رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جيش محمد".. قصة تنظيم يشعل الحرب الرابعة بين الهند وباكستان

جريدة الدستور

نفذ سلاح الجو الهند غارات على معسكرات تنظيم "جيش محمد" في إقليمي كشمير بباكستان، مشيرا إلى أنه أن قتل حوالي 300 مسلح من مقاتلي التنظيم الذي تقول إنه يستهدفها.

من جانبها أدانت الحكومة الباكستانية الغارات معتبرة أن ذلك انتهاكا لسيادتها، مؤكدة أن قواتها الجوية تصدت لثماني طائرات هندية كانت تعتزم تنفيذ المزيد من الغارات.

ويعد هذا أكبر تصعيد بين البلدين في أعقاب هجوم على قوات هندية منتصف فبراير الجاري في الجزء الخاضع من كشمير للهند، مخلفا عشرات القتلى والجرحى.

وترصد "الدستور" أبرز المعلومات عن تنظيم "جيش محمد" الذي يتسبب في إثارة العلاقات بين القوتين النوويتين من وقت لآخر.

ظهر التنظيم عام 2001، في باكستان، على يد مسعود أزهر، متخذا من منطقة كشمير بباكستان مقرا له، ومعظم أعضائه من المقاتلين المنشقين من جماعات جهادية أخرى، ويحتفظ بعلاقات قوية مع تنظيمي طالبان والقاعدة في أفغانستان.

ويهدف التنظيم بشكل أساسي لفصل إقليم كشمير عن الهند، الذي تسيطر نيودلهي على جزء كبير منه، وضمه لباكستان.

ولجأ التنظيم إلى تنفيذ العديد من العمليات ليس فقط في المنطقة الحدودية وإنما داخل الهند ذاتها، فقد استطاع تنفيذ هجوم على مقر البرلمان الهندي في نوفمبر 2001، بخلاف استهدافه للقوات الأمريكية في أفغانستان.

ورغم اتهام الهند لإسلام آباد بأنها تدعم "جيش محمد"، أدرجتها الحكومة الباكستانية كإحدى المنظمات الإرهابية الرئيسية في ولاية جامو وكشمير، ومنعت الحكومة المواطنين الباكستانين في عام 2002 من التعامل معها أو الانضمام إليها.

وتخوض الهند مواجهات مسلحة ضد التنظيم بشكل دائم، وفي يناير 2017، وأعلنت عن مقتل زعيم "جيش محمد" نور محمد تانتراي في وادي كشمير، معتبرة أن هذا "إنجاز كبير" للقوات الهندية.

ولم يصمت التنظيم على هذا الأمر، لينجح في تنفيذ أقوى هجوم له ضد القوات الهندية منذ سنوات، وذلك منتصف الشهر الجاري.

استهدف قافلة ضخمة للجيش الهندي، في ولاية جامو وكشمير شمال الهند، أسفر عن مقتل 44 من عناصرها الذين بلغ عددهم 2500 جندي.

وتؤكد العملية عودة التنظيم بقوة، فقد استطاع استهداف القافلة المكونة من 78 حافلة عسكرية بحوالي 350 كجم من المواد المتفجرة.

وتعتبر الهند أن الحكومة الباكستانية توفر الدعم لتنظيم "جيش محمد"، مطالبة إياها بالتوقف عن دعمه، الأمر الذي ترفضه إسلام آباد وتنفي صلتها به.

وخاضت الهند وباكستان ثلاثة حروب ضد بعضمه منذ عام 1974 من بينهم اثنتين بسبب النزاع حول إقليم كشمير الحدودي.