رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طارق إمام: «ألف ليلة» المرجع الأم للتخييل العربي في صورته المدونة (حوار)

القاص والروائي طارق
القاص والروائي طارق إمام

عزل كورونا بدأ كفرصة وانتهى بحصار
الكتابة الإبداعية امتزاج لدماء أكثر من جسد إبداعي
"طعم النوم" فاقت توقعاتي في النقد والاحتفاء بالعمل
انتشار الوسائط المختلفة يهدد الكتاب الورقي
الجوائز تلعب دورًا في تنشيط الصناعة وليس الفعل الإبداعي
عاد الأدب للظهور على الشاشة مرة أخري باعمال قوية

عندما تكتب نصا روائيًا تمتزج المنابع، فلا يوجد في تقديري نص"نقي"، والكتابة الإبداعية في تقديري هي امتزاج لدماء أكثر من جسد إبداعي لإنجاب نص يحمل ملامح أسلافه لكنه وبالقوة نفسها يتمتع بشخصية مستقلة تمنحه ملامحه الخاصة والذي أكد أن الكتابة الإبداعية في تقديري هي امتزاج لدماء أكثر من جسد إبداعي لإنجاب نص يحمل ملامح أسلافه.

بهذه الكلمات بدأ القاص والروائي طارق إمام، حواره لـ جريدة وموقع"الدستور" والذي أكد علي أن الأعمال الأدبية خلال الفترة الأخيرة عادت للظهور علي الشاشة من جديدة وبأكثر قوة، لافتا إلي أن الوسائط المتعددة المختلفة الإلكترونية أصبحت تهدد وجود الكتاب الورقي.

وأضاف إمام،أن جيلي شهد عودة السيناريست "قارئ الأدب"، مثل حاتم حافظ ومحمد أمين راضي ومحمد هشام عبية ومحمد سليمان عبد المالك ومريم نعوم.. وهو الجيل الذي حتى لو لم يلجأ لنصوص أدبية فإنه يقدم أعمالًا فيها مذاق الأدب وكثافته وأسئلته العميقة.

وأشار إلي أن الجيل الحالي من الروائيين فتح عينيه على لحظة ثقافية شهدت رواجًا هائلًا للرواية على مستوى المبيعات والجوائز والاهتمام الصحفي والإعلامي والنقدي، وهو ما لم يكن قائمًا حتى مطلع الألفية. وإلي نص الحوار..

- رغم أن روايتك "طعم النوم" تمثل معارضة روائية لروايتين عالميتين هما "الجميلات النائمات" لياسوناري كاواباتا و"ذاكرة غانياتي الحزينات" لجابرييل جارسيا ماركيز إلا أنها بدت إجمالًا تجربة في استلهام حكي "ألف ليلة وليلة" من خلال بطلتها شهرزاد وبنائها الروائي.. كيف خططت لخروجها بهذا الشكل الحكائي؟

عندما تكتب نصًا روائيًا، تمتزج المنابع.. فلا وجود في تقديري لنص "نقي"، هذه خرافة، والأدب لا يحصل على قوامه من الواقع فقط بل من "الثقافة" بمعناها الشامل، وفي القلب منها النصوص السابقة، التي تمثل بدورها واقعًا وجديدًا ومرجعًا للنص الجديد.
والهدف من هذه الآالية يظل الخروج بنص جديد يشبه نفسه ولا يحاكي أيًا من النصوص التي وظفها أو حاورها، الكتابة الإبداعية في تقديري هي امتزاج لدماء أكثر من جسد إبداعي لإنجاب نص يحمل ملامح أسلافه لكنه وبالقوة نفسها يتمتع بشخصية مستقلة تمنحه ملامحه الخاصة.
لن أنكر أن "طعم النوم" كانت مغامرة طموحة من جانبي، وأنني عندما أفكر الآن في ما أقدمتُ عليه، أشعر للحظات بالرعب، لأن محاورة ثلاثة نصوص ضخمة كألف ليلة وروايتي كاواباتا وماركيز أمر ليس بالسهل، خاصةً وأننا في سياق عام لا يزال يخشى المغامرة ويتوجس منها عند بعض التقليديين والمحافظين.
سؤالي الرئيسي هو مساءلة الثقافة، كمتن معاش، وكمرجعية تراثية، وأنا ألح على هذا السؤال في أغلب أعمالي وأرى أن سؤال الثقافة العربية لغم كبير كثيرًا ما أطاح بمن حاولوا الاقتراب منه لأنها تكاد تلامس القداسة، ومن يحاول دخول حقل الألغام هذا، فكرًا أو إبداعًا، كثيرًا ما يوسم بالكفر.
وأعترف أن النتيجة فاقت توقعاتي بكثير، سواء على مستوى التناول النقدي المحتفي بالعمل، أو النجاح القرائي الذي ترجمته المبيعات وريفيوهات القراء الكثيرة في مواقع ومنتديات القراءة.

