رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدكتور حسين عبد البصير: «البحث عن خنوم» أول رواية فرعونية يقدمها جيل التسعينيات

الدكتور حسين عبد
الدكتور حسين عبد البصير

قال الروائي وعالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير كتابي الأول هو رواية "البحث عن خنوم"، وهي أول رواية فرعونية من "جيل التسعينيات" في تاريخ الأدب المصري المعاصر، وأنها تجربة جديدة تعيد بعث الأدب الفرعوني في الأدب المصري الحديث بعد أن كاد أن يندثر بعد المحاولات الرائدة للكاتب المصري الراحل نجيب محفوظ في النصف الأول من القرن العشرين.

 وتابع الروائي، صدرت هذه الرواية في أوائل العام 1998 عن هيئة قصور الثقافة  بمصر وسبق أن كتبتها كقصة قصيرة فازت بجائزة جامعة القاهرة في القصة، وكانت هذه هي المحاولة الأولى لي في الكتابة ثم طورتها كرواية وصدرت في عام 1998 وصدرت منها طبعات عديدة.

وأضاف "عبد البصير" في تصريحات خاصة لــ "الدستور": تدور أحداث رواية "البحث عن خنوم"، في مصر الفرعونية في ما يعرف بـ"عصر الانتقال الثالث" (حوالي 1070-715 قبل الميلاد)، وتحديدًا في أوائله، أي عصر الأسرة الحادية والعشرين (حوالي 1070-945 قبل الميلاد). يعتمد المؤلف في سياقه المروي على حكاية متخيلة تدور في هذا الزمن التاريخي من عصور مصر القديمة.

- بداية أحداث الرواية

 وأوضح أن الرواية تبد بالساحرة والكاهنة "رخت"، وهي تترك "أتريب"، مدينتها الصغيرة الواقعة في قلب الدلتا المصرية. ويصاحبها في هذه الرحلة ابنها الوحيد "رخ" التابع لها كظلها، ويبحران صاعدين في نهر النيل إلى منف، العاصمة المصرية القديمة العريقة، من أجل مقابلة حكيمها، وأثناء انتظارها مقابلة الحكيم تتعرف على الكاهن "حور" من مدينة "منديس" الواقعة في شرق الدلتا المصرية الذي يعمل مساعدًا لكبير كهنتها وساعده الأيمن.

وبعد أن يقابلوا الحكيم ينصحهم بالذهاب إلى الجنوب ويرسل معهم أحد مساعديه المخلصين المدعو "سيا"، ويستأجرون مركبًا كبيرًا من أجل رحلتهم إلى الجنوب، وهذا المركب يخص الملاح "عنخ" ويساعده اثنان من مساعديه هما "شن" و"رن". يدعي "رخت"(وبالتبعية ابنها "رخ") و"حور" اختفاء الإله المصري القديم "خنوم"؛ لذا قاموا بهذه الرحلة من الشمال إلى الجنوب في فضاء مصر القديمة الجغرافي بحثًا عنه كما يزعم ثلاثتهم.

وأضاف عبد البصير،  تتعدد محطات الرواية على صفحة النهر الخالد، فتمر بمدينة المارق، كما يطلق عليه البعض، الملك أخناتون في تل العمارنة في مصر الوسطى، ويتوقف بطلا الرواية ومعهما بعض الشخصيات بحثًا عن ذلك الإله اللغز "خنوم" كما يمران بعدد من المدن المصرية القديمة المهمة في سياق البحث المزعوم مثل أخميم ودندرة وقفط وطيبة وإسنا وإلفنتين وفيله. وتنتهي الرواية بمنف مرة أخرى في رحلة دائرية أبدية من البحث الذي لا ينتهي. وهذا هو الإطار الفكري أو الفلسفي الرئيس لهذا العمل.

- أبرز الشخصيات في الرواية

و تروي الرواية هذه الشخصيات الخمس: "رخت"، و"رخ"، و"حور"، و"سيا" و"عنخ"؛ لذا فهذه الرواية هي رواية الأصوات المتعددة والمتداخلة، كل منها يكمل الحدث للآخر أو يلقي عليه ببعض من وجهة نظره. وذلك يجعل القاريء يرى الشخصيات وهي تفكر وتتفاعل مع بعضها البعض؛ مما يجعل القاريء مشاركًا في صناعة الأحداث ومن ثم الرواية. ودور الرواي العليم بكل الأحداث، الذي يروي الأحداث من وجهة نظره الكلية العليمة بكل شيء، يعد غائبًا في هذه الرواية. يبدأ الراوي المستتر الرواية بمفتتح يذكر فيها الأسباب التي دفعته إلى كتابة هذا النص الأدبي وظروف العمل التي كتب فيها، ثم يصدر الرواية بنص مصري قديم عن المعبود المصري القديم "خنوم". وتبدأ الرواية بصوت جماعي، ثم تتوالى الشخصيات في رواية الأحداث تباعا إلى النهاية. ويختم الراوي المستتر الرواية.