رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الباحثون عن الدفء.. المستفيدون من معونة الشتاء يتحدثون لـ«الدستور»

الفقراء قرّب فصل
الفقراء قرّب فصل الشتاء

ينتظر الفقراء قرّب فصل الشتاء من كل عام، من أجل الحصول على معونة الشتاء التي توفرها وزارة التضامن في أشكال مختلفة وأضحت متطورة، بالتعاون مع عدد من القطاعات الحكومية الأخرى، والتي توفر لهم ربما الدفء أو الدواء أو السكن الآمن، فهي أصبحت متعددة الأشكال.

أصبح عمر المعونة الشتوية 70 عامًا الآن، فهي كانت تقدم للفقراء والمساكين منذ عهد الملك فاروق، كأحد أشكال الدعم المالية فقط، ولكنها تطورت مع مرور السنوات وأصبحت تشمل الدعم العيني مثل الملابس أو الأغطية أو تسقيف المنازل والبيوت أو توفير الدواء اللازم لأمراض الشتاء.

وأموال المعونة كانت قديمًا تأتي من الصندوق الخاص الذي انشأته الحكومة لجمع تبرعات وفائض الميزانيات من الوزارات المختلفة وتحويل تلك الأموال إلى خدمات تصب في معونة الشتاء، حتى عام 2002 الذي صدر فيه قرار بإنشاء المؤسسة العامة للتكامل، والتي تقع تحت مسئولية وزارة التضامن الاجتماعي.

"الدستور" حاورت عدد من المستفيدين من المعونة الشتوية سنويًا، بعضهم حصل عليها للمرة الآخرى والبعض الآخر اعتاد على الحصول عليها، إلى جانب مسؤولين في بعض الجميعات التابعة للتضامن والتي تعتبر منفذ لتلك المعونة الشتوية.

إيمان علي، خمسينية، تعمل في محل بقالة بمنطقة ميت نما في قليوب، والتي لم تكن تعلم أن معونة الشتاء من الممكن أن تكون على هيئة أدوية لكبار السن غير القادرين، حيث اعتادت كل شتاء على الوقوف في المحل حتى انتصاف الليل لذلك كانت تصاب بالبرد بكثرة نتيجة ظروف عملها التي تضطرها إلى ذلك.

قالت: "بالليل البرد بيشد، وكل شوية اتعب بسبب كدة وأورح لدكتور غير إني مريضة سكر، ومناعتي بقت ضعيفة والسنة دي فيه كورونا، ومش هقدر أبطل اشتغل عشان مصاريف المعيشة وإيجار الغرفة اللي ساكنة فيها لوحدي بعد وفاة جوزي من 15 سنة".

تذهب إيمان للكثير من الأطباء في فصل الشتاء بسبب مرضها ويشتد عليها المرض بسبب تقدمها في السن، ولا تستطيع دفع تكلفة كل تلك الأدوية، وفي إحدى المرات مرضت بالإنفلونزا بسبب ارتدائها ملابس خفيفة وعدم قدرتها على شراء غيرها، ولم تكن تملك مصاريف الكشف الخاص.

تابعت: "ذهبت إلى وزاره التضامن على أمل الحصول على تلك المعونة وصرف علاجي، خوفًا من أن يشتد بي المرض وطلبوا مني صوره للبطاقة الشخصية وبعض الروشتات التي توضح مرضي بجانب أني مريضى سكر واحتاج علاج دائم وبالفعل حصلت على الأدوية كلها مجانًا".

وبحسب بيانات وزارة التضامن فإن معونة الشتاء تخدم نحو 12 مليون مصري ممن ليس لديهم معاش ثابت وهؤلاء ممن لا يوجد لديهم عائل حيث وصل حجم المساعدات التي قدمتها الهيئة العامة للتكافل الاجتماعي نحو 7 ملايين جنيه ويوجد نحو 27 وحدة تخدم المواطنين على مستوى المحافظات المختلفة لتقديم المساعدات للمتضررين والمحتاجين.

أما بسمة محمود، تقطن في منطقة إمبابة، اعتادت على الحصول على معونة الشتاء كل عام، بالحصول عليها من مؤسسة التكافل الاجتماعي في الجيزة، والتي كانت تبلغ 100 جنيهًا ثم زادت وأصبحت 200 جنيهًا، إلى جانب مواد عينية للشتاء.

قالت: "بأخد كل سنة المعونة المالية في الشتاء، في أول شهر نوفمبر، وفيه جزء تاني من المحتاجين في أول شهر ديسمبر لأن هما بداية الشتاء، غير أن الجمعية بتوفر لينا بطاطين وأغطية عشان الشتاء وفيه معونة على شكل أدوية لازمة".

أشارت إلى أن المؤسسة تقوم كذلك بالتعاون مع الجمعيات التابعة للتضامن بعمل تسقيف للبيوت في فصل الشتاء، وتوفير منتجات غذائية، من خلال الطوابع التي يتم اعطائها للمحتاجين وتسمى طوابع الفقراء، والتي بموجبها نحصل على معونة الشتاء.