رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

4 فتيات يشكلن فريقًا لغسيل السيارات: «الشغل مش عيب» (فيديو)

فريقًا لغسيل السيارات
فريقًا لغسيل السيارات

لا يخطر ببال مالك أي سيارة أن تستقبله فتاة عند دخوله لمركز لغسيل السيارات، وتتولى عملية التنظيف بالكامل من الداخل والخارج، فالمعروف عن مراكز غسيل السيارات أنها تخصص شبابًا لهذه المهنة لما فيه من الصعوبة، ولأنها تحتاج قوة بدنية لا بأس بها للتحكم في أجهزة تنظيف السيارات.

4 فتيات قررن خوض هذا المجال لإثبات أنهن قادرات على فعل ما يفعله الرجال، وبصورة تبهر كل زبائنهم، وتجعلهم حريصين على العودة إليهم مرات ومرات، ويقفن معًا كأقوى فرق الألعاب الجماعية فكل واحدة منهن تعرف دورها وتؤديه، وتنتقل السيارة بين هذه الأيدي الناعمة؛ لتعود في حالة جديدة وكأنها خرجت للتو من مصنع عالمي لصناعة أشهر ماركات السيارات.

تقف بسمة محمد، كابتن الفريق، أو المشرفة على العمل تقود مجموعتها النسوية بكل فخر، ورغم أنها تعرفت على هذا المجال قبل عام ونصف فقط، إلا أنها اكتسبت ما يكفي من الخبرة ليجعلها أفضل من أي خبير بالسيارات: "والعربية جاية عليا من بعيد ببقى عارفة هي محتاجة ايه بالظبط، وبقرر قبل ما الزبون يوصل عندي أنا هعمل إيه وهستخدم مواد إيه".

تؤكد الفتاة العشرينية أن العمل بفريق لغسيل السيارات لم يكن صدفة، وإنما كان بتخطيط منها لتثبت لنفسها وللمجتمع أنها امرأة قوية قادرة على القيام بأي مهمة صعبة: "مفيش بنات كتير بتفكر تدخل المجال ده، وحتى اللي بيفكر بيخاف من الناس لكن أنا قررت أثبت لكل البنات انها لو بتحب حاجة تقدر تعملها، حتى لو المجتمع كله شايف إن دي شغلانة رجالة".

تراقب العمل جيدًا وتطمئن على أن السيارة تحصل على الاهتمام الكافي، ولا تكتفي بالمراقبة والإشراف على فريقها فقط، وإنما تعمل معهم وتشد على أيديهم: "أنا بمسك الجهاز وبشتغل زي أي صنايعي سواء راجل أو ست، وبقيت قوية لدرجة إني أمسك الخرطوم الكبير وأغسل العربية بكل سهولة".

وإلى جانب مشرفة الفريق تتولى آية عملية التنظيف، فتذهب بالمياه إلى كل مكان بالسيارة، من الإطارات وحتى السقف، تستعين ببعض المواد الكيميائية لمساعدتها في إزالة أي عوالق أو بقايا الشجر الملتصقة بالسيارة، فكل سيارة هي عروس جديدة ينتظرها مالكها بالخارج ليراها قادمة إليه في أفضل حالة.

وتابعت: "بنسلتم العربية ونغسل كل حاجة فيها من البداية إلى النهاية، بنخليها في أحسن حال، لأن أهم حاجة عندنا إن الزبون يخرج راض جدًا عن شغلنا ويفرح بعربيته وهيا خارجة كأنها جديدة، ويكون سعيدا بمستوى نضافة العربية".

لا تؤمن آية بنظرة المجتمع لتقسيم العمل بين الفتيات والشباب، وأن هناك عملًا قاصرًا على الفتيات أو الشباب فقط، قائلة: "مفيش حاجة اسمها البنت بتعمل حاجة والولد يعمل حاجة، كلنا نقدر نعمل نفس الشغل، أهلي كانوا مستغربين الشغل في البداية، لكن مع الوقت اقتنعوا أن الشغل مش عيب طالما أنا راضية عنه ماديًا ومعنويًا".

ورغم أن فريق العمل يتكون من سيدات إلا أن مالك مركز غسيل السيارات رجل يؤيد عمل المرأة، شادي شاهين أحد ملاك المركز، يشرح كيف بدأت التجربة المميزة: "الفكرة بدأت ببنت كانت بتشتغل في المركز لكن على المكتب ومتخصصة في خدمة العملاء، وبعد فترة قررت تجرب الشغل في صالة الغسيل".

ومن اليوم الأول للعمل وسط السيارات وأجهزة الغسيل اندمجت الفتاة في العمل، وبدأت الفتيات الأخريات تتشجعن حتى تكون الفريق من 4 فتيات: "بقى عندنا فريق مكون من 4 بنات، عندهم خبرة في الغسيل، وحصلوا على تدريبات للتعامل مع كل أنواع غسيل السيارات لحد ما أصبحوا فريق متكامل شغالين مع بعض".

وأثنى شاهين، على عمل فريق الفتيات، مؤكدا أن اهتمامهم بتفاصيل السيارة أثناء الغسيل يفوق الشباب العاملين في نفس المجال، ولهذا يفضل زبائن مركز الغسيل أن يتولى فريق السيدات غسيل سيارته في كل مرة يأتي فيها إلى المركز.