رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السفير الصيني يتحدث لـ«الدستور»: فيديوهات اضطهاد الإيجور «مزيفة»

جريدة الدستور

نفى لياو ليتشيانغ، سفير الصين فى القاهرة، ما تداولته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى حول تعرض أقلية الإيجور المسلمة فى منطقة شينجيانج الصينية لسياسات قمعية وتمييزية، متهمًا الولايات المتحدة ودولًا غربية بالوقوف خلف هذه الحملة، فى إطار السعى لتخريب علاقات بكين بالعالمين العربى والإسلامى.
وقال السفير الصينى، فى حواره مع «الدستور»، إن العلاقات مع مصر شهدت دفعة كبيرة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إطار تنفيذ مبادرة «الحزام والطريق»، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الزيارات واتفاقيات التعاون بين البلدين فى مجالات مختلفة، بعدما وصل حجم الاستثمارات الصينية فى مصر إلى ٧ مليارات دولار.

■ بداية.. ما حقيقة تعرض أقلية الإيجور فى الصين لانتهاكات جسيمة؟
- فى الأيام الماضية، أخبرنى بعض الأصدقاء المصريين بغضبهم الشديد من المنشورات التى انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى حول هذا الموضوع، وأكدت لهم أن هذه المنشورات المتداولة «مزيفة»، ولا أساس لها من الصحة على الإطلاق.
وأوضحت أن الإجراءات التى اتخذتها الصين فى السنوات الأخيرة بخصوص منطقة شينجيانج تهدف بالأساس إلى مكافحة الإرهاب والتطرف بشكل جذرى، خاصة أن المنطقة تعد ساحة المعركة الرئيسية فى حرب الصين ضد الإرهاب والتطرف.
والإحصاءات تشير إلى أن الفترة من ١٩٩٠ إلى ٢٠١٦ شهدت قيام قوى انفصالية ومتشددة وإرهابية بتخطيط وتنفيذ الآلاف من أعمال العنف فى منطقة شينجيانج، ما تسبب فى سقوط عدد كبير من المدنيين الأبرياء، والمئات من رجال الشرطة، واتخاذ مجموعة من الإجراءات لمواجهة هذه الأوضاع الخطيرة.
■ ما طبيعة هذه الإجراءات؟
- أنشأت الصين فى منطقة شينجيانج، ووفقًا للقانون، مراكز للتعليم والتدريب على المهارات المهنية، تقوم على تدريس اللغة الصينية الرسمية التى تمكّن المتدربين من اكتساب المعرفة العلمية والثقافية والقدرة على التواصل السلس مع مختلف القوميات الصينية، إلى جانب تدريس المعرفة القانونية، التى تعزّز فهم المتدربين حقوق وواجبات المواطنين التى ينص عليها الدستور والقانون.
كما قامت المراكز بتدريس المهارات المهنية، التى تساعد المتدربين على إيجاد فرص العمل بعد تخرجهم فيها، مع تدريس مواد لمواجهة التطرف، تمكّن المتدربين من الفهم الدقيق والصحيح لسياسة حرية الاعتقاد الدينى التى تطبقها الحكومة الصينية، وكذلك الوسطية الدينية المعتدلة، وإدراك الطبيعة الخبيثة والخطيرة للإرهاب والتطرف.
وجميع المواد المدرّسة فى هذه المراكز لا تتدخل مطلقًا فى حرية الاعتقاد الدينى للمتدربين، ولم يسبق للمراكز القيام بأى نشاط لتغيير هذه المعتقدات.
■ هل نجحت هذه الإجراءات فى مواجهة نزعة التشدد داخل المنطقة؟
- بعد اتخاذ الصين الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب والتطرف، لم تشهد شينجيانج أى حادثة إرهابية لمدة ٣ سنوات متتالية، ما يعنى أن مراكز التعليم والتدريب للمهارات المهنية حققت نتائج جيدة جدًا، ونجحت إلى الحد الأقصى فى إزالة التربة الخصبة التى تولّد الإرهاب والتطرف، كما نجحت فى حماية المواطنين من التعرض لمخاطره.
