محلل سياسى عراقى: القمة الثلاثية تنعكس آثارها على تعزيز التكامل العربى

قال الدكتور مصلح السعدون المحلل السياسي العراقي، إن القمة الثلاثية لمصر والعراق والأردن، جاءت في الوقت الذي يمر فيه العراق بظروف استثنائية، متمثلة في تنامي السلاح المنفلت، وقيام جهات داخلية وخارجية على  محاولة اختطاف الدولة، وتنامي أدواتها وخاصة ظاهرة الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة، والتي تستهدف المواقع الأمنية العراقية، ومقرات البعثات الدبلوماسية في العراق.

أضاف:" جاء ذلك  في الوقت الذي يستعد العراق فيه لإجراء انتخابات مبكرة، من المتوقع اجراءها في أكتوبر المقبل، في ظل هذه الظروف تأتي هذه القمة لدعم النظام السياسي العراقي، لاسيما أن هذا النظام يفتقر للخبرة السياسية بعد أن فشل في إدارة الدولة منذ 2003، الى الآن في بناء عراق مستقل مقتدر اقتصاديًا وسياسيًا".

ولفت إلى أن الدول الثلاث بحاجة لبعضها البعض في التكامل في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار، حيث تم الاتفاق على الربط الكهربائي بين الدول الثلاث وتزويد مصر الغاز  للعراق عبر الاردن، وربط النقل البري بين الدول الثلاث، عبر ميناء نويبع-العقبة ثم معبر الكرامة –طريبيل.

أردف:" وتسهيل اجراءات منح التأشيرات بين البلدان الثلاث وكذلك لتبادل المعلومات حول تحركات الخلايا الارهابية، والتي تقوم بالاعتداء على الأراضي المصرية والعراقية وكذلك الأردنية، لتشكيل قاعدة أمنية لتوفر لكل دولة فرصة العيش بأمان".

أضاف:" أن عودة الأمان للعراق هو قاعدة أمان للمنطقة في الوقت نفسه أن الانفتاح العربي على العراق هو ما يدعم جهود الحكومة في الخروج من المحاور الأقليمية، والتي باتت تؤثر بشكل سلبا على جميع الأوضاع الجيوسياسية".

أشار السعدون، إلى أنه تم الاتفاق أيضًا على دعم مصر والسودان في رفضهما لمشروع سد النهضة الأثيوبي وما يمثله من أضرار إقتصادية للدولتين، وتفعيل جهود السلام في المنطقة بما يضمن حقوقا الشعب الفلسطيني، مستطردا:" أن أهمية هذه القمة تتضح من خلال المواضيع التي تم مناقشتها وما تم الاتفاق عليه والأثر المرجوا منه لما يخدم شعوب المنطقة، وتعزيز التكامل العربي الأمني والاقتصادي والاستثماري والسياسي، لاسيما وأن زيارة الرئيس المصري محمد عبد الفتاح السيسي تعتبر أول زيارة لرئيس مصري منذ أكثر من ثلاثون عام، وما ينعكس آثارها على مستقبل العلاقات بين الشعبين العراقي والمصري".