رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير دولي:"التمييز العنصري يغلق دائرة الفقر على أطفال إفريقيا"


يعتبر البنك الدولي في تقرير نشر هذا الأسبوع، أن ظاهرة عدم المساواة تهدد اللحمة الاجتماعية في جنوب إفريقيا حيث يواجه اليطفال المولودون وسط عائلات فقيرة وخصوصًا من السود خطر عدم الخروج مطلقًا من دائرة الفقر.

ففي هذه الدراسة يشير البنك الدولي إلى أن جنس الطفل وعرقه يحددان إلى جانب نقص التعليم جزءًا كبيرًا من فرص نجاحه في الحياة حتى بعد ثماني عشرة سنة من انتهاء نظام الفصل العنصري.

ولفت التقرير إلى أن جنوب إفريقيا التي تعتبر أول اقتصاد في القارة، والبلد الإفريقي الوحيد العضو في مجموعة العشرين، تظهر مستويات مرتفعة بشكل ملفت من التفاوت (الاجتماعي) والتهميش في بلد ذي مداخيل متوسطة وعالية".

وعلى الرغم من أن جنوب إفريقيا أنجزت تقدمًا كبيرًا في تحولها الاقتصادي، مع بروز إحدى الطبقات المتوسطة السوداء الأكثر دينامية في القارة، فإن مستويات الفقر والبطالة تبقى مرتفعة بشكل خطير خصوصًا خارج المراكز المدينية.

وغالبًا ما تقارن جنوب إفريقيا بالبرازيل، التي تسجل أيضًا فارقًا هائلًا في المداخيل، لكن في حين قلص البرازيليون هذا الفارق خلال السنوات العشر الأخيرة، فإن الهوة ما زالت أعمق من أي وقت مضى في جنوب إفريقيا.

فهناك 10\% من الجنوب إفريقيين الأكثر ثراءً تتركز في أيديهم 58\% من مداخيل البلاد، فيما يتقاسم الـ10\% الأكثر فقرًا 5،0\% من هذه المداخيل كما يؤكد البنك الدولي.

ويعيش نصف السكان في جنوب إفريقيا بأقل من 8\% من عائدات البلاد.

وترى مؤسسة بريتون وودز أن جنوب إفريقيا ستلقى صعوبة في النهوض باقتصادها حتى يتم توزيع ثرواتها بشكل اكثر إنصافًا.

فلون البشرة ما زال معيارًا لعدم المساواة بحسب التقرير إذ ان القسم الأكبر من البيض في منأى عن الصعوبات الاقتصادية بفضل امتيازاتهم الموروثة من نظام الفصل العنصري.

وقال سانديب مهاجان المشرف على التقرير "إنه بمعزل عن الظروف المعيشية في الوسط الحضري في جنوب إفريقيا فليس من الصعب جدًا رؤية الوضع المتدهور في مدن السود الفقيرة و'هوملاند' السابقة" أي المناطق الريفية التي كان نظام الفصل العنصري يخصصها للسكان السود".

وأضاف "أن أي طفل جنوب إفريقي (غير أبيض) لا يكفي أن يعمل بشكل أقسى لتجاوز الصعوبات المرتبطة بولادته فحسب، بل إن هذه (الصعوبات) تعود لتظهر بعد ذلك عندما يبدأ بالبحث عن عمل عند بلوغه سن الرشد".

ولفت التقرير إلى أن النمو الاقتصادي الذي يبقى متواضعًا إذ يبلغ متوسطه السنوي 2 ر3 \% منذ 1995، "غير كاف لامتصاص موجة الواصلين الجدد إلى سوق العمل، بعد تفكيك حواجز الفصل العنصري".

وتجاوز معدل البطالة الرسمي ال25\% في جنوب إفريقيا، والغالبية العظمى من العاطلين عن العمل هم من السود الذين يشكلون حوالي 80\% من التعداد السكاني.

ويعتبر المحلل اندرو ليفي ان المشكلة ليست "حكرًا على جنوب إفريقيا".

وأشار إلى أن التاريخ أظهر أن المجتمعات التي نشأت من أي نوع من أنظمة الحكم الظالمة لديها مشكلات كبيرة ناجمة عن عدم المساواة". لكنه أضاف أن الحكومة الجديدة "كان من الممكن أن تقوم بعمل أفضل".

والنظام التعليمي هو المتهم الأكبر. ولاحظ البنك الدولي أن الأطفال السود في المناطق الريفية الذين لا يحمل أهاليهم دبلومًا معرضون أكثر من غيرهم لعدم إنهاء دراستهم أو عدم الحصول على الرعاية الصحية. فهؤلاء السكان هم مهمشون بكل معنى الكلمة.

وعلى أطفال بعض مناطق البلاد أن يتعلموا تحت الأشجار فضلًا عن أن عشرات الآلاف منهم لا يحظون بكتب مدرسية حتى وإن كان التعليم يحتل أهم موقع في ميزانية الدولة.

ويشدد الخبير الاقتصادي عازار جمين، على أن الطريقة الوحيدة لعكس اتجاه عدم المساواة، هو الاستثمار في التعليم".