رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحذر واجب.. أطباء «مستشفيات العزل»: الموجة الثانية من «كورونا» أخطر

جريدة الدستور

«الخطر لا يزال قائمًا، والأعراض لم تعد مقتصرة على الجهاز التنفسى».. بهذا لخص عدد من الأطباء العاملين بمستشفيات العزل الصحى للمصابين بفيروس «كورونا المستجد» فى المحافظات المختلفة ملاحظاتهم بشأن التطورات التى لحقت بالفيروس مؤخرًا، فى ظل عودة تفشيه بعدد من دول العالم وارتفاع معدل الإصابات فى مصر مع اقتراب موسم الشتاء.
وقال أطباء عزل، لـ«الدستور»، إن الأعراض الجديدة للإصابة تتضمن التهابات الحلق والإسهال والقىء وظهور الطفح الجلدى على أماكن متفرقة من الجسد، ناصحين كل المواطنين بعدم التهاون حال ظهور أى أعراض مرضية، والالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وأهمها ارتداء الكمامات والحفاظ على النظافة الشخصية والتباعد الاجتماعى.
أحمد جلال: أعراض جديدة تشمل طفحًا جلديًا وحبوبًا حمراء فى الجسد

قال أحمد جلال، إخصائى العناية المركزة بمستشفى عزل جمال عبدالناصر بمحافظة الإسكندرية، إن أعراض الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» فى المرحلة الحالية باتت أصعب مما سبق، موضحًا أنها أصبحت تبدأ بمشكلات فى الجهاز الهضمى، من بينها الإصابة بالإسهال والقىء، وبعدها تنتقل إلى الجهاز التنفسى، ليعانى المريض من التهاب الحلق وصعوبات التنفس.
وأضاف: «هناك أعراض جديدة أصبحت تظهر على عدد كبير من مرضى كورونا، وتتمثل فى ظهور طفح جلدى وحبوب حمراء وزرقاء فى أماكن متفرقة من الجسد»، مطالبًا المواطنين بالتعامل مع الأعراض سالفة الذكر، باعتبارها إصابة بالفيروس إلى أن يثبت العكس.
وذكر أن «الفيروس مؤخرًا بات أكثر نشاطًا وأصبح يسبب الجلطات فى الدم بشكل أوسع، ما يشكل خطرًا متزايدًا على كبار السن، الذين ننصحهم بتناول العقاقير الخاصة بسيولة الدم، بعد استشارة الأطباء».
وأكمل: «رغم هذه الهجمة الشرسة من الفيروس، فإن ٧٠٪ من المصابين به قد لا يشعرون بأى أعراض على الإطلاق، لأن أجسادهم تكون قادرة على مواجهته، لكن علينا الحذر لأن التغيرات المناخية واقتراب الشتاء لهما أثر ملحوظ فى زيادة أعداد المصابين، ما ينذر بالخطر».
وأشار إلى أن وزارة الصحة تبذل أقصى جهدها لتوفير أعداد كبيرة من الكمامات والملابس الوقائية ومواد التطهير والعقاقير اللازمة بجميع المستشفيات، تحسبًا لتزايد أعداد المعزولين بها خلال الفترة المقبلة، مع ضمان عدم حدوث أى عجز فى المستشفيات المخصصة للعزل الصحى.
ولفت إلى أن الخبرات المتراكمة فى التعامل مع الفيروس توضح أن أغلب الحالات المصابة أصبحت لا تحتاج إلى مستشفيات الحجر الصحى، بل يمكن عزلها ومتابعتها منزليًا، وفق البروتوكولات التى قررتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
ونصح جميع المواطنين بالحرص على التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات والتعامل بحذر مع مَن تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس، تجنبًا لانتشاره.
سيد إسماعيل: الإجراءات الاحترازية وسيلة وقف العدوى

أكد سيد إسماعيل، الطبيب بمستشفى عزل قصر العينى الفرنساوى، أن مصر تشهد حاليًا تزايدًا فى أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أن أعراض الإصابة لم تختلف عن مثيلتها فى الأشهر الماضية، إلا فى مصاحبتها لأعراض القىء ومشكلات الجهاز التنفسى.
وقال: «حاليًا أصبح الكشف عن مرضى كورونا أسهل، سواء عبر المسحات أو الأشعة المقطعية، ويمكن القول إن الموجة الثانية قد بدأت بالفعل، وعلى الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات ومراعاة التباعد الاجتماعى وتعقيم الأسطح وغسل الأيدى باستمرار، مع عزل المصابين عن غير المصابين، لإيقاف انتقال العدوى».
وتابع: «ننصح الجميع بتجنب الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، والابتعاد عن المناطق التى تشهد تزايدًا فى معدلات الإصابة، حتى لا تتزايد الإصابات بشكل كبير وننتقل من خانة المئات إلى خانة الآلاف، كما حدث مع عدد من دول العالم، على رأسها الولايات المتحدة ودول القارة الأوروبية».
أحمد علاء: حضانة المرض أصبحت 20 يومًا بدلًا من أسبوعين

