رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسرى أبوالقاسم يكتب: صحابة مبدعون جعفر الطيار 2_ 3

جريدة الدستور

ولما فرغ الأب وعيالة من صلاة المغرب جلسوا فى البلكونه ليتم لهم أبوهم ما بدأه من قصة جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه.
الأم: لقد سمعت اسم أسماء بنت عميس، زوج جعفر بن أبى طالب من قبل، فى حديث آخر فمن هى ؟
الأب: سأجيبك فى نهاية الحديث عن جعفر رضى الله عنه.. وابداعه فى الحوار الذى دار بينه وبين النجاشى، وعمرو بن العاص، الذى أرسلته قريش إلى صاحبه ملك الحبشة، كى يطرد المهاجرين من بلادة فيرجعوا إلى مكة صاغرين، فقال عمر بن العاص وكان وقتها على الكفر للنجاشى، اسالهم عن دينهم ونبيهم ؟
نور: وهل سألهم ؟
الأب: نعم
يارا: وبماذا أجاب جعفر ؟
الأب: أجاب جعفر بكلمات يملؤها البيان، تؤكد ابداعه وفصاحته وقوة حجته وبلاغته حيث قال: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنَّا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشركْ به شيئًا، وحرّمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.
الأم: لم يبق جعفر الذى كان فى الثالثة والعشرين قولًا لغريمة عمرو بن العاص، فأعجب النجاشى بحسن جوابه، وجمال منطقه فقال له هذه أرضى ولكم الامان،
يارا: وهل رضخ عمرو بن العاص ةرجع إلى مكة ؟
الأب: لا بل أعاد المحاولة مرة أخرى غى اليوم الثانى وقال للنجاشى: إنهم لم يبقوا فى ديننا ولم يدخلوا فى دينك، ويقولون فى عيسى قولًا عظيمًا، فجاء النجاشى بجعفر ومن معه، وسألهم ماذا تقولون فى المسيح ؟ فقرأ عليه جعفر رضى الله عنه من سورة مريم، فبكى النجاشى وقال: إن ماجاء به محمد وعيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقوا فى ارضى ولكم الأمان ومنذ هذه اللحظة من سبكم غرم.