- في مجموعتك الأخيرة "مدينة الحوائط اللانهائية" استلهمت "ألف ليلة وليلة" أيضًا حد أن النقاد اعتبروها "ألف ليلة جديدة".. هل ينهض مشروعك على نظرة خاصة لكتاب الليالي؟ وما هدفك من هذا الاستناد المتكرر لذلك الكتاب تحديدًا؟

"ألف ليلة" هو، إن جاز التعبير، المرجع الأم للتخييل العربي في صورته المدوّنة، لكنه يتجاوز ذلك أيضًا نحو كونه كتابًا يقتحم "التابو" على أكثر من صعيد، لذا لم يكن طيلة الوقت كتابًا مرحبًا به في الثقافة العربية.. تارة بدعوى المجون والزندقة، وتارة بدعوى تبني لغة العوام ومجافاة اللغة المتعالية للنصوص الأدبية.
انحيازي لألف ليلة هو انحيازي للخيال من جهة، وانحيازي لإقلاق المستقر والآمن في الأفكار واللغة على حد سواء من جهةٍ أخرى، ومحاولتي الدائمة لمحاورته تقبض على هذين الجانبين، لكن وفق طموح لإنتاج كتابة عصرية لا تمثل محاكاة باهتة أو إعادة إنتاج، بل كشف للقدرات اللانهائية التي يمتلكها هذا النص في إعادة اكتشافه وتوظيف مناخه لإنتاج نص جديد يشير لواقعنا وللحظتنا الراهنة، خاصةً وأننا يصعب أن نقول أننا تجاوزنا ماضينا أو دخلنا عالم الحداثة بشكلٍ حقيقي.

- يمر العالم بجائحة كورونا ويراها البعض فرصة للابداع.. كيف تقضي العزلة؟ وماذا عن أعمالك الأدبية والثقافية خلال فترة العزل؟

أقضي العزلة في البيت، بين محاولات للقراءة وأخرى للكتابة، شاعرًا أنني أطل على العالم عبر "العين السحرية" لباب شقتي، غير قادرٍ على أن أفتح له الباب ليدخل أو أن أغادر أنا العتبة لأعانقه. أذكر أنني في بدايات الحظر قرأت بمعدلات عالية وأنهيت قراءة روايات ضخمة كانت تنتظر الوقت لإتمامها، لكن "شغف البدايات" ما لبث أن انطفأ مع عجزي عن ممارسة الحياة الاجتماعية.

في سياق حياتي العادية لستُ شخصًا شديد الاجتماعية، دائرة أصدقائي محدودة و"خروجاتي" مقننة، بالتالي فحياتي لا تخلو من قدرٍ من العزلة خاصةً وأنني أعيش بمفردي.. لكن انعدام هامش الخروج مع التباسه بحزن العالم وخوفه لا يمكن أن يكون في مصلحة المبدع أو الإنسان إجمالًا.

- برأيك.. الحظر الكوروني.. فرصة أم حصار للمبدعين؟

بدأ كفرصة وانتهى بحصار حين طال أمد الحظر وأصبح مكبِّلًا للحرية خاصة وأنه عزلة إجبارية وليست اختيارًا. من ناحية أخرى هو حظر موسوم بشبح المرض والموت ما يجعل نقاء الذهن الذي تحتاجه الكتابة لإنتاج الأفكار وتأملها مستحيلًا مع ما يسود العالم من تشويش.. الكتابة أحد أشكال الحرية ويصعب أن تحصل لنفسها على مكان تحت التهديد.

