رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"غياب الجمهور وفشل التبريد".. ظواهر تهدد مونديال قطر بعد "ألعاب القوى"

جريدة الدستور

مع توالي الانتقادات الدولية منذ انطلاقها، جاءت بطولة ألعاب القوى الأخيرة التي تستضيفها الدوحة حاليًا لتدق ناقوس خطر حول مدى نجاح مونديال 2022، الذي تستعد الإمارة الصغيرة لإقامته.

"ارتفاع الحرارة ونظام التبريد"
واجهت بطولة ألعاب القوى في قطر، انتقادات دولية حادة بسب الظروف القاسية التي عانى منها اللاعبون نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة، الأمر الذي أدى إلى انسحاب العديد من اللاعبين المشاركين في المارثون الأخير ضمن فعاليات البطولة.

وأصر منظمو البطولة على أنهم اتخذوا خطوات للتخفيف من تأثير الحرارة خلال ألعاب القوى، لكن خبراء المناخ يشككون في ذلك، محذرين من أن الأحداث التي تعتمد بشكل كبير على تكييف الهواء الذي يحتاج للطاقة وتحلية المياه لا يمكن أن يكون آمنًا بشكل كافٍ.

وحذرت المديرة التنفيذية لمنظمة السلام الأخضر "جرين بيس" من أن تكييف الهواء حول الملاعب ليس سليمًا من الناحية البيئية، بل سيزيد من الانبعاثات.

وتسعى قطر للحفاظ على استاد خليفة في الدوحة، مكان إقامة بطولة العالم، عند درجة حرارة تتراوح ما بين 23 و25 درجة مئوية في حين تتجاوز درجة حرارة الهواء الخارجي خلال النهار 40 درجة، وتحل الرطوبة فوق 50%.

"غياب الجمهور"
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن المقاعد الفارغة تمامًا في استاد خليفة الذي يستضيف بطولة العالم للاتحاد الدولي لألعاب القوى في الدوحة أكبر دليل على حقيقة الفساد المتأصل في النظام القطري ذي الأولويات المشوهة والمصالح الخاصة.

وأضافت الجارديان أنه حضر فقط ألف شخص في بطولة ألعاب القوى التي تستضيفها الدوحة في ملعب مصمم لاستضافة ما لا يقل عن 40 ألف شخص.

"المقاطعة العربية"
وبخلاف التحدي البيئي الواضح المتمثل في إبقاء الملاعب في الصحراء باردة، على الرغم من أن البطولة ستنطلق في أشهر الشتاء الأكثر اعتدالًا، فإن السفر الجوي سيكون مشكلة بسبب استمرار الأزمة الخليجية.

وعلى عكس الدورات الأخيرة لكأس العالم، حيث كان لدى المشجعين خيار السفر عن طريق السكك الحديدية والطرق البرية من البلدان المجاورة، يتعين على جميع المشجعين في عام 2022 السفر جوًا أو في بعض الحالات عن طريق البحر، نظرًا للمقاطعة العربية.

وفي الخامس من يونيو 2017، أعلنت دول الرباعي العربي السعودية، الامارات، البحرين، ومصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها للإرهاب، وهو ما تتنصل منه الدوحة حتى الآن.

"احتجاجات العمال"
وفي وقت سابق، تظاهر عدد من عمال بناء ملاعب كأس العالم فى قطر فى بعض المناطق الموجودين فيها فى الإمارة الخليجية، وذلك احتجاجًا على تردى أوضاعهم وسوء معاملتهم، وتداول رواد موقع "تويتر" صورًا ومقاطع فيديو تظهر تحطيم العمال المحتجين العديد من السيارات والتجمهر فى شوارع الإمارة، ما أثار ردود فعل واسعة بين المغردين وأطلقوا هاشتاج بعنوان: "أعمال شغب فى قطر".

فيما حذرت منظمة العفو الدولية، السلطات القطرية، من المخاطرة بمخالفة الوعود التي قطعتها على نفسها من أجل التصدي لعملية الاستغلال العمالي الواسع النطاق لآلاف العمال الأجانب، وذلك قبل أقل من أربع سنوات على انطلاق بطولة كأس العالم 2022.