رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محللون تونسيون: مواجهة «الإخوان» ودعم مصر فى أزمة سد النهضة على رأس الملفات

الإخوان
الإخوان


شدد محللون تونسيون على أهمية زيارة الرئيس التونسى قيس سعيد إلى مصر، التى بدأها، أمس، خاصة فى ظل توقيتها الذى يأتى مع تغييرات سياسية كبيرة فى المنطقة، معتبرين أن «سعيد» يحاول إرساء سياسة خارجية لبلاده تركز على التعاون مع دول الجوار ومنها مصر وليبيا، بعد زيارته إلى ليبيا، كأول رئيس يزورها بعد يومين من تسلم الحكومة الليبية الجديدة مهامها.
واستقبل الرئيس السيسى نظيره التونسى، الذى يحل ضيفًا عزيزًا على مصر فى زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام، حيث سيتم عقد لقاء قمة مصرية تونسية، اليوم، بقصر الاتحادية، من المقرر أن تتناول التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل، وكذلك سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك فى جميع المجالات، خاصة على المستوى الأمنى والاقتصادى والاستثمارى.
وقال معز الباى، الإعلامى والصحفى التونسى، إن زيارة الرئيس التونسى إلى القاهرة، التى تمتد لـ٣ أيام، تركز على القضايا المهمة، خاصة الأوضاع فى دول الجوار، فى ظل أنها زيارته الأولى إلى مصر منذ فوزه برئاسة الجمهورية التونسية.
وأضاف «الباى»، لـ«الدستور»: «الرئيس كثف خلال الفترة الأخيرة لقاءاته وزياراته الخارجية مع دول شمال إفريقيا بشكل كبير، خاصة فيما يتعلق بالشأن الليبى، الذى استضافت تونس بشأنه الحوار السياسى الأخير، وأعتقد أن زيارته لمصر ومباحثاته مع المسئولين تندرج فى هذا السياق».
وتابع: «الموضوع الرئيسى على الطاولة هو دعم الانتقال والاستقرار فى ليبيا كقضية أمن قومى للبلدين»، مشددًا على أهمية المسألة الليبية باعتبارها مجال اهتمام مشتركًا بين مصر وتونس بحكم الجوار، لذا من الطبيعى أن تسعى تونس إلى تنسيق المواقف مع دول الجوار بشأنها، مشيرًا إلى استقبال الرئيس قيس سعيد وزيرة الخارجية الليبية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، قبل أيام.
ولم يستبعد «الباى» أن تتطرق الزيارة إلى مسألة تنظيم «الإخوان»، خاصة أن الخلافات والتباينات أصبحت كبيرة فى تونس، بين الرئاسة وحركة «النهضة» بقيادة راشد الغنوشى المسيطرة على البرلمان، وآخرها الخلاف بشأن التعديل الأخير فى حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشى، الذى رفضه الرئيس قيس سعيد، ودعمه البرلمان، رغم وجود مخالفات دستورية.
وقالت ضحى طليق، الإعلامية التونسية، إن زيارة الرئيس هى الأولى له إلى مصر منذ توليه منصبه، لكنها ليست الأولى بالنسبة لرئيس تونسى، فقد سبق للرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، أن زار مصر على هامش القمة العربية سنة ٢٠١٥.
وأضافت: «تلك الزيارة تؤكد أن العلاقات بين البلدين وقياداتهما لم تنقطع أبدًا، بل كانت دومًا وعلى مدار التاريخ علاقات تنسيق وتشاور فى كل ما يهم القضايا العربية والإقليمية والدولية، على رأسها الأزمة الليبية، حيث يمكن للبلدين العمل المشترك فيما يتعلق بإعادة إعمار ليبيا».
ورأت أن الهدف من الزيارة هو تطوير علاقات التعاون على مختلف الأصعدة، خاصة أن هناك العديد من الفرص المتاحة لتطويرها بين البلدين، سواء على المستوى الرسمى الحكومى أو على مستوى القطاع الخاص ورجال الأعمال، فى ظل ما تشهده مصر من حركة إعمار ونهضة كبرى يمكن أن تسهم فيها تونس.