- من وجهة نظرك.. كيف أثرت كورونا على النشر الثقافي بمصر؟

النشر، كعملية اقتصادية بالأساس، هو المتضرر الأكبر بالتأكيد، لقد فقدت دور النشر سوقها بين عشيةٍ وضحاها، ولم تعد تملك سوى متاجرها الإليكترونية أو خدمة التوصيل، (وهي آليات متاحة لدور النشر الكبرى فقط دون الدور الصغيرة) وهي بدورها لا تمثل إلا هامشًا ضئيلًا أمام المتن الرئيسي لسوق الكتاب ممثلًا في معارض الكتاب بالدرجة الأولى والمكتبات بالدرجة الثانية. وبنظرة سريعة يمكنك أن تلاحظي حالة الشلل التي تمر بها دور النشر، مع تأجيل عناوين كانت في طريقها للصدور، وتقليص مواعيد العمل نفسها داخل هذه الدور أو حتى الإغلاق المؤقت لأن دار النشر نفسها مجتمع معرض للإصابة بالوباء.

- هل الكلمة المرئية في اليوتيوب أصبحت أقوى من المكتوبة في الكتب وأهم وأوسع انتشارا؟

من تجربتي الشخصية، أستطيع أن أؤكد أن الوسائط المختلفة في التعامل مع الكتاب الأدبي وتعاطيه دعمت ووسعت من رقعة انتشاره، فالكتاب الصوتي مثلًا وسع كثيرًا من رقعة متعاطي الأدب الذين يفضلون الاستماع على القراءة، وكذلك مقاطع الفيديو التي تشمل قراءات لنصوص أو مقاطع من روايات، والريفيوهات المرئية، كل هذا وسع من الرقعة دون أن يهدد الكتاب الورقي. ربما التهديد الوحيد هو تزوير الكتب، لأنه يهدد الصناعة مباشرة، وكذلك النسخ الإليكترونية "المضروبة"، لأنها لا تمثل دعمًا للعملية بل تعويقًا لاستمرارها. وقد قلت من قبل إن على دور النشر مسئولية أيضًا، فلا مانع أن تطرح الكتب الرائجة في طبعات شعبية رخيصة، لن تنال من حظ الطبعات الأعلى جودة طباعيًا، فلكل مستوى قارئه، ولنا في أوروبا خير دليل.. وكذلك ينبغي تفعيل النسخ الإليكترونية الشرعية من قبل دور النشر بامتيازات ما وبجودة معينة مع سعر رمزي للتحميل.

- وهل تراجع تأثير الكتابة عموما، والكتاب خصوصا كوسيلة للمعرفة في مواجهة تقدم وسائل التواصل كبديل؟

من حيث التأثير، أرقام توزيع الكتب الآن تفوق نظيرتها في أي عصر سابق ورقعة القراء اتسعت. عملية القراءة مرتبطة بعوامل كثيرة منها عدد المتعلمين والنمط الثقافي السائد والمستوى الاقتصادي العام للناس وعدد المكتبات التي تتيح الكتاب.. ولا يمكن فقط قصرها على المرحلة الأخيرة، أو رأس الهرم، المتمثل في الكتاب المنشور. ثمة مشكلة رئيسية في رأيي لا تزال آليات التوزيع، فالكتاب المصري هو "الكتاب القاهري" إلا ما رحم ربي.

توسيع رقعة توزيع الكتاب ستسمح بزيادة عدد المطبوع وبالتالي تقليل التكلفة، لكن توسيع رقعة التوزيع بحاجة أيضًا لوجود منافذ وهي ليست مسئولية الناشرين، كانت هناك فكرة لجأت لها "روايات الهلال" في فترة ما، بوضع إعلان على الغلاف الخلفي للكتاب، ورغم أن هذا يضر جماليًا بالكتاب إلا أنني لا أمانع في اللجوء إليه لو أسهم في تغطية جزء من نفقات الطباعة مقابل النزول بالسعر ليتمكن الشعب الفقير من القراءة. لماذا راجت كتب مشروع "مكتبة الأسرة" رغم أنها ضمت عناوين رفيعة وليست بالسهلة؟ لأنها كانت زهيدة الأسعار ما مكّن الناس حتى ممن ليسوا بقراء محترفين من تكوين مكتبات قيمة بأسعار في المتناول.

