رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطلات إفريقيا للهوكي: الشرقية منبع المواهب

جريدة الدستور

18 لاعبة، إحدى عشرة منهن على أرض الملعب، وسبعة تجلسن على دكة الاحتياط، مثلهن مثل لاعبي كرة القدم، متزوجات وفتيات، استطعن أن يحصلن على لقب بطولة إفريقيا في رياضة الهوكي التي أقيمت في ديسمبر الحالي، بمشاركة 8 فرق من دول مختلفة، وحصد فريق هوكي الشرقية سيدات لقب البطولة في مباراته الأخيرة.
أميرة تدربت بعد ولادة ابنتها بـ40 يومًا

"أميرة" زوجة وأم لطفلة في شهور عمرها الأولى، ورغم حداثة عمر طفلتها، فإنها تمكنت من التدرب بشكل قوي، من أجل المشاركة في بطولة إفريقيا، تمكنت من حصد البطولة مع زميلاتها في الفريق.

تحكي قائلة: "عقب ولادتي لطفلتي بأربعين يومًا عدت للتدرب من جديد، بتشجيع من زوجي وهو أيضًا لاعب كرة قدم، وبمساعدة والدتي التي كانت تذهب معي إلى النادي لتحمل طفلتي خلال فترة التدريب"،
وسافرت إلى الإسماعيلية للمشاركة في البطولة بطفلتها "تيا"، التي كانت "وش السعد" عليها وعلى فريقها.

تعلمت "أميرة" لعبة الهوكي منذ صغرها عندما كانت ترى أخاها يمارسها، لذلك قررت أن تهب حياتها كاملةً للهوكي، وكانت بدايتها في مركز شباب السادات، وهي في الخامسة عشر من عمرها.

في البداية رفضت أسرتها ممارستها هذه الرياضة، خاصة أنها أخذت وقتها كله، إلا أن "أميرة" حاربت لتستمر في ممارسة رياضتها المفضلة، وحققت حلمها، وكذلك تخرجت فى كلية تربية رياضية دفعة 2015.

وتابعت أميرة: "كان الخوف هو المسيطر على فريقنا خلال هذه البطولة، خاصة أننا لم نحصد أي بطولات من قبل، ومستوى التدريب للفرق المشاركة أعلى من فريقنا، وجاء توفيق ربنا لحصد هذه البطولة".
"إيمان" طالبة الطب صاحبة لقب أفضل حارس مرمى في إفريقيا

تؤمن إيمان علي، الفتاة العشرينية، بأن من أحب شيئًا سيسعى إليه حتى ينجح، فرغم دراستها بكلية الطب التي تعشقها منذ الصغر، لم تكن عائقًا أمام عشقها لرياضة الهوكي، لتحصد أفضل حارس مرمى على مستوى إفريقيا.

بدأت "إيمان" ممارسة رياضة الهوكي منذ أن كانت في صفها الخامس الابتدائى، في مركز شباب الصيادين، ومع تشجيع والدها لها بعد أن وجد تميزها فى اللعبة وحرصها الدائم على التدريب للتقدم إلى الأمام، قدم طلبًا لنقلها إلى فريق الهوكي بنادي الشرقية.

حارس مرمى فريق فتيات هوكي الشرقية، هي المسئولية الموكلة إلى "إيمان" في فريقها، والتي وصلت إليها بعد كثير من التدرب والتمرن.

تسير حياتها الرياضية جنبًا إلى جنب مع الدراسة، وتقول: "لم أجد أي تعنت من أسرتي في ممارسة الرياضة، خاصة مع تفوقي الدراسي".

شاركت في عدد من البطولات المحلية منذ أن انتقلت إلى فريق هوكي الشرقية، سافرت لعدد من الدول: "شاركت ببطولة في أوغندا وأنا طالبة في الثانوية العامة، ولم تك عائقًا أبدًا لمنع دراستي أو التأثير عليها"، وحصدت المركز الأول في بطولات الدوري وبطولات كأس مصر، منذ أن انتقلت للفريق وهي في صفها الأول الاعدادي.

تحددت بطولة أفريقيا لهوكي الفتيات في الفترة من واحد ديسمبر وحتى 8 ديسمبر، وكانت "إيمان" قبلها تخوض في معركة امتحانات الفرقة الخامسة من كليتها، الا أنها تمكنت من الانتهاء قبل البطولة بإحدى عشر يوم، من المعسكر المُقام للتدريب، "المدرب قالي خلصي امتحانات وملكيش دعوة هلحق أدربك".

في عام 2017، حصل "إيمان"على لقب أحسن حارس في أفريقيا ببطولة كينيا للهوكي، وتحكي:"الهوكي كل حاجة بالنسبة لي، نظم لي وقتي، وعرفني على ناس، وساعد في تكوين شخصيتي، والسفر إلى أماكن لم أذهب إليها من قبل".

السبت والاثنين والاربعاء من كل أسبوع، هو موعد التدريب في نادي الشرقية للفتيات، وهو ما توفقه "إيمان" مع وقتها ودراستها، الثامنة صباحًا تذهب إلى كليتها وتنتهي منها في الثانية، ثم تدرس عدد من الدورات حتى الخامسة عصرًا، لتذهب إلى منزلها تغير من ثياب كليتها إلى الثياب الرياضية، ويبدأ تمرينها من الثامنة مساءً وحتى العاشرة.
وقال أحمد عبدالكافي، المدير الفنى للفريق، إن هذه هي البطولة الإفريقية الأولى التي يحصد فيها فريق الفتيات اللقب، رغم ضعف الدعم المادي المقدم لهن، فقد شاركن في البطولة التي أقيمت في كينيا عام ٢٠١٧ إلا أنهن لم يحققن مركزًا.

منذ عام ٢٠١٥، ومع تولي جهاز فني جديد إدارة فريق الفتيات، أصبح أمامهن هدف وهو المشاركة في البطولات الإفريقية ونيلها، خاصة مع تخصيص مدرب لكل فئة، مدرب لحراس المرمى، ومتخصص أحمال ومعدلات اللياقة البدنية.

وشارك الفريق في بطولتين عامى ٢٠١٥ و٢٠١٦، حقق المركز الرابع في العام الأول والمركز السادس في العام الثاني، ولم يحقق مراكز في عام ٢٠١٧، إلا أن حارس المرمى حصدت لقب أفضل حارس في إفريقيا.

ويختتم عبدالكافي: "حاولنا الاستراحة من المشاركة في أي بطولات أخرى لتأهيل الفريق بشكل كافٍ حتى تمكنا من المشاركة هذا العام، وساعدتنا إقامة البطولة بمصر فى الفوز بها، كما ساعد الفتيات على التدرب بشكل جيد في أجواء مُريحة وغير موترة".