رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وفاة أو سرطان".. مصير يتربص بالروس بمحيط الانفجار النووي

جريدة الدستور

بعد 4 أيام، أقرت الحكومة الروسية بالطبيعة النووية للانفجار الذى هز مدينة سفرودفنسك، شمال روسيا، والذى أثار مخاوف واسعة من كارثة تشيرنوبل جديدة.

وأعلنت موسكو صباح اليوم، زيادة مستويات الإشعاع فى المدينة من 4 إلى 16 مرة بعد الانفجار الذى وقع أثناء القيام بتجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل، الخميس الماضى، مما أسفر عن مقتل 5 عملاء واثنين آخرين.

وجاء اعتراف الحكومة الروسية بطبيعة الانفجار بعد ساعات من نشر صحيفة نيويورك تايمز تقريرا يفيد بأن المسئولين فى الولايات المتحدة يشتبهون أن الانفجار الذى وقع قبالة السواحل الشمالية الروسية، هو انفجار نووى جديد.

وللإشعاع النووي أضرار بالغة، حيث إن الأشعة النووية لا تُرى وليس لها طعم أو رائحة، لكنها قد تكون قاتلة، تدخل الأشعة النووية إلى الجسم عبر التنفس أو البشرة، وقد تصيب الإنسان بسرطان الغدة الدرقية والأورام وسرطان الدم وأمراض العيون والاضطرابات النفسية وغيرها من الأمراض الخطيرة، وإذا تعرض الجسم إلى كميات كبيرة من هذه الأشعة ونال جرعة كبيرة جدا منها، فقد يموت خلال ساعات أو أيام قليلة.

"التعرض لمادة اليود"

أحد الأمراض التي تظهر بكثرة بعد وقوع حادث نووي هو مرض سرطان الغدة الدرقية، والسبب في ذلك هو النظائر المشعة لليود 131 واليود 133، وهاتان المادتان تكثران في الأيام الأولى بعد الحادث النووي وهما مسؤولتان عن إصابة الجسم بالإشعاع.

ولتفادي التعرض لنظائر اليود المشعة وتلويثها للغدة الدرقية، يمكن تناول جرعة كبيرة من حبوب اليود المركّز، فيحصل الجسم على حاجته وتصبح الغدة الدرقية مشبعة باليود، فلا تعود قادرة على تخزين كميات أخرى منه، وبذلك يتخلص الجسم تلقائيا من نظائر اليود المشعة الخطيرة.

وحاليا أقبل سكان روسيا على تناول حبوب اليود بشراهة خوفًا من أن يقتلوا أو يحدث لهم أمراض سرطانية، لكن ما لا يعلمه أحد أن مفعول هذه الحبوب لا يدوم سوى لبضعة أيام فقط وهو يفيد الأشخاص الذين لم تتلوث أجسامهم باليود المشع بعد.

هناك ضرر وراثي هائل في الجسم الذي يتعرض للأشعة النووية، كما حدث بعد إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي، حيث وُلد عدد كبير من الأطفال المشوهين، وبعد كارثة تشيرنوبيل في أبريل عام 1986، ورغم مرور 25 سنة على الحادث، هناك ارتفاع ملحوظ في نسبة المصابين بالسرطان تصل إلى 40 بالمائة، وهناك تقديرات بأن 25 ألف شخص في روسيا لقوا حتفهم لأنهم شاركوا في أعمال تنظيف المفاعل بعد انفجاره.