رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نبع الإرهاب.. أكراد يتحدثون لـ«الدستور» من قلب القصف

نواف خليل
نواف خليل

كشف نشطاء وباحثون أكراد عن العلاقة الوثيقة بين نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وتنظيم «داعش» الإرهابى، والتنسيق فيما بينهما خلال العدوان التركى على شمال سوريا، مشيرين إلى أن عناصر التنظيم الإرهابى فى مقدمة صفوف القوات التركية، كما أن عددًا منهم حاول السيطرة على جزء من مدينة الرقة، قبل بدء العملية التركية، لإشغال القوات الكردية ومنعها من التوجه لصد المهاجمين الأتراك.
وحذر النشطاء، فى حديثهم مع «الدستور»، من أن هذه العملية التركية ستتسبب فى خروج نحو آلاف الدواعش من السجون السورية، كما تهدد حياة ٥ ملايين سورى، متعهدين فى الوقت ذاته بالدفاع عن وطنهم حتى النهاية وفتح جبهة دفاع على طول الحدود، مشددين على أنهم لا يسعون للانفصال كما يردد فرعا جماعة الإخوان فى تركيا وسوريا.

كادار بيرى: أنقرة ترتكب إبادة عرقية.. ونعد قواتها بجبهة دفاع مفتوحة على الحدود بطول 600 كم
وصف كادار بيرى، مدير مؤسسة «كرد بلا حدود»، ما تفعله تركيا بأنه دليل جديد على سياساتها الاحتلالية، محذرًا من أن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، يسعى إلى القضاء على المدن الحدودية التى يهاجمها، بالإضافة إلى «الإبادة العرقية» للأكراد.
وقال «بيرى»، لـ«الدستور»: «كل ما تدعيه أنقرة، عبر تنظيم الإخوان الإرهابى الذى يتزعمه أردوغان تحت مسمى حزب العدالة والتنمية، بشأن تهديد حدودها وأمنها القومى، حجج واهية وغير صحيحة، خاصة أن تركيا هى من أدخلت كل الإرهابيين إلى سوريا بالأساس، فيما حاربت قوات سوريا الديمقراطية والكرد تلك التنظيمات».
وأضاف: التنظيمات الإرهابية التى أدخلتها تركيا نشرت الفساد والعنف، وارتكبت عمليات القتل الممنهجة ضد السوريين، وعلى رأسها تنظيم داعش، مشددًا على أن ما يسعى إليه أردوغان هو إحياء «داعش» من جديد.
وأوضح الناشط الكردى: «محاولات تركيا لإحياء داعش ظهر جليًا بعد إعلانها عن بدء العملية العسكرية الأخيرة، إذ بدأت خلايا التنظيم الإرهابى تنشط من جديد، وفجر ٦ منهم أنفسهم فى مدينة الرقة، قبل نحو ٤ أيامًا فى محاولة للسيطرة عليها مرة أخرى، ما يعكس وجود رغبة وسياسة تركية لإعادة استخدام التنظيم الإرهابى».
وواصل: «ما لدينا من معلومات هو أن الجيش التركى ومرتزقته الدواعش الذين فروا من سوريا ووصلوا إلى أنقرة هم من سيكونون فى مقدمة القوات التركية، بعد أن تم حشدهم لديها، كما أن معلوماتنا تؤكد أن تركيا عازمة على ارتكاب فعل إجرامى داخل سوريا».
وأضاف: «مرتزقة داعش يأتمرون بإمرة أردوغان ويستخدمهم، والأدلة والإثباتات باتت واضحة للعالم بأن أنقرة هى الداعم الرئيسى للتنظيم الإرهابى، كما أنها تمده لوجستيًا وتعالج جرحاه، وهى الممر الآمن لإخراج وإدخال داعش من وإلى سوريا، وكذلك إلى أوروبا ومصر وليبيا».
وأوضح: «عناصر داعش، الذين كنا نعرفهم بالاسم داخل سوريا وتوجهوا إلى ليبيا، وظهر أحدهم وهو يهدد الكرد والمسيحيين بالإبادة وهو ليبى الأصل، موجودون الآن ضمن القوات التركية ويزعمون أنهم من الجيش السورى الحر، وهو أمر غير صحيح».
