رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة بريطانية: مصر أمل أوروبا الأخير فى الغاز

جريدة الدستور

أكدت صحيفة "أويل برايس" البريطانية، أن المناورة التركية في سوريا كشفت عن أهدافها الحقيقية وهي حقول النفط والغاز الموجودة بالقرب من الحدود العراقية.

وتابعت أن بعد انسحاب الأكراد من المناطق الحدودية، فلم يعد هناك أي مخططات لإقامة دولة كردية، خصوصًا بعد أن سمحت روسيا لتركيا باحتلال المنطقة العازلة في الشمال، وهنا تنتهي المناورة التركية، بنتيجتين الأولى انسحاب الأكراد من الحدود التركية والثاني خلق مساحة كبيرة لنقل اللاجئين السوريين من تركيا للمنطقة العازلة.

وأضافت أن السؤال الذي تغافل عنه الكثيرون، ما هو مصير نفط سوريا؟، ولكن التشكيلات العسكرية التي أعلنت عنها روسيا مؤخرًا، تعني أن النفط سيذهب إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مع مراعاة أن روسيا سيكون لها الحقوق الحصرية في التعامل مع هذه الحقوق، وعلى رأسها أكبر حقل نفط في سوريا "العمر"، والذي كان أسميًا تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية والأكراد حتى الأسبوع الماضي، حتى أكد البنتاجون أنه من المحتمل أن تبقى قوة صغيرة مكونة من 200 جندي لحماية حقول النفط، ولكن بعد الاتفاق التركي الروسي أصبح الأمر غير ممكن.

وأشارت إلى أنه بافتراض أن اللاعبين الباقين في سوريا يمكنهم أن يقاوموا ظهور داعش مرة أخرى، فإن النفط والغاز سيكونان الأسد - وأوروبا تريده، هذه هي النقطة التي نرى فيها أن التحالفات الجيوسياسية والعسكرية مثل حلف الناتو قد فقدت أهميتها بالنسبة للموارد الطبيعية.

وأوضحت أن ما سيخرج من أنقاض هذه الحرب هو سوريا جديدة، وبعد ضخ بضعة مليارات الدولارات في إعادة بنائها مرة أخرى ستظهر كمورد للنفط والغاز للاتحاد الأوروبي، تسيطر عليه روسيا.

وفي السياق نفسه، أكدت الصحيفة أن مصر تعد أمل جديد لأوروبا للابتعاد عن الغاز الروسي، حيث حولت اكتشافات النفط والغاز الضخمة في مصر وبنيتها التحتية القوية من مستورد لمصدر، ومن المقرر التخلص من ديون شركات الطاقة الأجنبية في وقت ما خلال العام المقبل، وبالتالي تعزز مصر من قوتها العالمية كمركز رئيسي للطاقة، وتصدر الغاز لأوروبا وتخفف من اعتمادها على الغاز الروسي.

وأضافت أن العديد من دول شرق البحر الأبيض المتوسط، لديها اكتشافات قوية للغاز، إلا أنها لا يمكنها تصديره لأوروبا إلا عن طريق مصر، لافتة إلى أن المستثمرون الأجانب ينجذبون لمصر بشكل خاص بفضل الإصلاحات الاقتصادية الكبرى وتراجع أسعار النفط والغاز العالميين، وخلال خمس سنوات سيكون مقدار الاستثمار في قطاع النفط 30 مليار دولار على أقل تقدير.