رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ممنوع من التداول».. «الدستور» تحقق في منع طباعة أحدث كتب عندليب الصحافة

محمود عوض
محمود عوض

في تاريخ الصحافة المصرية الكبير والعريق، يقف عندليبها محمود عوض كأحد العلامات البارزة والقلاع الشامخة من حيث الموهبة الاستثنائية التي امتكلها وشهد لها القاصي قبل الداني، وشهدت عليه أعماله الأدبية ومؤلفاته التي قدمها خلال ما يربو عن نصف قرن تمثل رحلته داخل عوالم صاحبة الجلالة والتي تشرف بلاطها بـ"بالعربي الجريح" و"من وجع القلب" وغيرهم.

مؤلفات عوض التي خرجت طازجة من مطابع "دار المعارف"، يبدو أنها قد ضاقت ذرعًا بكاتبها الأشهر بعد مرور نحو أحد عشر عامًا على رحيله، والسبب المتواتر "أن دار المعارف" ليست مؤسسة خيرية.. بحسب تصريح المسؤولين فيها وعنها.

أصل الحكاية مع صاحب المدد
الكاتب الصحفي خيري حسن، الذي أخرج الشاعر الفذ زكي عمر من تربته وأعاد له بريق الحياة في منجزه (يا صاحب المدد) واحد من الذين اقتربوا كثيرًا من عندليب الصحافة خلال سنوات عمره الأخيرة، نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كلمات سرد خلالها عن أصل الحكاية بالتفصيل والتي حضرها حال ذهابه مع شقيق العندليب «طه عوض» لعرض طبع أحدث كتبه، وهى عبارة عن مجموعة من مقالات نادرة خط محمود عوض (من وجع القلب) في الستينات وضمتها مجموعة من الصحف العالمية والعربية، لكنها لم تأخذ حظها في الذيوع والانتشار.

خيري كشف، أيضًا، أن رئيس مجلس إدارة دار المعارف سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، ومدير التوزيع السابق في أخبار اليوم، قال إنه سيتم عرض العمل على لجنة تمهيدًا لاعتمادها قبل أن يفاجئ لاحقًا بأن تلك اللجنة أقرت بعدم صلاحية تلك الأعمال للنشر والسبب أنها مجموعة مقالات، والمقالات لا تنشر إلا في حياة صاحبها (!)

دار المعارف: «لنا كلمة»

«الدستور» تواصلت مع سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة دار المعارف الذي رفض التعليق أو حتى التعقيب على الأمر، تاركًا الأزمة تشتعل في الأوساط الثقافية، وتنغّص حياة أسرة عندليب الصحافة الذي يسمع أنينه كل محبيه من تجت الثرى، قائلًا مسؤول النشر عن أهم دار نشر في الشرق الأوسط: "أنا لا أتكلم في مثل هذه الأمور عبر الهاتف، وكل من تحدث وأشاع تلك الكلمات سيكون لي معه موقف"، مختتمًا حديثه بدعوة محرر «الدستور» للحضور لمكتبه الأحد المقبل، للحديث في كل التفاصيل الخاصة بهذا الموضوع.

«الوطنية للصحافة» على الخط
على خط الأزمة الساخن كانت الهيئة الوطنية للصحافة حاضرة على لسان أحد أعضائها وهي الدكتورة فاطمة سيد أحمد، المسؤولة عن لجنة تقييم الصحف التي قالت لـ"الدستور": "منذ أن علمت بتصريحات مسؤولي دار المعارف ورفضهم طبع أحد أعمال عندليب الصحافة محمود عوض بدأنا على الفور تقصي حقيقة الأمر؛ لمعرفة صحتها من عدمها؛ لأنه حال ثبوت ما جاء في تفاصيلها سيتم فتح تحقيق داخلي في الهيئة؛ لأنه من غير الجائز ولا حتى المقبول، أن يتم التعامل مع رمز من رموز الصحافة المصرية بتلك الطريقة.

واختتمت مسؤولة لجنة تقييم الصحف بالوطنية للصحافة حديثها مع «الدستور»، بالتأكيد على أن الهيئة تقدّر وتعتز بقيمة محمود عوض، ودوره البارز في إثراء المهنة بكتاباته ومواقفه.

نقابة الصحفيين: معركة لم تصل !

ولأنّ محمود عوض أحد أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، تواصلت «الدستور» مع نقيب شارع ثروت ضياء رشوان لمعرفة موقف النقابة في القضية المثارة بعد طلب البعض إصدار بيان لكنه لم يقم بالرد على الهاتف!

وشقيق العندليب يرد
وكشف طه عوض، شقيق الكتاب الراحل، الذي جمع مقالات عندليب صاحبة الجلالة لـ"الدستور" أنه حال عرضه الكتاب على سعيد عبده رئيس مجلس إدارة "دار المعارف" قال إنه سيتم عرضها على لجنة النشر، وعندما أبدى طه اعتراضه على تلك الخطوة، جاء رد عبده بأن تلك الخطوة مجرد إجراء روتيني لا أكثر ولا أقل، مؤكدًا صدمته من طريقة التعامل مع مؤلف يحمل اسم محمود عوض بتلك الصورة التي لا تليق بتاريخه ولا بقيمته.