رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حراس الكنز الأزرق.. «الدستور» تحاور مهندسي تطوير البحيرات

البحيرات
البحيرات

على مدار السنوات الماضية، شهدت المسطحات المائية في أنحاء الجمهورية تدهورًا واضحًا، لاسيما البحيرات والتي تعتبر مصدر رزق أساسي لفئة كبيرة من المجتمع المصري، لذا جاءت توجيهات الحكومة المصرية بضرورة تطوير وتنفيذ أعمال تطهير كافة البحيرات.

وأعلنت الحكومة، في تقريرها السنوي الأول المعروض على البرلمان، أن الحكومة وضعت خطة شاملة لحماية المسطحات المائية، ومنها حماية الشواطئ لإيقاف تقدم خط الشاطئ وحماية الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى المحافظة على استقرار السكان في المناطق الساحلية، وبلغت تكلفة خطة حماية السواحل الشاطئية والتكيف مع التغيرات المناخية 551 مليون جنيه.

تواصلت "الدستور" مع عدد من المهندسين والمشرفين على أعمال تطوير البحيرات المصرية، لرصد خطوات تطوير هذا الملف، وما آلت إليه أعمال تطهير البحيرات.

• أعمال تطوير البحيرات تتم وفقًا لمواصفات عالمية
في البداية يقول محمد ٍسامي، مهندس تنفيذ، أن أعمال تطوير مشروع البحيرات ومن بينها بحيرة عين الصيرة، يأتي ضمن اهتمامات الدولة بتنفيذ خطة الإصلاح الشاملة، للنهوض باقتصاديات البلد من خلال تحسن وضع السياحة والبيئة وغيرهم.

ووصف المهندس عمله في مشروعات تطوير البحيرات، قائلًا: "ينفذ المهندسون عدة مهام في موقع العمل وهي تنفيذ اللوحات الهندسية على أرض الواقع، وتوزيع العمل بين العمال والتنسيق معهم، فضلًا عن حل المشكلات التي تتطلب التدخل السريع لعدم إيقاف العمل".

ومن جانبه ذكر سعيد طارق، عامل، أنه بالتأكيد واجهتهم بعض العوائق خلال العمل على تطوير البحيرات، لكن كانت في بداية المشروع فقط، بطبيعة أن موقع العمل جديد، ويحتاج وقتًا كافيًا لدراسة تضاريسه والتعامل على أرضه، ولكنها عوائق لا تذكر.

أما يوسف مختار، مراقب جودة، يوضح أن مسئولًا عن الجودة النهائية لكافة المشروع، وتتعلق بمرحلة تصميم جودة المواد المستخدمة في تطوير الأراضي التي تحيط بالبحيرة، وصولًا إلى الاختبارات النهائية فيما قبل التشغيل.

وذكر أن اختبارات الجودة تشمل جميع أنواع المواد التي تستخدم في مشروع تطوير وتطهير البحيرات، مؤكدًا أن الجودة لها معايير خاصة، تُراعي بدقة أثناء العمل في أي مشروع، وعلى أساسها يتم تسليمه.

مشروع تطوير المسطحات المائية لاسيما البحيرات يأتي وفق عدة مراحل متتالية، وتشمل المرحلة الأولى تطوير قرابة 11 بحيرة، وعلى رأسها خمسة بحيرات شمالية "مريوط وإدكو والبرلس والمنزلة والبردويل"، من أجل الاستفادة من زيادة إنتاجيتها؛ لأنها تتميز بأعماق ضحلة وحركة مياه هادئة وخصوبة عالية، فتعتبر مربى وحضانة طبيعية لجميع أنواع الأسماك.

• قارون
من أجل تنمية بحيرة قارون ووادي الريان؛ لزيادة المخزون السمكي، واستغلال جزء من مساحة المنطقة في الاستزراع السمكي، تم تطوير البحيرة وتنفيذ حوض تهدئة أمام مصب مصرف البطس، وتنفيذ نموذج لفلتر ميكانيكى للحد من الملوثات ولتحسين البيئة المائية للبحيرة، فضلًا عن تأهيل وتشغيل محطة تحضين أبو شنب بمحافظة الفيوم لتحضين زريعة الأسماك بها.

• مريوط
ضمت خطة تطوير البحيرات بحيرة المريوط، من خلال إنشاء ممرات مائية جديدة بطول 430 م، للتغلب على أزمة انحسار المياه عن حوض الـ 2000، ومن المقرر تطوير مساحة 235 ألف متر مسطح بحوض الـ 6000 فدان، وحوض الـ 5000 فدان.


