رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شماريخ وحرق مشجع».. رحلة الألتراس من الكرة إلى السياسة

الألتراس
الألتراس

لا تفوت الجماعات الإرهابية - وخصوصا الإخوان - أي فرصة أو ثغرة في المجتمع المصري، إلا وتستغلها أقصى استغلال من أجل مواصلة مسلسلها القذر في تفتيت المجتمع والتحريض ضد الدولة وتشويه رموزها وإنجازاتها؛ والأمر تطور وأخذ منحى أكثر خطورة، عندما اخترقت الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مثل حركة حازمون، والإخوان، صفوف الألتراس، وجندوهم لخدمة أهدافهم، وأصبحت نواة حقيقية لهذه التنظيمات المتطرفة، وظهروا بكثافة في اعتصامى رابعة والنهضة، وهتفوا ضد الدولة ومؤسساتها الحامية.

وبالوقائع والأدلة، ومن خلال الممارسة على الأرض، يمكن التأكيد على أن روابط الألتراس أفسدت الرياضة في مصر وحولت الألعاب الرياضية المختلفة وفي القلب منها كرة القدم من الترفيه إلى خراب ودمار وموت، حيث إنه في ٢٠٠٧ كان أولى أسباب انتكاسة الكرة المصرية بعد تكوين روابط الألتراس واستغلال الإخوان لهم، لإثارة الفوضى في الملاعب، ونتذكر كوارثهم في استاد بورسعيد أو الدفاع الجوى، ونتذكر مواقفهم السياسية بالهجوم على المشير طنطاوى في ملعب برج العرب.

في أكتوبر ٢٠١٢ صرح بهاء أبو رحاب رئيس اللجنة الرياضية في جماعة الاخوان المسلمين عن تواجدهم بداخل أفراد الألتراس في مختلف الأندية وعلى رأسهم الأهلي والزمالك.

جرائم عديدة ومذابح ارتكبتها هذه الجماعة بالتعاون مع الألتراس، في مارس ٢٠١٥ أحالت النيابة العامة المصرية ١٦ متهما إلى المحاكمة الجنائية بتهمة ارتكاب أحداث شغب وعنف أسفرت عن وفاة ٢٢ شخصا من مشجعي نادي الزمالك، في ما عرف بأحداث ستاد الدفاع الجوي.

مذ تأسيس الألتراس فى إبريل ٢٠٠٧، لم تعرف ملاعب كرة القدم طريقا للهدوء والمتعة، واختفت الأسرة المصرية من المدرجات وهى التى كانت تجد فى المباريات متنفسا وفسحة ترفيهية عن الأسرة، وحل بدلا منها الشماريخ والسباب والشتائم.

بداية تأسيس روابط الألتراس واكب تأسيس حركة ٦ إبريل فى نفس العام، روابط الألتراس بدأت كورم سرطان، ومع مرور الأيام والشهور والسنوات، تضخم الورم وانتشر في جسد الرياضة المصرية كانتشار النار في الهشيم، وتسللت الفين إلى الملاعب.

تكشفت وجوه روابط الألتراس، أكثر وأكثر، وتأكد إنها ليست مجرد روابط لتشجيع كرة القدم، وإنما "تنظيمات" داعمة لجماعات متطرفة، بشكل واضح جلى، عندما رفضوا ثورة ٣٠ يونيو، واعتبروها انقلابا، وساندوا بكل قوة جماعة الإخوان الإرهابية، ومع مرور الوقت تحولت مدرجات الملاعب إلى منصات، ومنابر لتنظيمات إرهابية، تعادى الدولة، والمؤسسات الأمنية، وتعمل على إثارة الفوضى، وإسالة الدماء، وتوظفها "الإخوان" كمظلومية يتاجرون بها في المحافل الدولية لإحراج مصر.

الألتراس تاريخ من الإجرام:
"حرق مشجع"
في عام ٢٠٠٨ قام بعض أفراد التراس أهلاوى بحرق مشجع زملكاوى يدعى محمد عبد المولى قبل بداية ديربي كرة السلة مباشرة ما أصابه بتشوهات بالغة ثم جاء الرد سريعا، حيث فقد أحد ألتراس أهلاوي عينه بعد أن اعتدى عليه مجموعة وايت نايتس خلال نبارتي الاهلى والزمالك للشباب والتي أقيمت بميت عقبة بعد توجيه شمروخ اليه ما تسبب في فقد عينيه ليكون هو الرد الحرامي من الألتراس وايت نايتس على حرق زميلهم عبد المولى.

