رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الوثيقة».. ماذا كتب يوسف إدريس بخط يده بعد إفاقته من الغيبوبة لممدوح البلتاجي؟

يوسف إدريس
يوسف إدريس

أول ورقة أو مخطوطة كتبها الأديب الكبير الراحل يوسف إدريس بعد أن تنبه من الغيبوبة، وقد كتبها للدكتور ممدوح البلتاجى.

 وكتب الأديب الكبير الكلمات تعبيرا عن الامتنان للدكتور ممدوح البلتاجي إذ كان أكثر شخص يسأل عن إدريس في تلك الفترة من حياته وهي فترة الغيبوبة في عام 1991تحديدا، ونشرت هذه المخطوطة للمرة الأولى وربما الأخيرة في واحد من أهم وأجمل الأعداد الخاصة التي صدرت عن يوسف إدريس وخصوصا بعد رحيله وهو عدد خاص صدر عن مجلة “المصور” في أغسطس 1991 بعد أيام قليلة من وفاة الكاتب الكبير.

 - السؤال يوميا على صحة يوسف إدريس

و كان الدكتور ممدوح البلتاجي يسأل يوميا عن صحة يوسف إدريس ويطمئن عليه، وكان خلال تلك الفترة يشغل منصب رئيساً للهيئة المصرية العامة للاستعلامات بالقاهرة أي بمرتبة نائب وزير وعمل بهذا المنصب في الفترة من 1982 إلى 1993 وتبوأ بعد ذلك عدة مناصب هامة منها وزير السياحة والإعلام ووزير الشباب والرياضة. 

يذكر أن يوسف إدريس من مواليد قرية "البيروم" بمحافظة الشرقية، ولد في 19 مايو من عام 1927، في صغره كان مغرم بعلوم الكيمياء ويحلم بأن يصبح طبيبا، وقد دفعه ذلك للتفوق والالتحاق بكلية الطب.

جاء في فترة الخمسينيات والستينيات، فترة الزخم الثقافي الأكبر في تاريخنا الحديث، جاء للقصة بعد أن ثبَّت الكثيرون أقدامهم، كيحيى حقي وأمين يوسف غراب وغيرهما الكثير، جاء بنرجسيته المعهودة فحمل راية القصة القصيرة وسار بها أبعد مما ظن أحد، وتركت أقدامه آثارًا لا يمكن أن تُمحى؛ فما خَلَّفه يوسف إدريس لن يزول مع الأيام.

وكان يوسف إدريس كبيرًا منذ لحظة الميلاد، فمَن غيره قدم عملَه الأول عميدُ الأدب العربي د. طه حسين؟! بل هو الوحيد الذي انتصر على العميد حين كتب عنوان مجموعته الأولى «أرخص ليالي» كما ينطقها العامة لا كما يقرؤها العميد في قاعة المحاضرات! ولأن أغلب مَن كتبوا عن القرية كتبوا من وراء لوح زجاجي، من شرفة «العمدة»، دون أن تتسخ ملابسهم، أما هو فقد كتب «الحرام» و«العيب» و«النداهة» من تراب الأرض، لذا لم يكن غريبًا أن يراه الأبنودي رجلًا من «صياغة الطبيعة»!