- برأيك.. هل أثرت طبيعة العصر اللاهثة والسريعة في قدرة الإنسان المثقف على القراءة لانعدام الوقت لديه، وما الحل؟

ليست أيضًا طبيعة العصر بقدر ما هو الوضعية الاقتصادية والمستوى الثقافي العام للمواطن، ليس هناك لهاث أكثر مما نجده في أوروبا العملية لكن ذلك لم يمنع الكتب من الرواج حيث يقرأ الناس في وسائل المواصلات وتنتعش صناعة النشر، وذلك لأن هناك هامش اقتصادي يسمح باقتناء الكتب مع قاعدة واسعة من المتعلمين، وأقصد كلمة متعلمين بمعناها النموذجي.. كيف نطلب من شخص أن يتذوق الأدب وهو لم يدرس نصًا أدبيًا واحدًا لكاتب مصر الأكبر نجيب محفوظ، منذ دخل "الروضة" وحتى تخرّج من الجامعة.

- هل يمكن للمبدع أن يفكر خارج الصندوق ويبحث عن وسيط معرفي بديل للكتاب يكون أسرع في الوصول وأقل في التكلفة وبنفس تأثير الكتاب في إيصال الرسالة ؟

من يريد وسيطًا مختلفًا فليبحث عن مهنة أخرى غير الكتابة، الرواية مثلًا لا تساوي السيناريو السينمائي، ومحدودية متلقي الأدب بالمقارنة بوسائط أخرى لا تعني أن الأدب فائض عن الحاجة. جمهور كرة القدم والغناء والمسلسلات التليفزيونية يفوق بآلاف وربما ملايين المرات جمهور الأدب في العالم كله، وعلى مر الأزمنة وليس فقط بسبب شروط اللحظة الراهنة، فهل يعني ذلك أن الأدب لا لزوم له!

- لماذا يتجه غالب المبدعين الشباب ناحية الرواية دون القصة القصيرة؟ هل يتعلق الأمر بعدم قدرة المبدعين الشباب على التكثيف أم مجاراة لذائقة الجمهور؟

الجيل الحالي من الروائيين فتح عينيه على لحظة ثقافية شهدت رواجًا هائلًا للرواية على مستوى المبيعات والجوائز والاهتمام الصحفي والإعلامي والنقدي، وهو ما لم يكن قائمًا حتى مطلع الألفية، على العكس كانت كتابة القصة القصيرة هي الباب الأيسر للانتشار، بسبب سهولة نشر القصص القصيرة في الصفحات الأدبية بالصحف والمجلات ما كان يسهم في منح الاسم الانتشار قبل إتمام كتاب. بالتأكيد السياق العام يلعب دورًا ولا أستطيع استبعاده من المعادلة، دون أن أغفل أن الكتاب ليسوا نسيجًا واحدًا.. فهناك من تمثل الرواية ملعبه الأساسي وهناك العكس وهناك من يشهد إنتاجه توازنًا بين النوعين.

- ولماذا تنشط مبيعات روايات ذات قيمة أدبية محدودة جعلت لأسماء بعينها شهرة بينما تتوارى أسماء قدمت إبداعات عميقة؟

ظاهرة "البيست سيلر" موجودة في العالم كله، لكن الفارق أنه في "أوروبا والدول المتقدمة" يجيد الجميع (الناشر والناقد والبائع والقارئ) التفرقة بين كُتاب رائجين مثل دان براون وستيفن كنج من جهة وكتاب الأدب الرفيع مثل جابرييل جارسيا ماركيز وأمبرتو إكو مثلًا، حيث لا يوضع البيض كله في سلة واحدة اسمها "الرواية". لكن في بلادنا الأمر مختلف، والحابل يختلط بالنابل، ويمكن لروائئين يكتبون لمرحلة المراهقة (وهي ظاهرة يعرفها العالم كله) أن يصبحوا محل مقارنة مع نجيب محفوظ، مدعومين بألتراس هائل يجيد ليس فقط الترويج لهم، بل وترهيب من يتعرضون لهم بالتشكيك في الجدارة أو التساؤل فضلًا عن النقد.