• المنزلة
جاءت فكرة إنشاء الحزام الآمن حول بحيرة المنزلة؛ لحماية المسطح المائي من التعديات والحد من التلوث، عن طريق إزالة التعديات بحيرة المنزلة والنموات النباتية في بورسعيد ودمياط، بالإضافة إلى تطهير بوغاز أشتوم الجميل الجديد، بهدف تطوير المسطحات المائية في محافظتي بورسعيد والدقهلية.

• البرلس
أيضًا تم إنشاء الحزام الآمن لبحيرة البرلس؛ لحماية الحدود المائية من التعديات والحد من التلوث البيئي في المنطقة، وعليه تم التخطيط لتنمية وتطوير منطقة البركة الغربية ببحيرة البرلس، وتطهير المسطح المائي من النباتات المائية وورد النيل.

• ناصر
الهدف من تطوير بحيرة ناصر هو المحافظة على المخزون السمكي وزيادة حجم إنتاج الأسماك في المنطقة، وإتاحة الفرصة لتفريخ الأسماك ومنع صيد الزريعة، من أجل زيادة المخزون السمكي بالبحيرة، لزيادة إنتاج البحيرة بمقدار 30%.

• جهاز حماية وتنمية البحيرات
قدمت الحكومة إلى البرلمان مشروع قانون جديد، بشأن حماية وتنمية البحيرات من التلوث، إذ تنشئ الحكومة هيئة اقتصادية وهي "جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية" لحماية الثروة السمكية، يتبع رئيس الوزراء ومقره القاهرة بفروع بكل المحافظات.

ويهدف الجهاز إلى حماية وتنمية البحيرات وحماية الشواطئ وتنمية الثروة السمكية والأحياء المائية، والتي بدورها تساهم في تنمية الأوجه السياحية، عن طريق وضع الخطوط العريضة لحماية البحيرات والقضاء على التلوث وتنقية البحيرات.

تطبيق البحوث والدراسات العلمية، من خلال وضع أسس استغلال البحيرات ومواردها، فضلًا عن تنفيذ مشروعات اقتصادية، بالإضافة إلى متابعة نتائج هذه المشروعات والبحوث بالتعاون مع الجهات البحثية لتعظيم الاستفادة من بحيرات وثروات مصر.

ينظم "جهاز حماية وتنمية البحيرات"، استغلال مناطق صيد الأسماك والمزارع السمكية ومناطق زراعة الأسماك، عن طريق تطهير منافذ البحيرات وصيانة مزارع الأسماك، وازالة التعديات والمخالفات عليها.

• خبير: البحيرات كنز استراتيجي في مصر
واتساقًا مع ذلك أكد رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، أن المسطحات المائية تعتبر ثروة قومية، ولاسيما البحيرات، مشيدًا بتوجيهات الحكومة المصرية في تنفيذ خطة لتطويرها، في إطار الاهتمام بالأعمال التنموية.

فيما أضاف "عبده"، أن البحيرات شهدت تدهورًا وإهمالًا في الفترات الماضية، على الرغم من أن البحيرات في مصر تمثل معدل كبير من الأمن الغذائي الذي يحتاجه المواطنين، إذ تعد مصدرًا أساسيًا في الإنتاج السمكي في مصر، كما أنها أحد مصادر الدخل لعدد كبير من المصريين.

وذكر رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، أهمية البرنامج الذي يستهدف تطوير المسطحات المائية وتطهير البحيرات، الذي سيساهم في توفير العملات الصعبية المستخدمة في استيراد الأسماك من الخارج، ومن جهة أخرى سيؤثر على قطاع السياحة بشكل إيجابي.

فيما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الوزارة تعمل جاهدة لتنفيذ توجيهات الحكومة بشأن تطوير وتنمية البحيرات، بهدف الحد من عوامل التلوث، فضلًا عن إعادة التوازن البيئي لعدد من البحيرات وبالتحديد بحيرة قارون، من خلال تركيب أنظمة الرصد الفوري.

وأشارت وزيرة البيئة، إلى أنه تضم خطة التطوير توفيق أوضاع المصانع والشركات بالمدينة الصناعية للحد من تلوث الصرف الصناعي، الذي بدوره يؤثر على البيئة المتمثلة في البحيرات، كما تقوم الوزارة بدراسة الأثر البيئي لنواتج تطهير وتكريك البحيرات.