وأشار إلى أن ما تفعله أنقرة هو لخدمة التنظيمات الإرهابية، منذ إرسالها المقاتلين إلى إدلب تحت مسميات «جبهة النصرة»، و«أحرار الشام»، وغيرهما، ممن يتم زجهم فى المعركة تحت سلطة «أردوغان»، مضيفًا: «هناك من غرر بهم باسم الإسلام».
واستنكر فكرة نظام «أردوغان» القائمة على اعتبار أن الاستيلاء على مدينة حلب وحتى الموصل وضمهما لخلافته المزعومة هو حق أصيل له، مشيرًا إلى أن أنقرة بعد احتلالها «عفرين» و«طرابلس» وضم مناطق إليها إداريًا فرضت اللغة التركية على المدارس وعمدت إلى بناء جامعات جديدة لتدريس تلك اللغة، فى خطوات «تتريك» ممنهجة للمناطق السورية الحدودية.
وشدد على أن «قوات سوريا الديمقراطية» فى حالة استنفار واستعداد للدفاع عن نفسها وعن السوريين ضد مخططات «أردوغان»، مشيرًا إلى أن الأخير كان يهدد تلك القوات لتخفيف الضغط عن مرتزقة «داعش».
وكشف عن استعداد «قوات سوريا الديمقراطية»، منذ البداية، للتحاور مع الحكومة السورية من أجل صد العدوان التركى، داعيًا الحكومة إلى أن تكون متعاونة ومرنة، محذرًا من أن: «تركيا إذا دخلت إلى منطقة ما فلن تخرج منها مرة أخرى، لأن سياستها احتلالية عبر التاريخ، وقبرص هى تجربة ماثلة فى الوقت الحالى، ما يستدعى إدراك أن التحالف فى الداخل السورى هو أمر ضرورى للتخلص من إرهاب الدولة التركية».
ووعد بأن تفتح «قوات سوريا الديمقراطية» الجبهة على طول ٦٠٠ كم، أى على طول الحدود، وهذه نقطة لصالحها، لأن الجيش التركى لا يمكنه تغطية تلك المناطق، لكونه جيشًا نظاميًا، لكن الأكراد تعلموا القتال فى مجموعات صغيرة وبإمكانهم التصدى لجيش الاحتلال التركى، مضيفًا: «نعلم أننا لن نصل إلى إسطنبول فى هذه الحرب، لكننا ندافع عن أنفسنا وأهلنا».
وعن دور «الإخوان»، قال «بيرى»: «تنظيم الإخوان الإرهابى التركى يضغط على الكرد وقوات سوريا الديمقراطية طيلة الثمانى سنوات الماضية، سواء سياسيًا أو عسكريًا، عبر أعضاء تنظيم الإخوان السورى، وأردوغان الجاهل يقودهم جميعًا».
وأضاف: «يحاولون منع الكرد من الحصول على حقوقهم المشروعة ضمن سوريا الموحدة، ويحاول الإرهابيون من الإخوان السوريين والأتراك الترويج بأن الكرد يريدون الانفصال، وهو أمر خاطئ، فلا يوجد مسئول أو قائد كردى طالب بالانفصال».
وعاد للحديث عن «داعش» ودوره فى القتال بجانب «أردوغان»، وقال: «كانت هناك محاولات للتمرد ضمن مخيمات عائلات تنظيم داعش الإرهابى، والأجانب منهم بشكل خاص، وقتلوا أكثر من لاجئ، بينهم عراقيون وسوريون، بزعم أنهم خرجوا على طريقتهم فى الدين».
وكشف عن أن معتقلى «داعش» لدى «قوات سوريا الديمقراطية» يتجاوزون ١٦ ألف عنصر مسلح، ومع عائلاتهم يصل العدد لنحو ٦٠ ألف شخص، محذرًا من أنه «لا يمكن الاستهانة بنساء وأطفال داعش الموجودين فى المخيمات داخل سوريا، فهم قنبلة موقوتة.. عندما تتحدث إلى هؤلاء، تحديدًا الأطفال الذين لم يتجاوزوا العشر سنوات، تجدهم يتحدثون عن كيف يقتلون ويذبحون أعداءهم تحت مسمى الدين، وهى تربية إجرامية ودموية من قِبل داعش».
وأضاف: «تم إلقاء القبض على أكثر من مجموعة إرهابية، وتحديدًا فى منبج ودير الزور والرقة، ممولة تركيًا، كما أنها تتلقى تعليماتها استخباراتيًا من أنقرة بشكل مباشر، ونفذت عمليات تفجيرية وانتحارية لتسهيل مرور الانتحاريين»، مؤكدًا وجود «تعاون لوجستى كامل، وليس استخبارتيًا فقط، بين أنقرة وداعش».