ووفقًا لذلك، تطور قطاع السياحة فى شينجيانج بشكل ملحوظ فى عام ٢٠١٨، واستقبل أكثر من ١٥٠ مليون سائح محلى وأجنبى، بزيادة ٤٠٪ على أساس سنوى، وفى الأشهر الـ١٠ الأولى من العام الجارى استقبلت شينجيانج أكثر من ٢٠٠ مليون سائح، ولم يكن ذلك ممكنًا لولا حالة الأمان والاستقرار فى المنطقة.
■ تقارير إعلامية غربية ذكرت أن مراكز التدريب حاولت التأثير على أكثر من مليون شخص وعرضتهم لسياسات مخالفة لحقوق الإنسان.. كيف ترون ذلك؟
- بعض وسائل الإعلام الغربية ادعت فى تقاريرها أن عدد المتدربين فى مراكز التعليم والتدريب للمهارات المهنية فى شينجيانج ما بين مليون ومليونى شخص، وهذه التقارير ملفّقة تمامًا ولا أساس لها من الصحة، خاصة أن عدد المتدربين فى المراكز يتغير دائمًا، لأن هناك متدربين يتخرّجون فيها وآخرين يلتحقون بها، وليس لذلك أى علاقة بالدين أو العرق.
وإلى جانب ذلك، فإن احترام حقوق الإنسان وحمايتها مبدأ أساسى ينص عليه الدستور الصينى، وليس فى إنشاء مراكز التدريب أى إجراء لتقييد أو منع الحرية الشخصية، بل هو إجراء يساعد المتدربين على التخلص من فكر الإرهاب والتطرف، وسبق أن أشادت به منظمات دولية وإسلامية.
ونحن جميعًا على علم بأن بعض وسائل الإعلام تحاول دائمًا تشويه تدابير مكافحة الإرهاب والتطرف، سواء كان ذلك فى الصين أو فى مصر أو غيرهما من الدول النامية، بغض النظر عن الحقائق، وأنا على ثقة من أن الشعب المصرى الحكيم قادر على تمييز هذه الأكاذيب، خاصة أن بعض الدول الغربية تحاول تخريب علاقات الصين بالعالمين العربى والإسلامى، وهو ما نرفضه، ونأمل ألا يضلل الشعب المصرى بمثل هذه الشائعات والأكاذيب.
وكل ما يحدث هو أن الولايات المتحدة تقوم بتزييف الحقائق بشأن المنطقة، وحدث ذلك عندما نشرت الخارجية الأمريكية شريط فيديو ملفقًا عن الإقليم، إلى جانب تقديم مشروع إلى الكونجرس بشأن الإيجور، والأمر لا يتعدى ما تفعله واشنطن عادة للتدخل فى شئون الدول الأخرى عن طريق اللعب على مصطلح حقوق الإنسان، والأمر يشبه ما فعلته فى العراق والثورات الملونة والربيع العربى الذى دمر سوريا وليبيا وغيرهما، ولم ينجو منه سوى مصر التى كانت على قدر من الوعى بهذه الممارسات.
■ ذكرتم أن منظمات دولية وإسلامية أشادت بالإجراءات التى اتخذتها الصين فى شينجيانج.. فمتى كان ذلك؟
- منذ نهاية ديسمبر ٢٠١٨، زار أكثر من ١٠٠٠ مسئول من حكومات مختلفة ومن منظمات دولية وإقليمية ومؤسسات اجتماعية وإعلامية ودينية وبحثية منطقة شينجيانج، وأشادوا بالخبرة الصينية المتمثلة فى إنشاء مراكز التعليم والتدريب للمهارات المهنية التى أنقذت الأشخاص من التأثر بالأفكار الإرهابية المتطرفة.
