رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإيكونوميست: مقترحات ليبرمان بشأن ترحيل العرب من إسرائيل تكتسب أرضية واسعة

الإيكونوميست: مقترحات
الإيكونوميست: مقترحات ليبرمان بشأن ترحيل العرب من إسرائيل ت

رصدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تحولًا في النظر على الساحتين الإسرائيلية والأمريكية إلى مقترحات كان وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" طرحها قبل عشرة أعوام، حول ترحيل العرب من إسرائيل، قائلة إن هذه الأفكار التي كانت مرفوضة بالأمس باتت تكتسب اليوم أرضية.

واستهلت المجلة -في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني السبت- بالإشارة إلى مدينة "حريش" التي ربما كانت أولى المدن الإسرائيلية التي بنيت خصيصا لتضم العرب واليهود من الإسرائيليين، وكيف شقت البلدوزرات الطريق فوق قمة التلال الفاصلة بين ساحل المتوسط والضفة الغربية لاستيعاب 60 ألف مستوطن، وكيف تعاونت أولى الموجات العربية مع اليهود المتشددين لانتخاب عمدة للمدينة، وكيف رسم مسؤولوا المجلس البلدي بالمدينة -على خلاف المجالس البلدية اليهودية المجاورة- مستقبلا تقف فيه المساجد إلى جانب المعابد. ورأت المجلة أنه إذا سار ليبرمان في طريقه، فإن "حريش" ستضحى بمعزل عن المدن العربية المحيطة بها.

وأعادت "الإيكونوميست" بالأذهان إلى ما قبل عشرة أعوام، عندما طرح ليبرمان لأول مرة مقترحه حول نقل المدن الإسرائيلية التي يقطنها عرب بالقرب من الحد الحالي إلى فلسطين في استبدال الكتل الاستيطانية اليهودية بالأجزاء الفلسطينية بالضفة الغربية، وكيف تم وصفه آنذاك بالعنصري المثير للقلاقل واتهامه من قبل الليبراليين بالترويج لخطة ترحيل قسرية تشبه التطهير العرقي كان الحاخام المتشدد مير كاهان قد أعلن عنها في معرض ذم العرب والدعوة لبناء دولة يهودية خالصة.

وتقارن المجلة بين هذا الموقف بالأمس وموقف اليوم حيث بات الساسة في إسرائيل حتى حمائم اليساريين يرون أفكار ليبرمان معقولة، راصدة كيف أنه عندما أعاد ليبرمان اقتراح عملية استبدال الأراضي التي يقطنها اليهود بأخرى يقطنها العرب، لم يقف الرد عند صمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولكنه تجاوز ذلك بإعلان الوسطاء الأمريكيين التحاق ليبرمان بمعسكر السلام بين أولئك الذين ينشدون حل الدولتين.

ورأت "الإيكونوميست" أن بعض الأسباب وراء هذا التحول معروفة؛ وهي أن سياسة إسرائيل بالسماح لعربها -وليس اليهود- بقضاء عطلاتهم في المدن الفلسطينية بالضفة الغربية والعمل بها أدت إلى توثيق العلاقات بين العرب الإسرائيليين ونظرائهم الفلسطينيين.. بالإضافة إلى أن بعض العلمانيين من عرب إسرائيل يتطلعون إلى طرد نظرائهم الإسلاميين المتمركزين في وادي عارة الواقع ضمن الأراضي التي يريد ليبرمان استبدالها.