رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منحة الحكومة الفرنسية فى أبحاث الصم قادت جراهام بيل لاختراع التليفون 

جراهام بيل
جراهام بيل

كانت فكرة أن تتحدث إلى شخص ما وتسمع صوته وبينك وبينه مسافة تقدر بآلاف الكيلومترات أعجوبة قبل قرن مضي، ولكن المخترع ألكسندر جراهام بيل حقق هذه الفكرة الخيالية، في مثل هذا اليوم من العام 1915 عندما أجرى أول اتصال هاتفي عبر قارة أمريكا الشمالية.

سبق هذه التجربة الناجحة المئات من المحاولات غير الناجحة استهلها في العام 1876 عندما نجح في الإرسال الكهربائي للصوت البشري عبر مسافات بعيدة تبلغ محيط الكرة الأرضية، غير أن هذا لم يكن موضوع اهتمامه الأصلي.

فقد كان الصمم هو الموضوع الأصلي الذي شغل تفكيره وتفكير والده من قبله، ولقد استمر هذا الشغف يلاحقه، حتى أنه تبرع بمبلغ خمسين ألف فرنك كافأته بها الحكومة الفرنسية في سنة 1880 لمعمل فولتا لبحوث مساعدة الصم.  

ــ هل سرق جراهام بيل اختراع الهاتف؟

في كتابه "أحداث شهيرة من التاريخ"، يشير مؤلفه وليام دي ويت، إلى أن كثيرين سبقوا جراهام بيل" وعملوا على فكرة التليفون، غير أن أحدا لم يستطع حتى عصر جراهام بل أن يفعل شيئا أكثر من إرسال درجات موسيقية من غير أي تغير في الشدة أو النوع، فأخفقت في أن تحمل الحديث الإنساني. 

حاول "بيل" أن يرسل تيارا كهربائيا ذا شدة تذبذبية تتحكم فيه على التوالي، موجات صوتية منعكسة، فصنع "طبلة" رفيعة من الحديد تهتز عند استقبالها للموجات الصوتية، تماما كما تفعل طبلة الأذن.

تؤثر الاهتزازات في الحقل المغناطيسي لقضيب مغناطيسي، وهذا يؤثر بدوره في تيار كهربي في سلك متصل على بعد ما بآلة مسجلة، بها طبلة حديدية مماثلة للتي في الجهة الأخرى، فتتلقي الاهتزازات وتكرر الموجات الصوتية الأصلية.    

أما أول كلمات أرسلت بهذه الطريقة فكانت في 10 مارس سنة 1876 فلم تكن مثيرة جدا. قال جراهام بيل لزميله توماس واطسون: "أريدك يا مستر واطسون .. أحضر".

ومن أن أرسلت هذه الكلمات، تطور التليفون تطورا هائلا، فأصبحت المحادثات الواضحة عبر القارات أمرا ممكنا، وتكونت المؤسسات التجارية، وأصبح اتصال الأفراد ببعضهم البعض في أي مكان في العالم يحدث في بضع دقائق، حتي وصلنا إلي عالم السماوات المفتوحة والهواتف الذكية.

وأما الاتصال التليفوني عن طريق الراديو، فجعل إرسال الصوت أمرا مستقلا عن الأسلاك، ومن الناحية التجارية، طبقت مبادئ جراهام بيل علي أجهزة الراديو والسينما والتليفزيون وغير ذلك من آلات تسجيل الصوت.    

ونتج عن هذا الاختراع صناعة تليفونية هائلة أوجدت وظائف جديدة عديدة للرجال والنساء. أما التغيرات التي طرأت علي المواصلات القديمة، فإنها لم تعمل فقط علي رسعة تبادل المعلومات وتوسيع نطاقها، وإنما خلقت أيضا مشكلات فنية وحكومية جديدة تتعلق بحماية الأصوات أو ملاحظة انتقالها.

وأما التطبيق الفني المتزايد، فقد جعل بعض الإرسالات التليفونية في أمن من الآذان المتجسسة، في حين اقتحمت الوصلات السرية آخرين. وأصبحت حقوق الأفراد وميزاتهم تخضع لنوع من الاستجواب والتجسس، لم يكن ألكسندر جراهام بيل ليتوقعه مطلقا.