رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يكشفون السيناريوهات المتوقعة لمظاهرات العراق

مظاهرات العراق
مظاهرات العراق

يواصل الشعب العراقي موجة الاحتجاجات التي بدأت في أول الشهر الجاري، ضد حكومة عادل عبد المهدي، بعد أن توقفت أكثر من أسبوع، لإتاحة المجال للزائرين الشيعة من أجل إحياء ذكرى "أربعينية الإمام الحسين" في مدينة كربلاء.

وشهدت التظاهرات الاحتجاجية التي تجددت في بغداد والمحافظات الأخرى مواجهات دامية منذ يومها الأول، إذا سقط خلالها قتلى وجرحى أغلبهم في المحافظات الجنوبية قضوا نتيجة استخدام القوات الأمنية الرصاص الحي.

وتم فرض حظر التجوال في 6 محافظات عراقية جنوبية، "حفاظا على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة".

ونقلت وكالة "أ ف ب" الفرنسية عن مصدر أمني في محافظة ذي قار جنوبي العراق، أن "عددًا من الأشخاص قاموا بحرق منزل رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة".

وأعربت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد، جينين هينيس، عن أسفها العميق وإدانتها للمزيد من الخسائر في الأرواح والإصابات، مؤكدة أنها لن تسامح الكيانات التي تهدد استقرار العراق.

وبدأت استراتيجية ضغط تزداد ضد حكومة عادل عبد المهدي، مع إعلان أربعة نواب استقالتهم من البرلمان تضامنا مع المحتجين الذين يطالبون بـ"إسقاط النظام" في العراق.

ودعت رئاسة مجلس النواب العراقي أعضاء البرلمان إلى عقد جلسة نيابية، الاثنين، لبحث مطالب المتظاهرين.

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الأميركية جميع الأطراف في العراق إلى "رفض دوامة العنف"، وقالت إنها "تراقب عن كثب الوضع في العراق".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مورجان أورتيغوس، في بيان: "تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء الإغلاق القسري لوسائل الإعلام والضغط لفرض الرقابة على التقارير المُعَدة عن الاحتجاجات، إذ إن حرية الصحافة جزء لا يتجزأ من عملية الإصلاح الديمقراطي".

عبدالكريم وازن: ثورة شعبية تجتاح العراق
وفي السياق، اعتبر الدكتور عبدالكريم وازن، المحلل السياسي العراقي، إن الأحداث هناك تطورت من كونها تظاهرات احتجاجية إلى ثورة شعبية حقيقية، يقوم بها شباب مستقلون ليس لديهم أي توجهات سياسية، مؤكدًا أن الباب العراقي أثبت أنه لا يبحث عن توفير فرص عمل وحياة حرة كريمة فحسب، بينما يبحثون عن وطنهم الضائع.

وأكد وازن في تصريحات لـ"الدستور"، أن الشباب العراقي يبحث عن السيادة والوحدة والاستقلال لوطنه، مردفًا:" بينما في الوقت نفسه تم التعامل معهم بوحشية واستخدمت ضده القوة بإفراط مطلق".

فيما أشار إلى وجود عناصر وميليشيات موالية لإيران إتقوم بقنص وقتل المتظاهرين، حتى باتت القضية المحركة للتظاهرات كبيرة ولا يمكن التراجع عنها، مشددًا من جانبه ان "ثورة الشعب العراقي ماضية ومستمرة في جميع محافظات العراق، إذ تم حرق المقار للمليشيات والأحزاب التي تسببت في إزاقة الشعب العراقي الويل والفجور".

وكشف الكاتب العراقي عن قيام المليشيات الإيرانية بارتكاب عمليات قتل وخطف ومساومات لقمع التظاهرات العراقية.

وعن السيناريوهات المتوقعة للأحداث في العراق، قال وازن:" ستتوسع الثورة العراقية، وتخضع الأحداث إلى مظلة مجلس الأمن الدولي، الذي ربما يحث النظام على ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني"، لافتًا إلى عدم قدرة وقوف الثوار وحدهم امام التدخلات الإيرانية، لذا لابد من تدخل المجتمع الدولي لمساعدتهم، ولاسيما بعد سقوط أكثر من 45 شهيد عراقي للتظاهرات في أقل من 48 ساعة.

مصطفى سالم: ميليشيات إيران تنحاز إلى القتل والقنص
فيما علق الباحث العراقي مصطفى سالم على سقوط ضحايا وشهداء للثورة العراقية خلال الأيام الماضية، قائلًا: "هذا هو أسلوب مليشيات إيران التي تنحاز إلى القتل والفساد والقنص"، لافتًا أن المليشيات الإيرانية المواليين لها ينشدون بقاء الفساد وحالة اللادولة للعراق حتى تسمح الظروف بسيادتهم وفرض سيطرتهم على الأراضي العراقية".

وأكد سالم في تصريحات لـ"الدستور"، أن السبب في نقاهة ونزاهة الثورة الشعبية في بغداد، إنها لا تخضع للطائفية ولا الحزبية، قائلًا:" بينما خرج الشباب العراقي الذي تتراوح أعماره من الـ20 إلى 25 للمطالبة بالحياة الكريمة وتوفير فرص عمل ومعيشة حرة لا تخضع للتبعية لدول أخرى".

وأوضح الباحث العراقي، أن الخسائر المالية التي فقدها الشعب العراقي نتيجة سرقة الحكومة الموالية لإيران للدولة، وتسببت في فقدان حوالي 480 مليار دولار من الخزينة العراقية، فضلا عن ارتفاع معدلات البطالة إلى 36% كانت هي المحرك الوحيد لخروج الملايين إلى الشوارع العراقية للتنديد بالفساد المتفشي بالعراق.