رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ربة منزل فى دعوى نفقة: طليقى يتهرب من ابنه المعاق

جريدة الدستور



بين طرقات قاعة محكمة الأسرة بمصر القديمة افترشت سيدة عشرينية ريفية الملامح الأرض فى إحدى الزوايا، ترتدى عباءة سوداء غطتها الأتربة، وتنتظر مثولها أمام القاضى لنظر الدعوى رقم ٥٢٣٦ لسنة ٢٠١٩، لمطالبة طليقها بدفع نفقة علاج طفلها الصغير، الذى لم يتعد الخامسة من عمره ويُعانى من ضمور فى خلايا المخ.
وبصوت ملىء بالحسرة، روت «منار. خ»، الفتاة التى لم تُكمل تعليمها، تفاصيل مأساتها، قائلة: «لم أكن قد تخطيّت السادسة عشر من عمرى عندما جاء بى عمى من قريتى الصغيرة بمحافظة بنى سويف للعمل عاملة نظافة فى شركة مقاولات بحى راقٍ فى القاهرة، لإعانة أمى وإخوتى عقب وفاة والدى».
وأضافت: «الشركة كان يملكها (محمد. س)، مقاول خمسينى، متزوج ولديه ٤ أبناء فى مراحل تعليم مختلفة، وعرض علىّ الزواج عقب شهرين فقط من التحاقى بالعمل، ولكنه اشترط أن يكون زواجًا سريًا خوفًا من علم زوجته أم أبنائه، وافقت على الفور للهروب من ظروف الحياة القاسية، ولم ألتفت وقتها إلى فرق السن الذى يتجاوز الثلاثين عامًا».
وواصلت: «كان ينفق علىّ بسخاء ويغدق على أهلى الأموال فى أول شهور زواجنا، حتى حملت فى ابنى يوسف، وعانيت بعدها من التعب، فسافرت إلى أمى لمتابعتى فى شهور الحمل، وكان زوجى يزورنى من وقتٍ لآخر للاطمئنان علىّ، حتى رزقنى الله بطفل شاء القدر أن يُعانى من ضمور فى المخ».
وتابعت الفتاة قصتها: «فور علم زوجى بذلك انقطعت اتصالاته، فانتابنى شعور بالقلق عليهص، فعدت إلى القاهرة عقب الولادة بأسبوعين فقط للاطمئنان عليه، وفوجئت بأن (كالون) باب شقة الزوجية تم تغييره، فذهبت إلى الشركة لمقابلته فرفض قائلًا: (ورقتك هتوصلك لحد عندكم فى بلدكم)، وبمطالبته بنفقة ابنه رد قائلًا: (أنا مش هصرف على ولد معاق.. أنا عندى ٤ أولاد زى الفل)».
وبالفعل أرسل لها ورقة الطلاق، فأقامت ضده دعوى نفقة صغير، تحمل رقم ١٠٢٤ لسنة ٢٠١٧ منبثقة منها دعوى فرعية، قضت فيها المحكمة بنفقة مؤقتة ٥٠٠ جنيه لحين انتهاء النزاع القانونى حتى حصلت على حكم بنفقة ٢٠٠٠ جنيه شهريًا، مشيرة إلى أن المبلغ لم يكف مصاريف علاج الولد، مما اضطرها إلى إقامة ٧ دعاوى قضائية لإثبات حق الطفل فى مصاريف العلاج ونفقة المأكل والملبس.