رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة تركية: الشباب يسعى لتغيير نظام أردوغان

أردوغان
أردوغان

شددت سيرين سيلفين كوركماز، الباحثة بمعهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية والمديرة التنفيذية لمعهد اسطنبول للبحوث السياسية (IstanPol)، على أهمية دور الشباب في تركيا في تغيير الأنظمة السياسية للدولة، مشيرة إلى ان العديد من الدراسات أوضحت أن الشباب الأتراك أصبح الآن قادرا ومؤهلا للمطالبة بالإصلاح الجذري لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان وتغيير المشهد السياسي الحالي، باعتباره لاعبا اساسيا في هذا المجال السياسي المستقطب.

وأضافت كوركماز، في تقرير على موقع "أوبن ديموكراسي" البريطاني، أن استمرار الاحتجاجات الطلابية في جامعة بوغازيتشي بإسطنبول، وتنوع الخلفيات السياسية للمشاركين فيها، تبرز دور الشباب وقدرته على العمل كقوة لتغيير السياسة التركية، الممثلة في حكومة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، ما يعطي لمحة من الأمل في مستقبل البلاد.

وأوضحت الباحثة البارزة، أنه بالنظر إلى معايير النظام الانتخابي الحالي، فأن الجيل الأصغر في تركيا والمعروف بالجيل Z، الذي تقل أعمارهم عن 30 عامًا، لديه دور كبير في تغيير الأنظمة السياسية للبلاد، حيث من المقرر أن يشارك أكثر من سبعة ملايين ناخب من المنتمين لتلك الفئة الشبابية في الانتخابات العامة لعام 2023، حيث يحتاج كل من التحالف الشعبي الحاكم وكتلة المعارضة إلى الوصول إلى ناخبين جدد، ومن ثم، يحاول كل زعيم سياسي مخاطبة الشباب لتشكيل كوادر جديدة من المواطنين الذين يدلون بأصواتهم وراء أجنداتهم السياسية.

وتابعت إنه وفقا لاستطلاعات الرأي والدراسات التي أجريت في البلاد على مدار ما يقرب من عقدين، تعارض تلك الفئة الشبابية ممارسات الرئيس التركي، كما أنهم يبدون "أكثر تطلعًا للهجرة إلى الخارج وأكثر طموحًا من أسلافهم"، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا وارتفاع معدلات البطالة، لافتة إلى أن العديد من الشباب الخريجين في العامين الماضيين يعانون من البطالة ولا يستطيعون سداد ديونهم، ومن المتوقع أن يزداد الوضع سوءًا بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، في ظل تفاقم ظروف العمل غير المستقرة والبطالة والمحسوبية.

وبحسب استطلاع حديث أجرته SODEV، أشارت كوركماز إلى أن 62.5% من الشباب يرغبون في مغادرة البلاد، حيث يرغب 47% من ناخبي حزب العدالة والتنمية الحاكم و69% من ناخبي حزب الحركة القومية المتطرف "MHP" تعيش في الخارج في الدول الغربية.

وذكرت كوركماز في تقريرها أن أردوغان يحاول حشد قاعدته الخاصة من الشباب من خلال تعميق الاستقطاب في البلاد، وفرض نزعته الاستبدادية وتعميق حالة الكراهية والخوف والانقسام، وظهر ذلك بشكل واضح في قمعه للمظاهرات التي نظمها الطلاب للاحتجاج على تعيينه أحد الموالين لحزبه رئيسا لجامعة بوغازيتشي المرموقة، حيث استهدفت الحكومة على الفور الطلاب المحتجين بوصفهم "إرهابيين"، وتعرض الكثير منهم لعنف الشرطة فيما تم سجن بعضهم.

وكشفت الباحثة أنه نتيجة لذلك، بدأ الشباب الأتراك في التجمع تحت تأثير منصات جديدة ومبتكرة تقنيًا وشاملة وغير رسمية بدلا من اتجاههم للأحزاب السياسية المنظمة والتقليدية، مشيرة إلى أن هذه المنصات ليست لها علاقة بأي من خطوط الصدع والتيارات الاجتماعية والسياسية التقليدية في تركيا، مثل العلمانية، والإسلامية واليسارية، وغالبًا ما تؤكد هذه المجموعات حقيقة أنها لا تريد أن يهيمن عليها الاستقطاب السياسي وما يصاحبها من متطلبات دحض الهوية.

وأضافت قائلة "الشباب الآن يرغب في إعادة إنشاء مجال سياسي للنقاش والتفاوض والتداول والتوافق، كما أنهم يسعون للعمل في المنظمات التي تعمل جاهدة لمعالجة مشاكلهم اليومية التي يعاني منها الشباب بشكل غير متناسب"، وقدمت أمثلة على ذلك: منصة المنطقة الرمادية "Gri Bölgein Turkish"، التي تركز أنشطتها عبر الإنترنت على مشاكل الشباب ورؤيتهم للمستقبل ومنصة الشباب العاطلين عن العمل "KYKlılar Platformu"، التي تركز على العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.