- بصفتك حاصل على العديد من الجوائز الأدبية المرموقة، مصريًا وعربيًا وعالميًا.. هل تؤثر كفة الجوائز على تنشيط الإبداع لدى المبدعين؟ وهل رجحت كفة الجوائز العربية على المحلية في تفضيل المبدعين لها؟

الجوائز تلعب دورًا في تنشيط الصناعة وليس تنشيط الفعل الإبداعي، بالطبع يستفيد المبدع ماديًا ومعنويًا لكن ليس لذلك علاقة بإنتاج نصوص أفضل أو أكثر جودة، خاصة وأن الجوائز التي تنحاز للكتابة الطليعية تظل أقل من تلك التي تكرس للأدب التقليدي والمستقر. الجوائز العربية تمنح أموالًا أكثر من نظيرتها المحلية، وتضمن ترويجًا أكبر لاسم العمل واسم الكاتب، لذا أصبحت، بداهةً، هي الوجهة الأولى للكاتب للمصري.

- لماذا القطيعة بين الأدب المرئي ممثلًا في المسلسلات والأعمال السينمائية وبين إبداعات الروائيين وخاصة أن الرويات تذخر بأعمال عميقة وقيمة بينما تخلو معظم الأعمال الدرامية المقدمة على الشاشة من العمق الفني وتتميز بالسطحية الشديدة والتكرار واستنساخ الأفكار؟

هذا السؤال يُسأل فيه كتاب السيناريو وليس الأدباء، والحقيقة أن هناك أكثر من سبب لهذا الجفاء، منها أن السيناريست "قارئ الأدب" اختفى أو كاد لعقود، وظل سيناريست مثل "محسن زايد" لسنوات أشبه بالصارخ في البرية، ينتمي لفصيلة منقرضة وهو يكافح لمواصلة تقديم الأدب المحفوظي بما يليق به. أيضًا ساد الاستسهال لدى البعض في اقتباس أعمال أجنبية دون حتى الإشارة لأصحابها، ما يعني أنها سرقة.. وهناك نوع ثالث يتعامل مع المسألة بقدر من النرجسية، فلا يريد لكاتبٍ آخر أن يشاركه الأفيش أو يقاسمه النجاح.

لكن عزائي أن جيلي شهد عودة هذا النوع من السيناريست قارئ الأدب، مثل حاتم حافظ ومحمد أمين راضي ومحمد هشام عبية ومحمد سليمان عبد المالك ومريم نعوم.. وهو الجيل الذي حتى لو لم يلجأ لنصوص أدبية فإنه يقدم أعمالًا فيها مذاق الأدب وكثافته وأسئلته العميقة. وخلال الأعوام الماضية عاد الأدب للظهور على الشاشة بأعمال مثل "أفراح القبة"، "ذات"، "سجن النسا"، "واحة الغروب"، "في كل أسبوع يوم جمعة".. جميعها حققت نجاحًا كبيرًا واكتسبت شعبية هائلة لدى جمهور الدراما التليفزيونية.

والجيل الحالي من الروائيين في مصر ينتج أعمالًا أدبية صالحة للتحول لأفلام سينمائية ومسلسلات جيدة، ومقولة إن الأعمال القديمة هي فقط الصالحة مقولة خاطئة ويرددها جهلاء السيناريو ومستسهلوه، وبنظرة واحدة لأدب نجيب محفوظ ستكتشفين أنه ليس من السهل تحويله لوسائط أخرى مع كثافته اللغوية وأعماقه الفلسفية، لكنه وجد من يتعامل معه بل ويحوله إلى سينما شعبية كأفلام حسن الإمام.