رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مبادرة «الصحة».. تجارب ناجحة من داخل العزل المنزلى

العزل المنزلى
العزل المنزلى

يثير فيروس كورونا المستجد فزعًا ضخمًا في الوقت الحالي، لاسيما مع اشتداد الموجه الثانية منه وتزامنها مع فصل الشتاء والذي يصاب فيه كثيرون بالإنفلونزا الموسمية ويختلط الأمر على المرضى بين كورونا وتلك الإنفلونزا.

يدفع هذا الأمر كثيرين إلى اللجوء للمستشفيات بمجرد ظهور أي أعراض، بالرغم من اعتماد منظمة الصحة العالمية على العزل المنزلي كأحد الطرق الفعالة للعلاج منذ أبريل الماضي بسبب تكدس المستشفيات وكونها بؤر عدوى.

وفي ضوء ذلك، أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، تدشين مبادرة "100 مليون صحة" للعلاج المنزلي لمصابي فيروس "كورونا" المستجد، وستبدأ المبادرة في المناطق التي يوجد بها أكثر نسبة إصابات، بتوفير 800 سيارة قوافل علاجية وصحية، وتغطية 100% من أنحاء الجمهورية خلال أسبوعين.

وأوضحت الدكتورة هالة زايد، أن هناك 5400 وحدة صحية تعمل ضمن مبادرة "100 مليون صحة"، لافتة إلى أن مصر تعد أول دولة في العالم ستطبق مبادرة رعاية لمصابي كورونا فى "العزل المنزلي" بالعالم، لمتابعة الحالات البسيطة للمرضى الذين يخضعون للعزل المنزلى.

وبالفعل هناك تجارب ناجحة لمرضى أصيبوا بفيروس كورونا ولكن اختاروا العزل المنزلي وليس اللجوء إلى المستشفيات والعزل الصحي بها، وتماثلوا للشفاء، تستعرض "الدستور" في التقرير التالي جزءًا منها إلى جانب أطباء.

رضا محمود، خمسينية، تعمل في أحد المستشفيات الحكومية وتقطن في منطقة المنيب بالجيزة، أصيبت منذ شهر بفيروس كورونا نتيجة تعاملها المباشر مع الكثير من المرضى المترددين على العيادات الخارجية بالمستشفى.

قالت: "أول شعور حسيت به هو الصداع والهمدان في الجسد، وتخيلت أنه مجرد إنفلونزا عادية لكن مع مرور الأيام فقدت حاستي التذوق والشم، وهنا تأكدت أنني مصابة بفيروس كورونا".

أضافت: "نصحني أولادي وزوجي بالذهاب إلى المستشفى من أجل إجراء مسحة طبية أو محاولة العزل داخل مستشفى إلا أنني رفضت وفضلت العزل المنزلي والاعتماد على بروتوكول العلاج فقط".

واختتمت: "كان عندي تخوف أن ممكن يكون برد عادي وذهابي للمستشفيات ينقل لي العدوى بالفيروس، وبعد 10 أيام عزل والالتزام الشديد بالأدوية وبروتوكول العلاج تماثلت للشفاء داخل العزل المنزلي ولم احتاج إلى مستشفى".

الدكتور عبدالحميد طه، استشاري أمراض الصدر، أكد أن العزل المنزلي أكثر فعالية من العزل داخل المستشفى، لاسيما في حالات صغار السن وعدم الاحتياج إلى أكسجين، مفسرًا ذلك بأن ما يتم فعله في العزل المنزلي بإشراف الطبيب هو نفسه الموجود بالمستشفى.

وأشار لـ"الدستور" إلى أن ذهاب المريض للمستشفى في حال الشك بإصابته بالفيروس أمر خطير، فمن الممكن أن يكون مجرد إنفلونزا موسمية وذهابه لإجراء الكشف الطبي يصيبه بالعدوى الحقيقية من فيروس كورونا.

وتابع: "من الأفضل أن يلتزم المصاب البيت ويطبق العزل المنزلي ويتناول بروتوكول العلاج بشرط أن يكون العزل بعيدًا عن ذويه حتى لا تنتشر العدوى في المنزل، وعقب التماثل للشفاء يقوم بتعقيم المنزل بأكمله".

أما رقية إبراهيم، أربعينية، وتعمل موظفة حكومية، كانت لها تجربة أيضًا في العزل المنزلي، حيث أصيبت في مطلع ديسمبر من العام 2020 بفيروس كورونا، وبسبب الخوف من الذهاب للمستشفى وإجراء الكشف الطبي قامت باستدعاء أحد الأطباء بمستشفى خاص لإجراء مسحة طبية.

قالت: "المسحة أثبتت أنني إيجابي فيروس كورونا، وطلب مني الطبيب الذهاب إلى مستشفى عزل إلا أنني رفضت وفضلت العزل المنزلي وتناول بروتوكول العلاج الذي نصت عليه وزارة الصحة".

وأضافت: "المستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة متكدسة والمفروض أصحاب الإصابات البسيطة يتم عزلهم في المنزل خوفًا من أنهم يكونون غير مصابين وبدخول المستشفيات يتحولوا إلى مصابين إيجابيين بالفعل".