رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واحد شاى.. دراسة: المشروب الأكثر استهلاكًا بعد المياه يقى من ألزهايمر

جريدة الدستور


كشفت دراسة علمية جديدة أجراها علماء بريطانيون عن أن مشروب الشاى، الذى يعتبر ثانى أكثر المشروبات استهلاكًا على مستوى العالم بعد المياه، يقى من الإصابة بمرض «ألزهايمر». 
وأوضحت الدراسة، التى نشرتها صحيفة «إكسبرس» البريطانية، أن ألزهايمر من الأمراض الشائعة حاليًا، خاصة فى بريطانيا، وهو يتسبب فى الإضرار بخلايا المخ ما ينتج عنه فقد جزئى أو كلى للذاكرة، وصعوبة فى التفكير أو إيجاد حل لأى مشكلة، ونسيان مفردات اللغة، ودائمًا ما ينتهى الأمر بفقدان كلى للذاكرة.
قال الفريق الذى أجرى الدراسة: إن مخ الإنسان يتكون من مليارات الخلايا العصبية التى تتصل ببعضها بعضًا، وعندما يصاب بمرض «ألزهايمر» تتراكم مجموعة من البروتينات بقنوات اتصال الخلايا، وتشكل ما يسمى «لويحات»، التى تمنع مع الوقت انتقال المعلومات والإشارات من الخلايا إلى بعضها، وفى النهاية تموت الخلايا العصبية.
وأكد العلماء أن تناول مشروب الشاى بأنواعه المختلفة يقلل بشكل كبير من احتمال تشكل الـ«لويحات» بقنوات اتصال خلايا المخ، مشيرين إلى أن الشاى الأخضر يعد واحدًا من أكثر المشروبات الصحية التى يمكن تناولها، لأنه يحتوى على مركبات نشطة بيولوجيًا تعمل على تحسين وظائف الدماغ.
وقال الدكتور تيم بوند، خبير الصحة الطبيعية والكيمياء، أحد أعضاء الفريق الذى أجرى الدراسة: «توصلنا إلى نتائج تثبت أن الشاى يحتوى على مواد يمكنها إيقاف هذا الشبح المسمى (ألزهايمر) والحفاظ على قدرات المخ».
وأضاف «بوند»، حسب الصحيفة: «الدراسة أكدت ما تم نشره قبل ذلك فى ٣٠ ورقة بحثية، التى أشار خلالها علماء كثيرون إلى أن الشاى قد تكون له تأثيرات إيجابية على عمل المخ، خاصة الشاى الأخضر»، مؤكدًا: «نستطيع أن نؤكد الآن أن الشاى هو العدو الأول لـ(ألزهايمر)».
وأوضح أن الشاى الأخضر، على سبيل المثال، يحتوى على مواد مضادة للأكسدة تساعد على تقليل التهاب خلايا المخ وانسداد قنوات نقل الإشارات، فضلًا عن أنه يثبط تجمع الـ«بيتا أميلويد»، وهى سلسلة أحماض أمينية تعد المقوم الأساسى لصفائح الأميلويد الموجودة فى أدمغة المصابين بمرض «ألزهايمر»، بالإضافة إلى قدرته على الحفاظ على الأوعية الدموية سليمة.
فى السياق ذاته، قال كريس إثيرج، المعالج بالأعشاب والكيمياء، عضو برنامج «TAP» العلمى: «يعتبر تناول مشروب الشاى جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومى للبريطانيين، وليس من السهل التغاضى عن الفوائد الصحية غير العادية التى يجلبها إلى الطاولة»، مؤكدًا أن الشاى الأخضر هو أصح المشروبات على هذا الكوكب.
وأضاف «إثيرج»، حسب الصحيفة: «الشاى ملىء بالفلافونويد، وهى مجموعة مركبات عضوية قابلة للانحلال فى الماء، لها دور كبير فى الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وهى سلاح قوى ضد الإجهاد التأكسدى، الذى يعد سبب حدوث العديد من المشكلات الصحية الخطيرة».
وأكد أن نحو ٨٠٪ من الفلافونويد المطلوب فى النظام الغذائى فى المملكة المتحدة يتضمنه كوب شاى واحدًا.
وأظهرت الدراسات الحديثة أن الشاى يساعد على كفاءة القلب والعظام، ويرطب الجسم، ويمنع ازدياد معدلات السكر فى الدم، ما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكر، إضافة إلى أن تناوله يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا، فضلًا عن أنه يساعد فى التئام الجروح.
ومن بين تلك الدراسات، أكدت دراسة أمريكية، نُشرت فى وقت سابق، وأجراها علماء بكلية الطب فى جامعة كاليفورنيا، أن تناول الشاى يقى من الإصابة بأمراض السرطان والعدوى بفيروس الإيدز، خاصة الشاى الأخضر، كما أن له فوائد كبيرة فى شفاء التهاب المفاصل الروماتويدى.
وأكدت الدراسة الأمريكية أن تناول الشاى الأخضر، بالإضافة إلى الطماطم والجزر والأغذية الأخرى التى تحتوى على حمض الفوليك، يجعل خلايا المخ تعمل بشكل أفضل، ويساعد مرضى «ألزهايمر» على التحسن. وأشارت إلى أنه تم إجراء عدة تجارب على مجموعة فئران «ذكور وإناث»، كانت تعانى من مرض «ألزهايمر»، تضمنت تزويد أجسادها بالعناصر الموجودة فى الشاى إضافة إلى حمض الفوليك، لمدة ٣ أشهر، فظهر تحسن كبير فى وظائف الدماغ مقارنة بفئران أخرى لم يتم تزويدها بالجرعات.
وأكد الباحثون حينها أن الجرعة التى تمت تجربتها على مجموعة الفئران بلغت ٣٠ ملليجرامًا كيلوجرام من وزن الجسم، مشيرين إلى أن هذه النسبة يستهلكها الإنسان ضمن نظامه الغذائى الصحى.