رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير دولي يكشف انتهاكات الحكومة الإثيوبية في تدمير النظام الصحي بتيجراي

تدمير مؤسسات الرعاية
تدمير مؤسسات الرعاية الصحية في تيجراي

قال موقع "ذا كونفرذيشن" الدولي، إن القوات الإثيوبية ارتكبت سلسلة من الجرائم في إقليم تيجراي بأقصى شمال إثيوبيا، من تدمير ونهب الإمدادات الغذائية المتاحة، إلى تدمير المرافق الصحية على مدار عام كامل منذ اندلاع الصراع في نوفمبر 2020، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين الأشخاص بالأقليم المحاصر. 

وذكر الموقع أن التقارير الاستقصائية لمنظمات حقوق الإنسان الدولية - مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش - تظهر إن الحكومة الإثيوبية، بمساعدة ميليشيات تابعة للحكومة الإريترية، ارتكبت العديد من الانتهاكات ضد سكان تيجراي أدت إلى مقتل الالاف من المدنيين، وشملت تلك الانتهاكات استهداف البنية التحتية لمؤسسات الرعاية الصحية في تيجراي، كجزء من حرب أوسع هدفها تدمير كل سبل العيش لأبناء عرقية التيجراي.

وأوضح، أن ذلك تم من خلال فرض حصار كامل على الإقليم ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية (الأدوية)، وإعاقة توفير الخدمات الأساسية مثل: البنوك، والاتصالات، والوقود، والكهرباء، في المنطقة التي يواجه أكثر من ستة ملايين شخص من سكانها أزمة إنسانية رهيبة.

وأضاف الموقع: "لقد أدى تدمير النظام الصحي في جميع أنجاء تيجراي، إلى حرمان ملايين الأشخاص من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، حيث تُترك النساء الحوامل بدون الخدمات الصحية الأساسية، فيما يحتاج مئات الآلاف من الأطفال إلى تلقي التطعيمات، مما يثير المخاوف من تفشي الأمراض والأوبئة بينهم".

وأوضح، أن القوات الإريترية والإثيوبية عمدت إلى تدمير المرافق الصحية في انتهاك كامل للقانون الإنساني الدولي، في حين تكاد المرافق الصحية المتبقية لا تعمل بسبب الحصار المفروض ومنع دخول الأدوية والإمدادات الطبية، فضلًا عن استهداف العاملين في المجال الصحي بشكل عمدي.

وأشار إلى أن التقارير الأولية تظهر أن العاملين في مجال الرعاية الصحية تعرضوا إما للتهجير أو القتل أو تم إنهاء خدماتهم، مضيفًا، أن إحدى الممرضات قالت - وفقًا لما نقله أحد التقارير - إنه لم يتبق سوى 10 من العاملين في المجال الصحي من بين حوالي 400 يعملون في مستشفيات تيجراي، في حين أن الباقين إما تم قتلهم أو فروا من الحرب. 

وبيَّن، إنه بحلول أوائل سبتمبر 2021، أظهرت التقارير مقتل 23 من العاملين في المجال الإنساني، ما أدى إلى تعليق أو تقليص المساعدات الإنسانية في تيجراي.

فيما أشار تقييم حديث أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى أن حوالي 70٪ من المستشفيات والمراكز الصحية التي تم تقييمها في المنطقة، قد تضررت جزئيًا أو كليًا، ونتيجة لذلك، لا يحصل أكثر من 2.5 مليون شخص على الخدمات الصحية الأساسية، مضيفًا أنه في أقل من خمسة أسابيع، تم الإبلاغ عن تدمير أو نهب أو إتلاف أكثر من 200 مرفق صحي .

وتابع الموقع: "إن حجم وطبيعة تدمير النظام الصحي في تيجراي، يشير إلى أن نية الهجوم لا تقتصر فقط على مسار الحرب، ولكن أيضًا لفرض أزمة طويلة الأمد وتحدي عملية إعادة التأهيل بعد الحرب".

واختتم الموقع تقريره قائلًا: "بالنظر إلى حجم الدمار الذي أصاب الصحة والبنى التحتية الحيوية الأخرى، فإن إعادة الإعمار بعد الحرب واستعادة نظام الصحة في تجراي، يتطلب دعمًا ومساعدة دوليين مستمرين ومنسقين"، محذرًا من أن غياب المحاسبة على جرائم الحرب ضد المنشآت الصحية والعاملين، تعد سابقة خطيرة لتدمير الرعاية الصحية.