وفى مارس ٢٠١٩، تبنى مجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامى قرارًا أشاد بجهود الصين فى توفير الرعاية للمواطنين المسلمين، وفى يوليو الماضى، وجّه مندوبون لأكثر من ٥٠ دولة لدى الأمم المتحدة، ومن بينهم مندوب مصر فى جنيف، رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وثمّنوا فيها احترام الصين وحمايتها حقوق الإنسان خلال جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وخلال جلسة اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة أثنت أكثر من ٦٠ دولة فى كلماتها على الإنجازات الكبيرة التى تم تحقيقها على صعيد حقوق الإنسان فى شينجيانج، ولذا يمكن الجزم بأنه لولا هذه المراكز، التى تحظى بتأييد أهالى المنطقة من مختلف القوميات والديانات، لما كانت شينجيانج ستحظى بالاستقرار والرخاء الذى نشهده اليوم.
■ إذا انتقلنا لملف العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.. كيف ترون الحرب التجارية الجارية حاليًا بين البلدين؟
- فى قضية الحرب التجارية التى يشنها ترامب على الصين الكل خاسر، لا أعنى بذلك بكين ولا واشنطن فقط، بل كل دول العالم، لأنه إذا لم توجد استراتيجية تجارة متعددة الأطراف، فلن تستطيع الدول النهوض باقتصاداتها، وهو ما سيشكل خسارة كبيرة على النمو الاقتصادى العالمى.
وإذا ضربنا المثل بمصر، التى تقع فى ملتقى ٣ قارات، وتمر بها قناة السويس التى تعزز الترابط بين دول العالم من خلال البضائع التى تمر عبرها، فإن إيرادات القناة تمثل نحو ١٥٪ من العملات الأجنبية للبلاد، لذا فإن مصر كدولة تحتاج إلى نظام التجارة متعددة الأطراف، وهو ما يتوافق مع رؤية الصين لتبادل المنفعة والمصالح المشتركة، لكن ذلك لا يتفق مع رؤية الولايات المتحدة، التى تدعو إلى الحمائية والفردية، وهو أمر ضد كل الاتفاقيات فى منظمة التجارة العالمية.
ومن جهتى أؤكد أن الجانب الصينى لا يحب الصراع ويدعو، دائمًا، إلى السلمية والاستقرار، وإذا كانت الصين مع الولايات المتحدة أكبر قوتين فى العالم، فإن هذا يوجب عليهما الحفاظ على استقراره وعدم العبث بمقدراته.
ومن هذا المنطلق فإن الصين تدعو دائمًا إلى الحوار، وإن كانت لا تخشى المواجهة إذا تطلب الأمر، لكن واشنطن، على الجانب الآخر، تمارس ضغوطًا كبيرة لفرض هيمنتها على بكين وإخضاعها.
■ ما موقف الصين حيال قضايا منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية وملف الحرب على الإرهاب؟
- الشرق الأوسط منطقة ساخنة، بها الكثير من التوترات، وسياستنا تقوم على دعم مكافحة الإرهاب، لذا تدعم بكين الدور المصرى فى هذا الإطار بما يؤدى لاستقرار مصر والمنطقة ككل.
والصين عيّنت، مؤخرًا، مبعوثًا جديدًا للشرق الأوسط، أكد أننا على استعداد للعب دور فى إيجاد حلول لقضايا الشرق الأوسط، خاصة الإرهاب الذى يؤثر على الاقتصاد ونمو الشعوب ويدمر الأمم ويضعف فرص الشباب لإيجاد الوظائف والعيش فى ظروف مناسبة.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فالصين لها موقف واضح وثابت من القضية، يقوم على دعم سلام شامل وعادل وفقًا لحل الدولتين، ودعم استعادة حقوق الشعب الفلسطينى الشرعية كاملة، وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
كما ندعو، أيضًا، للالتزام التام بالقرارات الدولية وجميع المبادئ التى تدعم حقوق الشعب الفلسطينى، وندعم كل الجهود لتهدئة الأوضاع بين الجانبين، وإذا كانت الولايات المتحدة تريد فرض صفقة القرن على الفلسطينيين، فإن الصين تعتقد أن هناك أشياء لا يمكن فيها عقد صفقات، وترى أن أى صفقة لا بد أن تراعى مصالح الطرفين.
