رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معضلة الإرهاب في فرنسا.. لماذا يعود أصول المنفذين إلى دول المغرب العربي؟

مقتل شرطية في فرنسا
مقتل شرطية في فرنسا

باتت ظاهرة ضلوع متطرفين أو مجرمين من أصول دول المغرب العربي "تونس، والمغرب، والجزائر"، في العمليات الإرهابية التي تقض مضاجع المجتمع الفرنسي، والتي كان آخرها حادث قتل شرطية فرنسية بالسكين في مركز شرطة مدينة رامبوييه الواقعة على بعد 60 كلم من العاصمة الفرنسية.

الأمر الذي جعل الكثير يتهم بلاد المغرب العربي بـ"تصدير الإرهابيين"، بينما يقول المغرب إن "الإرهابيين" ولدوا وكبروا وترعرعوا في أوروبا، ولاسيما أن الحوادث التي تورط بها مجرمين من أصول مغربية تتزايد.

مجزرة نيس

ففي يوليو 2016، شهدت مدينة نيس الفرنسية "جنوب" حادث دهس راح ضحيته 86 شخصا وإصابة 458 آخرين، نفذه التونسي محمد لحويج بوهلال، خلال قيادته شاحنة في اليوم الوطني لفرنسا "14 يوليو من كل عام"، وتبنى تنظيم "داعش" العملية.

هجوم تريب

وفي 23 مارس 2018، شهدت بلدة "كاركاسون" بمدينة تريب الفرنسية جنوب غربي البلاد قيام إرهابي باحتجاز رهائن في محل تجاري ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين. 

وكشفت السلطات الفرنسية أن منفذ الهجوم من أصول مغربية يدعى رضوان لكديم سرق سيارة وقتل 3 أشخاص واتخذ رهائن، وقامت الشرطة بتصفية الإرهابي، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الحادث.

هجوم في عيد الفصح

كما مثلت أمام القضاء الفرنسي، الشهر الجاري، المواطنة الفرنسية من أصول مغربية التي كشفت الاستخبارات المغربية مخططها الإرهابي الذي كان يستهدف تنفيذ هجوم عنيف على كنيسة في عطلة عيد الفصح.

وتبلغ الشابة الفرنسية 18 عاما، تركت المدرسة قبل عامين، لم يسبق لها أن أدينت وغير معروفة لدى الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية إلى غاية ورود معلومات من قبل الاستخبارات المغربية تشير إلى عزمها تنفيذ عملية إرهابية داخل كنيسة.

أسباب تورط المهاجرين المغاربة 

يشكل المهاجرين المغربة في فرنسا النسبة الأكبر بين الجالية العربية هناك، حيث قرر الكثير من المغاربة الهجرة إلى فرنسا منذ عام 1960 إلى الحاضر تبعا لحكم فرنسا الاستعماري في المغرب من 1912 إلى 1956، وذلك نظرا للظروف الاقتصادية الأفضل في فرنسا.

واللافت للنظر ان أغلب المتطرفين عن مغاربة فرنسيون، عاشوا عمرهم كله في فرنسا، ويحملون الجنسية الفرنسية وأغلبهم يعتنقون الديانة الإسلامية، من الأمازيغ والعرب ، وعلى الرغم من أنهم قد هاجروا إلى فرنسا، إلا أن العديد منهم ما زالوا يحتفظون بثقافة بلدهم الأصلي وحبهم لبلدهم الأم، وتعتبر الجالية المغربية في فرنسا من أكبر الجاليات العربية في فرنسا.

ووفقا لخبراء، فأن البعض منهم يترعرع وسط المساجد والمراكز التي يديرها منظمات وثيقة بتنظيم الاخوان والتنظيمات المتطرفة، والتي تجد مدخل لهؤلاء بإحياء مشاعر الغضب المبيتة تجاه فرنسا التي عانى بلاد المغرب العربي من احتلالها لسنوات.

الترعرع على يد الأئمة المتطرفين

وفي أغسطس 2017، صرح صريحات وزير الداخلية المغربي انذاك عبد الوافي لفتيت، لدى استقباله في الرباط نظريه الإسباني، خوان ايناسيو زويدو، ملف تطرف الشباب المغاربة، ومن يعود إلى أصل مغاربي، في أوروبا. 

وقال الوزير المغربي إن "أبناء المهاجرين المغاربة من الجيل الثاني والثالث الذين ولدوا في البلدان الأوروبية، يحتاجون إلى عناية خاصة تجنبهم السقوط في براثن الإرهاب، خاصة داخل المساجد غير المراقبة ومن طرف بعض الأئمة المتطرفين".

من ناحية أخرى، أكد  الخبير بشؤون الجماعات الإرهابية، غيدو شتاينبرج، في تصريح سابق، لصحيفة "هاندلسبلت" الألمانية أن "معظم العمليات الإرهابية في أوروبا الغربية منذ نهاية تسعينات القرن العشرين نفذها مغاربة". ويذهب غيدو شتاينبرج من المركز البحثي "المعهد الألماني للسياسات الدولة والأمنية" أبعد من ذلك إلى القول إن "المغرب يصدر إرهابيه".

وتنقل صحيفة "هاندلسبلت" عن الحكومة المغربية أنه بين الأعوام 2013 و2016 انضم ما يقارب 1600 مغربي إلى جماعات وتنظيمات إرهابية. غير أن ما يثير تساؤل المطلعين والمتابعين أنه "يندر أن تضرب المغرب عمليات إرهابية". 

فرنسا تطلب مساعدة دول المغرب العربي

والعام الماضي، لجأت فرنسا إلى دول المغرب العربي، خصوصاً تونس والمغرب والجزائر، لطلب المساعدة الأمنية بغرض تطويق المشتبه في حمله للفكر المتطرف، خصوصاً أن أغلب العمليات الإرهابية، حسب قولها، ينفذها مواطنون من أصول مغاربية.

واستجاب المغرب للطلب الفرنسي خلال الزيارة التي قام بها وزير الداخلية في الأسبوع الثاني من أكتوبر 2020 للمملكة، حينها قدم طلباً رسمياً للبلاد بالمساعدة في إعادة المغاربة المقيمين بشكل غير قانوني فوق الأراضي الفرنسية، والمعتقلين حالياً سواء في الدوائر الأمنية أو في سجون الجمهورية.