الاعتداء على مقر الأهلى:
فى سبتمبر ٢٠١٠ اقتحمت مجموعة الوايت نايتس من جماهير الزمالك مقر النادى الاهلى بالجزيرة وقاموا بالتعدى على رجال الشرطة والأمن بالنادى بواسطة الشماريخ وقاموا بتحطيم بعض النوافذ الزجاجة بالنادي واشعلوا النار في البوابة الخلفية للنادي بالإضافة إلى تحطيم صالة الأمير عبد الله الفيصل بالنادي الاهلي التي استضافت مباراة قمة كرة اليد بين الأهلي والزمالك.

"حصار الجبلاية"
فور صدور قرار المحكمة معاقبة ٢١ متهما فقط من المتهمين في أحداث ستاد بورسعيد بالإعدام، اقتحمت جماهير التراس مقر اتحاد الكرة بالجبلاية وقاموا بإتلاف بعض المتعلقات الموجودة فيه وحرقه بعد أن سرقوا عددا من الكؤوس التذكارية، ثم توجهوا إلى مقر نادى الشرطة المجاور لمقر اتحاد الكرة وقاموا بحرقه هو الآخر انتقاما من رجال الشرطة، مؤكدين انهم يحصلون على القصاص من رجال الشرطة بأيديهم.

"الهجوم على الوزير"
لم يسلم العامرى فاروق وزير الرياضة السابق من بطش الألتراس، حيث اقتحم مجموعة من رابطة الوايت نايتس مقر قاعة الفروسية باستاد القاهرة المؤتمر الصحفى الذى اقامه وهاجموا الحضور مستخدمين الشماريخ والاسلحة البيضاء وقاموا بتدمير القاعة اعتراضا على تصريحات الوزير ضد رئيس النادي.

"اقتحام مدينة الإنتاج"
بعد أن هاجم بعض الاعلاميين روابط الألتراس قاموا على الفور باقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى، قاصدين منع بث برنامجى الإعلاميين أحمد شوبير ومدحت شلبى، بسبب قيامهما مهاجمة الالتراس من خلال برنامجيهما، وهو ما رضخت اليه إدارة القناة التي أوقفت بث البرنامجين خوفا من بطش الألتراس ورغم وجود الأمن الا انه لم يسلم من سبابهم.

الأحكام الصادرة بحق الألتراس:
١٢ مارس ٢٠١٨ أمرت نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المحام العام الأول خالد ضياء الدين، بحبس ٤ متهمين برابطة ألتراس أهلاوى، ١٥ يوما احتياطيا علي خلفية التحقيقات التي تجرى معهم معرفة النيابة، لاتهامهم بارتكاب أحداث الشغب والعنف التى وقعت أثناء مباراة كرة القدم بين النادى الأهلى ونادى مونانا الجابوى باستاد القاهرة الدولى مؤخرا. والمتهمون المحبوسون كلا من: "محمد جمال أبو طالب، ويحي محمد أحمد، وأحمد محمد أحمد، وإسلام خالد سيد."

وأسندت النيابة إلى المتهمين ارتكاب لجرائم عدة في مقدمتها تولي قيادة، والانضمام إلى جماعة أنشنت على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر. كما أسندت النيابة إلى المتهمين ارتكابهم لجرائم الإتلاف العمد لممتلكات عامة والتخريب.

في ٢٣ أبريل ٢٠١٨
جددت جهات التحقيق المختصة، حبس ١١ من مشجعى نادى الزمالك ١٥ يوما على ذمة التحقيقات في اتهامهم بالانضمام لجماعة مخالفة للقانون وإثارة الشغب وحيازة مفرقعات وشلنا اسماء المتهمين في القضية رقم ٤٣٤ لسنة ٢٠١٨ من عمر ماجد، ومحمد نجيب، ووسام جمال، ومحمود بسيوفي، ومصطفى محمود، ومختار ابراهيم، وعبد الرحمن عصام، وسام جمال، ومحمد محمود، ومحمد حمدي، وعبد المجيد محمود.

ووجهت جهات التحقيق للمتهمين جرائم الانضمام لجماعة إرهابية، وحيازة مفرقعات.

في ١٣ مايو ٢٠١٨
أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبس ٧ متهمين من رابطة ألتراس أهلاوى، ١٥ يوما على ذمة التحقيقات في أحداث الشغب التي وقعت أثناء مباراة الأهلى ونادى مونانا الجابوى باستاد القاهرة وهم كلا من مصطفى ماهر مصطفى، وعبد الرحمن سيد.