نواف خليل: العملية تضر 5 ملايين شخص وتهدد بخروج 70 ألف إرهابى من السجون

حذر نواف خليل، مدير المرصد الكردى للدراسات، من أن العملية العسكرية التركية خطوة خطيرة للغاية ستؤثر على المنطقة بأكملها، وتحديدًا على ٥ ملايين سورى، وتسهم فى انتعاش «داعش» فى ظل إمكانية الإفراج عن ٧٠ ألف داعشى من السجون السورية.
وأوضح «خليل»: «الجنود الموجودون لحراسة السجون التى تحوى أسرى داعش سيتجهون إلى الحدود من أجل المشاركة فى صد الحملة التركية العسكرية، فيتم بذلك تخفيف الحراسة على هؤلاء الأسرى، وعندما تقصف تركيا تلك السجون ستقول إنها عن طريق الصدفة، وهو ما يعنى هروب الدواعش منها».
ورأى أن العملية التركية تُبقى على آمال تنظيم «داعش» الإرهابى فى السيطرة مرة أخرى على المدن، وقال: «تركيا عبر التهديدات المستمرة وتتويجها بغزو المنطقة تقدم خدمة ضخمة لداعش وبقية التنظيمات، وتشكل خطرًا على أمن الاتحاد الأوروبى أيضًا. لذلك فإن المرحلة الحالية تحتاج إلى حسم فى التعامل مع التهديدات التركية واحتلالها المزيد من الأرضى السورية».
وأضاف الناشط والباحث الكردى: «أردوغان كان يفتح مطاراته وحدوده أمام الإرهابيين من كل أنحاء العالم للوصول إلى سوريا وتدميرها وقتل أهلها، وعشرات من الدواعش الذين تم اعتقالهم تحدثوا عن الطرق التى كانوا يدخلون بها إلى سوريا وعبورهم من مطارات تركيا»، مشيرًا إلى أن «داعش» اعتقل دبلوماسيين أتراكًا فى الموصل وتركهم يغادرون بكل سهولة بعدها.
وواصل: «عندما كان داعش يحتل المدن الحدودية مع تركيا، على طول ٢٠٠ كم، لم يتدخل أردوغان ولم يقل إنه يخشى على أمن بلاده القومى، وعندما كانت عناصره موجودة فى مدينة الأبيض، التى تعد شريان الحياة للتنظيم الإرهابى، كانت الحدود مع تركيا مفتوحة، وفى اليوم الذى حررت فيه وحدات حماية الشعب الكردية المدينة أعلنت أنقرة إغلاق الحدود».

محمد العبد: السلطان المزعوم يريد ضم 70% من أراضى بلادنا عبر التحرك العسكرى

استنكر محمد العبد، محلل سورى تابع لقوات الحماية الكردية، اتهام الرئيس التركى للأكراد بتهديد أمن بلاده القومى، وقال: «نحارب إرهاب داعش والمتطرفين منذ ٧ سنوات، واليوم بعد تحرير المنطقة من شمال شرق سوريا إلى حدود العراق يطل أردوغان ويتهم الأكراد بأنهم يهددون الأمن القومى التركى».
وأضاف: «القوات الكردية منتشرة فى دير الزور والرقة، وتعداد المسلحين الموجودين كأسرى من داعش يصلون إلى ٧٠ ألف مسلح، نصفهم من جنسيات أجنبية غير سورية، وهناك فرصة لهروبهم جميعًا من السجون، لأن العناصر التى تحمى هذه السجون ستضطر إلى التوجه للحدود».
وبَيّن العلاقة بين تركيا و«داعش»، وقال: «قبل يوم من الحملة التركية حاولت خلايا غير نشطة تابعة لداعش إعادة احتلال قسم من مدينة الرقة، لتشتيت قوات الحماية عن الحرب الأساسية مع تركيا، لكن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت أن تقضى عليها».
وواصل: «تركيا تجند الإرهابيين وترسلهم إلى سوريا والعراق، وعندما كانت تحتل داعش مدنًا حدودية معها لم تطلق طلقة واحدة عليهم، وعندما تقدمت القوات السورية إلى منبج وغيرها تحركت أنقرة وتسلمت من داعش المدن بشكل سلمى دون أى حرب».
ورأى أن تركيا تريد من الأكراد الخضوع التام لها، ومنع التحدث باللغة الكردية، وعدم وجود حقوق قومية ومدنية لهم، والتسليم الكامل والخروج من المنطقة، معبرًا عن ذلك بقوله: «أردوغان يريد أن نسلمها له على طبق من ذهب».
وتوقع أن تؤدى الحملة التركية إلى اشتعال تركيا من الداخل، فى ظل وجود ٢٥ مليون كردى فى تركيا وفى المدن الحدودية التركية، ومن ثم سوف تشتعل هذه المناطق عسكريًا وشعبيًا.
وحذر من أن الحكومة التركية تسعى لعودة «الميثاق الملى»، وهى أراضٍ تركية فى نظرها تمتد من كركوك فى العراق حتى حمص السورية، مشيرًا إلى أنه «وفقًا لهذا الميثاق فإن ٧٠٪ من سوريا ستكون تابعة لتركيا عبر الاحتلال، وهو ما يظهر فى حشدها الأسلحة الثقيلة، على مدى يوم قبل الحملة الأخيرة».
وكشف عن وجود تواصل ومباحثات مستمرة مع الحكومة السورية من أجل التحالف معها لمحاربة الجيش التركى ومرتزقته، مشيرًا إلى أنه قد يكون تحالفًا عسكريًا.