ورجحت أن يكون الهدف من الزيارة أيضًا هو فتح خط بحرى بين البلدين، إلى جانب التعاون والتنسيق الثنائى فى مجابهة وباء «كورونا».
وشددت على أنه: «لا شك أن تونس تقف مع مصر فى حقها فى الحفاظ على حصتها من نهر النيل، فيما يتعلق بأزمة سد النهضة الإثيوبى، وموقف تونس واضح فى هذا الإطار، سواء فى الاتحاد الإفريقى أو الجامعة العربية وحتى المنظمات الأممية».
وقال باسل ترجمان، الباحث التونسى الخبير فى شئون الجماعات المتطرفة، إن الزيارة الرسمية للرئيس التونسى إلى مصر، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، هى زيارة لإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين الشقيقين، التى شهدت «هزات» جراء مواقف غير مسئولة من أطراف فى تونس، بعد انتفاضة الشعب المصرى العظيمة ضد حكم «الإخوان» ومحاولتهم تدمير الدولة المصرية.
وأضاف «ترجمان»: «تلك الزيارة تأتى فى وقت مهم جدًا، لأنها تعيد تثبيت المواقف العربية الثابتة الأصيلة تجاه القضايا المشتركة، ومن خلالها، الرئيس سيعيد فتح كل الأبواب مع الشقيقة مصر».
واعتبر أن الزيارة تدعم إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، والدور المشترك للبلدين فى دعم هذا الجهد، الذى بذل بشكل كبير بعيدًا عن الأضواء، من أجل إنهاء حالة الفوضى وإعادة ليبيا كدولة مستقرة لها حكم بعيد عن العصابات والميليشيات والأطراف الأجنبية، وكل من استهدف أن تكون ليبيا مرتعًا للجماعات الإرهابية والعصابات، معقبًا: «هذه قضية مهمة جدًا على طاولة حوار الرئيسين».
وتوقع أن تكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية كبيرة فى تطوير العلاقات بين البلدين، وإعادة تعزيز العلاقات السياسية الاقتصادية الثقافية، وتوحيد الموقف العربى، موضحًا أن هناك جهودًا تبذل من الرئيسين السيسى وسعيد، لإعادة اللحمة وتعزيز المواقف العربية المشتركة، خاصة أنه منذ ١٠ سنوات، هنالك تمزق حقيقى للعمل العربى المشترك، انعكس بشكل سلبى على كل شعوب المنطقة.
وبَين أن هناك ملفًا مهمًا هو إعادة فتح الباب من أجل عودة الشقيقة سوريا إلى جامعة الدول العربية واستعادة دورها، ودعم الحكومة والشعب السورى من أجل إنهاء حالة الفوضى التى صنعتها الجماعات الإرهابية.
ورأى أن زيارة الرئيس سعيد لها بُعد عربى وإقليمى ومتوسطى، وليس لها لا من قريب أو بعيد علاقة بالأوضاع الداخلية فى تونس، متابعًا: «رئيس الجمهورية هو الذى يحدد السياسة الخارجية للدولة، وهو الذى يشرف عليها، وبالتالى ليس لتلك الزيارة أى علاقة بالخلافات السياسية الداخلية التونسية».
وأضاف: «هذه الزيارة لها هدف هو إعادة العلاقات وتطويرها، من أجل أن يكون هناك مستقبل أفضل لكل شعوب المنطقة، خاصة أن مصر تشهد نهضة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تنعكس إيجابيًا على كل شعوب المنطقة».
وتوقع أن تتضمن الزيارة أيضًا بحث الأوضاع الخاصة بالقضية الفلسطينية، وكذلك قضية سد النهضة ومحاولات إثيوبيا اصطناع أزمة كبرى، برفضها احترام الاتفاقيات حول تقسيم مياه النيل بين دول وادى النيل، مختتمًا بقوله: «تونس بحكم علاقاتها الإفريقية سيكون بإمكانها أن تؤدى دورًا داعمًا لنزع فتيل التوتر، ودعم الموقف المصرى من أجل حقوق مصر غير القابلة للنقاش».