رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المعجزة الأقصرية".."حمام" كفيف يعمل بصيانة الأجهزة الكهربائية

جريدة الدستور

"حظ الإنسان في الدنيا 24 قيراط وأنا أخذتهم كلهم" بعيون غاب عنها النور، وبقلب مفعم بالإيمان، بدأ "حمام أحمد عبد اللطيف" حديثه لـ"الدستور". "حمام" الذي فقد بصره منذ سنوات طويلة، لم يتخل عن إيمانه ونور بصريته، ليكون بطلًا في رواية تحكي عن التحدي والإصرار، بعدما اختار لنفسه أن يعمل في صيانة الأجهزة الكهربائية على الرغم من كونه كفيف.

يقول "حمام أحمد" أو كما ينادونه عم حمام، ابن عزبة لوانس حوض الجناين بقرية البغدادي التابعة لمركز ومدينة البياضية جنوب الأقصر، والبالغ من العمر 48 عامًا، إنه فقد بصره بعدما بلغ عمر الـ15 عامًا، بعدما أصيب بارتفاع حاد في درجات الحرارة، وبسبب قلة الإمكانيات الطبية وقتها، وضيق اليد، لم يسع إلى البحث عن العلاج.

وأضاف لـ" الدستور" قبل فقداني لبصري، حرص عمي على تعليمي صيانة الأجهزة الكهربائية القديمة، حيث إنها كانت الأكثر انتشارًا بين سكان قريته الفقيرة، وبعدما أجاد تلك الحرفة، فقد بصره، إلا أنه لم يفقد عزيمته وإيمانه، واستمر في صيانة الأجهزة الكهربائية.

وتابع حديثه لـ" الدستور" إن أهالي قريته كانوا في بادئ الأمر، حذرين في التعامل معه بشأن صيانة الأجهزة إلا أنه استطاع أن يثبت مهارته في صيانتها، حتى ذاع صيته بين أهالي قريته.

وأشار إلى أنه يعاني الوحدة، بعدما فقد جميع أفراد أسرته ورفض الزواج بسبب ضيق اليد، وانقطعت علاقته بشقيقه بسبب خلافات بينهما، ليعيش بين جدران غرفة صغيرة، قام بتأجيرها، ويستعين على توفير متطلبات الحياة عن طريق المعاش الذي تمنحه له وزارة التضامن والذي يبلغ 320 جنيهًا فقط.

وأوضح أنه لم يسع يومًا لعلاج عينيه، بسبب ضيق اليد، كما أنه لن يجد له مرافقًا خلال رحلته في العلاج، فطوال الوقت يظل وحيدًا بداخل غرفته، يقضى على الملل عن طريق صيانة الأجهزة.

واختتم حديثه بالكشف عن حلمه ببناء مساحة نصف قيراط، قام أحد أهالي قريته بمنحه إياها إلا أنه لا يمتلك تكلفة بناء المنزل الذي عاش طوال حياته حالمًا به.