■ إذا انتقلنا لملف العلاقات مع مصر.. كيف ترى العلاقة بين بكين والقاهرة؟
- العلاقات الصينية المصرية بدأت منذ أكثر من ٢٠٠٠ عام، وفى سنة ١٢٠ قبل الميلاد، أوفدت الملكية الصينية مبعوثًا إلى الإسكندرية من طريق الحرير القديم، لتبادل التجارة بين البلدين، خاصة فى الصناعات الكبرى التى أشتهرت بها الصين آنذاك، وهى: الخزف والحرير والورق والطباعة ونقلتها إلى مصر.
وعندما تأسست الجمهورية الصينية الشعبية فى عام ١٩٤٩، كانت مصر أول دولة عربية تعترف بالصين، وخلال مؤتمر «باندونج» عام ١٩٥٥، الذى وضع الأساس لإنشاء حركة عدم الانحياز، كان أول لقاء بين الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر ورئيس الوزراء الصينى شو إن لاى، الذى أعرب عن دعمه مصر والحركات الثورية فى جميع أنحاء آسيا وإفريقيا.
وأصبحت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وبعد رفض الولايات المتحدة بيع الأسلحة لـ«ـناصر» التفت بسرعة إلى الصين، التى دعمت موقف القاهرة خلال الأزمة فى عام ١٩٥٦، ونددت بالعدوان الثلاثى الغاشم، ووقف حوالى نصف مليون صينى فى بكين فى حشد كبير لتأييد «ناصر» ودعم الشعب المصرى، ما جعل الرئيس المصرى يبعث برسالة شكر إلى الصين التى دعمت مصر فى قضاياها العادلة.
وهذه هى العلاقة بين مصر والصين، حيث يقف كل منهما إلى جانب الآخر خلال الأزمات والمحن، فالصين، أيضًا، لن تنسى دور مصر فى استعادتها مقعدها فى الأمم المتحدة فى سبعينيات القرن الماضى.
■.. وماذا عن وقتنا الراهن؟
- شهد عهد الرئيس السيسى علاقات أكبر بين الصين ومصر، فالعلاقة بين الرئيس الصينى شى جين بينج، والرئيس السيسى جيدة جدًا، وتعد نموذجًا يحتذى به، خاصة أنهما عقدا نحو ٩ لقاءات فى الأعوام الماضية.
زيارات الرئيس المصرى إلى الصين، التى كانت سببًا فى توطيد العلاقات، بدأت فى عام ٢٠١٤، العام الذى تولى فيه الرئيس السيسى السلطة، وبعد ذلك، زار الرئيس المصرى الصين ٥ مرات أخرى، فيما زار الرئيس الصينى، شى جين بينج، مصر فى ٢٠١٦.
وفى عام ٢٠١٩، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين بشكل كبير، والتقى الرئيس شى جين بينج والرئيس السيسى مرتين خلال هذا العام، وزار الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، الصين فى يونيو الماضى، فيما زار وانج يانج، رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى، مصر، فى نوفمبر الماضى.
وأعتقد أن النقطة الفاصلة فى العلاقات بين البلدين تمثلت فى ترسيخ الاستراتيجية الشاملة للشراكة لمدة ٥ سنوات، وأيضًا فى تنفيذ مبادرة «الحزام والطريق»، التى كانت مصر أول دولة تنضم إليها وتدعمها، والفترة المقبلة ستشهد زيارات على مستوى رفيع، لتوقيع المزيد من الاتفاقيات، ودعم رؤية مصر ٢٠٣٠، ومشروع تنمية محور قناة السويس.
