسخن أي نقطة في مناطق امتداد الجوع، تواجهنا  مشكلات المناخ والطقس وسوء الاقتصادي آت في  القرن الأفريقي، وهي منطقة معرضة، لانعدام الأمن الغذائي، وتواجه الآن موسما ثالثا من الجفاف، مدفوعا بظاهرة "النينيو"، يشمل ذلك: في إثيوبيا وكينيا والصومال، وهي من البلدان الأكثر تضررا، تشير التوقعات إلى أن انعدام الأمن الغذائي سيرتفع إلى ما هو أبعد من المستويات المرتفعة بالفعل في المنطقة بحلول منتصف العام.

 

.. الصرخة، ليست مناشدة، لهذا تقَرأ الجهود الأممية من زاويا  سياسية واقتصادية  تقول إنه من المتوقع أن يكون أكثر من 10.5 مليون شخص في مستوى الأزمة أو أسوأ "المرحلة الثالثة وما فوق IPC3"، بزيادة قدرها 20 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
نقاط ساخنة، خرائط أكثر سخونة، فقد باتت حفنة القمح "تتقلق" على صفيح ساخن.