ذكر أحمد علاء، الطبيب بمستشفى عزل العجمى بالإسكندرية، أن أعراض الموجة الثانية من الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» تختلف عن أعراض الموجة الأولى، وتبدأ بشعور المصاب بأعراض البرد العادية مع ارتفاع فى درجة الحرارة، وتزايد نوبات السعال وضيق النفس، لافتًا إلى أنها تختلف من شخص إلى آخر، تبعًا لمناعته.
وقال: «الفيروس أصبح يعيش فى الجسم كله، خلافًا لما كان يحدث منذ أشهر، كما أن فترة حضانته امتدت أحيانًا إلى ٢٠ يومًا بدلًا من ١٤ فقط، كما كان فى الماضى».
وأضاف: «لا يزال هذا الفيروس خطرًا على كبار السن فى ظل ضعف أجهزتهم المناعية، خاصة عند المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكرى وأمراض القلب، ما يزيد من معدلات الوفيات بين هذه الفئة».
وختم بقوله: «أنصح الجميع بالالتزام بالإجراءات الوقائية، خاصة الشباب، لأنهم قد يصابون بالمرض دون علمهم فى حال الاستهانة بهذه الإجراءات، وينقلونه إلى ذويهم داخل المنازل من كبار السن والمرضى، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على صحتهم».
إبراهيم بكر: الأطفال يصابون بالجفاف والعطش

كشف إبراهيم بكر، طبيب طوارئ بمستشفى العجمى العام للحجر الصحى بمحافظة الإسكندرية، عن أن فيروس كورونا تحور وتحولت أعراض الإصابة به من الجهاز التنفسى إلى الجهاز الهضمى.
وأضاف أن الأعراض الجديدة تتمثل فى الإسهال وفقدان الشهية والقىء أو الإحساس بالغثيان وألم بالمعدة، مشيرًا إلى أن هناك أعراضًا جديدة خاصة بمختلف المراحل العمرية، فمثلًا تظهر على الأطفال علامات مبكرة للجفاف، مثل جفاف الفم والشعور المستمر بالعطش وقلة عدد مرات التبول وكمية البول وإصفرار شديد بالبول مع رائحة قوية، والشعور المستمر بالدوخة والإعياء وجفاف الجلد وبرودته.
أما عن الشباب وكبار السن، فأشار إلى أن أعراض إصابتهم باتت تتركز فى الشعور بألم شديد فى البطن أو فتحة الشرج، وتغير لون البراز للأسود أو احتوائه على دم.
وفيما يخص زيادة الأعداد مؤخرًا، أكد أن الارتفاع بدأ منذ مطلع الشهر الحالى، بسبب نشاط الفيروسات بشكل عام فى فصل الشتاء، بالإضافة إلى تهاون المواطنين فى الإجراءات الاحترازية، قائلًا: «الناس بتتعامل على أساس أن كورونا انتهى وهو بينهش فيهم».
وأضاف أنه من المتوقع زيادة أعداد المصابين خلال الشهرين المقبلين فى حال لم تثبت فاعلية اللقاحات التى بدأت شركات عالمية فى الإعلان عنها مؤخرًا.
وذكر أنه لتجنب العدوى لا بد من العودة إلى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات، واقتصار الاختلاط من دون كمامة على أفراد الأسرة الواحدة فقط، وتقليل الاختلاط والسلام بالأيدى والقبلات بشكل عام، والحرص على الوجود فى أماكن جيدة التهوية.
ونصح باقتصار عملية الترفيه والتنزه على الحدائق والأماكن المفتوحة، والاهتمام بالنظافة الشخصية وتعقيم اليد كل ساعتين تقريبًا فى حال الخروج من المنزل، وعدم لمس الوجه والعينين، ومنع الزيارات العائلية بشكل كامل.
حسام فتحى: النزلات المعوية عَرَض جديد يسبب آلام المعدة والقىء

قال حسام فتحى، طبيب جراحة العظام والمتحدث باسم مستشفى إسنا للحجر الصحى بمحافظة الأقصر، إن أعراض فيروس كورونا فى الموجة الثانية لا تختلف عن الموجة الأولى، والتى تبدأ بأعراض الإنفلونزا والسعال وارتفاع درجة الحرارة وضيق التنفس، لكنها أكثر شراسة.
وأضاف أن هناك أعراضًا أخرى تشير إلى الإصابة بكورونا، مثل آلام المعدة والقىء والمغص الشديد، إلى جانب الأعراض النفسية التى باتت منتشرة بين حاملى المرض، كالأرق والاكتئاب المزمن.
وذكر أن العرض الجديد الذى بات يشكو منه عدد من المرضى هو النزلات المعوية، التى باتت تدخل أدويتها ضمن بروتوكول العلاج المقرر من وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية.
ولفت إلى أن الأعداد تزايدت بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين لعدة أسباب، بعضها طبيعى، مثل حلول فصل الشتاء وتغيير الجو الملحوظ الذى تتزايد معه نزلات البرد العادية، فمن الوارد حاليًا بشكل كبير زيادة عدد المصابين بكورونا لحين استقرار حالة الطقس.
وتابع «فتحى»: الشق الثانى من الأسباب هو تهاون المواطنين فى التعامل مع الإجراءات الاحترازية والوقائية، فأعداد الملتزمين بارتداء الكمامات الطبية فى المواصلات العامة باتت ضئيلة، كما تراجع الاهتمام باستخدام أدوات التعقيم والمطهرات مقارنة ببداية الأزمة، مشددًا على أن «الفيروس لا يزال نشطًا وفصل الشتاء بيئة خصبة له».
ونصح المواطنين بضرورة توخى الحذر خلال الفترة الراهنة، وتجنب الأماكن المغلقة والعامة، وتجنب الزحام والتكدس، خاصة فى المستشفيات العامة، والالتزام بارتداء الكمامات الطبية وتغييرها كل ٨ ساعات، وتعقيم الكمامات القماشية.