ومن الناحية التجارية والاقتصادية، دخل التعاون بين البلدين فى مسار سريع، ووصل حجم الاستثمارات الصينية فى مصر إلى نحو ٧ مليارات دولار، وتوجد فى مصر أكثر من ١٥٠٠ شركة صينية، توفر أكثر من ٣٠ ألف فرص عمل للمصريين، كما يبلغ إجمالى القيمة الإنتاجية لمنطقة «تيدا- السويس» للتعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين نحو مليار دولار.
من ناحية أخرى، أحرز التعاون بين البلدين فى مجالات التعليم والتكنولوجيا والثقافة تقدمًا كبيرًا أيضًا، حيث تقدم معاهد «كونفوشيوس» فى مصر مواد باللغة الصينية عن الثقافة الصينية لأكثر من ١٠ آلاف مصرى سنويًا.
وسيجرى قريبًا افتتاح ورشة «لوبان»، التى توفر التدريب الفنى والمهنى للشباب المصريين، بالإضافة إلى عمل فرع شركة «هواوى» على تنفيذ برنامج تأهيل ١٠ آلاف شاب مصرى فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال السنوات الثلاث المقبلة.
والآن يتقدم التعاون بين البلدين فى مشروع «مصر سات- ٢»، ومشروع إنشاء مركز التركيب والتجميع والاختبار للأقمار الصناعية «AIT Center» بخطوات ثابتة، ويسير المشروع الأثرى المشترك بينهما فى معبد «مونتو» بالأقصر بشكل سلس أيضًا.
■ تولت مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى فى ٢٠١٩.. فهل أثّر ذلك على العلاقات الصينية الإفريقية؟
- الصين ترى أن مصر دولة عربية إفريقية إسلامية وشرق أوسطية كبيرة جدًا، ومحطة مهمة جدًا للصين والعالم، لذا أثمرت العلاقات واللقاءات المتعددة عن توقيع الكثير من الاتفاقيات فى مجالات الزراعة والصناعة والتعليم والفضاء والتنمية المحلية وغيرها، بهدف توفير فرص العمل للمصريين من خلال الشركات الصينية العاملة بمصر.
كما أن مصر تقع فى ملتقى القارات الثلاث، آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتتمتع فى ذلك بميزة جغرافية فريدة، والصين تقدر دور مصر المهم فى الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وتحرص على تعزيز التعاون معها فى كل المجالات، فى إطار الربط بين مبادرة «الحزام والطريق» ورؤية مصر ٢٠٣٠، بما يعود بالفوائد المشتركة على الشعبين الصديقين.
ووفقًا لذلك، تُبقى الصين ومصر دائمًا على التنسيق والتعاون فى القضايا الدولية والإقليمية، وكلا البلدين يدعم جهود الآخر للحفاظ على السيادة الوطنية وسلامة الأراضى، خاصة أن علاقات الصين مع كل دول العالم تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة، وهذا ما تدعو إليه فكرة «مجتمع المصير المشترك للبشرية»، التى طرحها الرئيس الصينى شى جين بينج.
وفى هذا الإطار، تدعم الصين جهود الدول الإفريقية والعربية لاستكشاف الطريق التنموى الذى يتناسب مع ظروفها الوطنية، دون أن تتدخل فى شئونها الداخلية، أو تفرض الإرادة عليها، أو تربط المساعدات بشروط أو سعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال التمويل، وهذا هو الفارق الجوهرى بين الصين وبعض الدول الغربية فى التعامل مع الدول الإفريقية والعربية.
■ ما الرياضة المفضلة لديك؟.. ومَنْ أفضل لاعبى كرة القدم فى رأيك؟
- أحب كرة القدم، وكنت أمارسها فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، وأفضل النجم المصرى محمد صلاح، وأعتبره من أفضل لاعبى العالم حاليًا.