رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيد كامل: الغاز المسال وقود المستقبل ومصر رائدة في هذا المجال

سعيد كامل
سعيد كامل

قال الدكتور سعيد كامل، أستاذ إنتاج واقتصاديات البترول والغاز بكلية هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس، إن الغاز الطبيعي المسال (LNG) هو غاز طبيعي تم تبريده إلى 161 درجة مئوية تحت الصفر، ويتكون الغاز الطبيعي بشكل أساسي من الميثان، ونسب قليلة من هيدروكربونات آخرى مثل الإيثان والبروبان والبيوتان، كما يحتوي أيضًا على الماء وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأكسجين وبعض مركبات الكبريت، ويتم إزالة معظم هذه المركبات الإضافية خلال عملية الإسالة، حيث يتكون الغاز المتبقي بشكل رئيسي من الميثان وكميات قليلة فقط من هيدروكربونات أخرى.

وأضاف كامل - في تصريحات لـ"الدستور" - أنه في حالة الغاز الطبيعي السائلة يتم تقليص حجم الغاز المسال إلى ما يقارب 1\600 من حجمه مقارنة بحالته الغازية، وهذا يسهل عملية تخزينه ونقله بأمان وبشكل موثوق لجميع أركان الكرة الأرضية، والغاز الطبيعي المسال هو سائل عديم اللون والرائحة غير مسبب للتآكل وغير سام ويتم تخزينه ونقله في ضغط جوي يتوافق مع درجة غليانه مما يعني أن درجة حرارته تبقى ثابتة طالما تم المحافظة عليه تحت ضغط ثابت.

وأشار الدكتور سعيد كامل، إلى أن الغاز الطبيعي يعتبر أقل تلوثًا للبيئة، حيث إنه من المحروقات عالية الكفاءة قليلة الكلفة قليلة الانبعاثات الملوثة للبيئة بالإضافة الى أن المرونة السوقية للغاز الطبيعي المسال ساعدت على تحسين تأمين الإمدادات منه في جميع أنحاء العالم، حيث يستجيب الغاز الطبيعي المسال إلى إشارات السوق قصيرة المدى، وهذين فقط مجرد محفزين ليكون الغاز الطبيعي المسال أحد أسواق الطاقة الأسرع نموًا في العالم على مدار العشرين سنة القادمة.

وأضاف، أنه من الناحية الاقتصادية فقد تطورت صناعة الغاز الطبيعي المسال من بيئة متخصصة في المقام الأول تعتمد على العمل التجاري من نقطة إلى نقطة في بعض الأسواق الإقليمية إلى صناعة ضخمة عبر أنحاء العالم ففي العقود الأولى لصناعة الغاز الطبيعي المسال، كان الطلب الإقليمي مستكفيًا بالإمدادات الإقليمية كما هو الحال في حوض المحيط الهادئ على سبيل المثال على عكس التوسع العالمي الحالي.

وتابع: "من أمثلة هذا التوسع أن بعض الشركات العربية في مصر والإمارات وعمان وبعض الدول العربية الأخرى التي توصلت إلى توقيع اتفاقيات وتفاهمات أولية مع شركات عالمية لإنشاء محطات لتموين السفن بالغاز المسال، بإجمالي أربعة مشاريع مما سيمكًنها من لعب دور هام في السوق العالمية الواعدة فهذه الدول العربية تملك عدة مقومات تمكنها من إنشاء مركز عالمي لتموين السفن، لوجود صناعة غازية متكاملة لديها منذ عقود، ومحطات عملاقة لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال.

وأوضح أن مصر أصبحت الآن من الدول الرائدة في مجال الغاز الطبيعي المسال، علاوة على موقعها الجغرافي المتميز الذي يتوسط العالم والقريب من الخطوط الملاحية الهامة فقد تم اعتماد الغاز الطبيعي المسال وقودًا للسفن الجديدة، حيث بلغ عدد السفن العاملة به في السوق العالمية نحو 175 سفينة نهاية عام2019، بما يعادل 0.2% من الأسطول العالمي، علاوة على انتشار مواقع تموين السفن على خريطة الملاحة العالمية خاصة شمال أوروبا مما يساهم في تقليل الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود من خلال تبني حلول فعالة صديقة للبيئة، فالقطاع يعتمد بشكل رئيسي على زيت الوقود عالي الكبريت الذي يلبي وحده أكثر من 75% من إجمالي الاستهلاك، ويتسبب بأكثر من 12% من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت المرتبطة بالطاقة عالميًا واستبداله تدريجيا بالغز المسال سيقلل من الانبعاثات الكربونية في البيئة لتلبية تشريعات المنظمة البحرية الدولية الرامية إلى خفض الحد الأقصى العالمي لنسبة الكبريت في وقود النقل البحري من 3.5% إلى 0.5% وزنًا بداية من مطلع عام 2020، حيث يقلل الغاز من انبعاثات أكاسيد الكبريت بنسبة 99.9%، وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما قد يصل إلى 0.29%.