رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السؤال الصعب: لماذا لا يحتاج «الزمالك» إلى عبدالله السعيد؟

عبدالله السعيد
عبدالله السعيد


تزايدت الأقاويل فى الأيام الأخيرة حول إمكانية عودة عبدالله السعيد، نجم أهلى جدة السعودى، إلى الدورى المصرى عبر بوابة نادى الزمالك، ولم يعد خفيًا على أى من المتابعين أن مجلس إدارة النادى يترقب موقف إدارة نادى أهلى جدة التى رهنت رحيل اللاعب بضم آخر فى مركزه. هل يحتاج الزمالك لـ«السعيد» حقًا؟، وكيف سيتأثر الفريق بوجوده؟.. هذان وغيرهما من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى السطور التالية.


خروج يوسف أوباما من التشكيل جريمة

صانع ألعاب الأهلى، واصل برنامجه التأهيلى للتخلص من الإصابة فى كاحل القدم، فيما يستعد محمد نجيب للعودة للتدريبات الجماعية للفريق بعد تعافيه من آثار جراحة غضروف الركبة التى خضع لها مؤخرًا.
يعيش صانع ألعاب الزمالك يوسف أوباما أزهى فتراته، ويقدم فى مركز ١٠ الذى يشغله عبدالله السعيد أيضًا، ما لا يقدمه أى لاعب آخر فى الدورى المصرى حاليًا.
وتسبب «أوباما» بفضل أدواره ومرونته وارتفاع معدل لياقته البدنية، فى طفرة رائعة بالثلث الأخير للزمالك، وأسهم رفقة محمود عبدالمنعم «كهربا» فى تكوين ثنائية مرنة، قادرة على تبادل الأدوار وتشكيل خطورة كبيرة على أى مرمى طوال المباريات الماضية، وبذلك تحولا معًا إلى الركيزة الأبرز والأهم التى منحت الفريق سرعة ومرونة لم تكن متواجدة فى الموسم الماضى قبل وصولهما إلى التشكيل رفقة السويسرى كريستيان جروس الذى يراهن عليهما دائمًا.
«السعيد» باسمه الكبير، ونجوميته وشعبيته الطاغية، وبما تحويها صفقة انتقاله للزمالك من مكايدات للخصم، ومكاسب أخرى تسعى إليها إدارة الأبيض غير الأمور الفنية، لن يكون بديلًا، ولن يرضى سوى بالمشاركة من اليوم الأول لوصوله إلى القلعة البيضاء.
ودخول «السعيد» فى تشكيل الزمالك الأساسى يعنى بشكل قاطع خروج يوسف أوباما، فتشكيلة واحدة وملعب واحد لا يقبل بثنائى فى العمق إلا إذا شهدت الطريقة تحولًا جذريًا، واللجوء إلى «٤١٤١» وهى الطريقة التى بدأ بها «جروس» بطولة الدورى ولم تحقق مبتغاه ونالت انتقادات غير عادية أجبرته على تغييرها سريعًا.
كما أن خروج يوسف أوباما وتعويضه بـ«السعيد»، لن يكون مفيدًا أبدًا من الناحية الفنية، لعوامل كثيرة، على رأسها الخفة والحركة الكثيرة لـ«أوباما»، الذى يدافع كما يهاجم، ويمتلك القدرة على الانتقال إلى الأطراف ودخول عمق الملعب وشغل مركز رأس الحربة، فتتعدد أدواره، وتلك أمور لا يمكن تعويضها بـ«السعيد» المتراجع بدنيًا، والذى لا يستطيع تقديم كل هذه المهام فى هذه السن.
كما أن وجود «السعيد» وفرجانى ساسى فى تشكيلة واحدة سيضيف للفريق مزيدًا من البطء هو فى غنى عنه، ولا يمكن أن يتحمل الفريق تبعات تواجدهما فى تشكيلة واحدة، كما أن تعويض «فرجانى» بـ«السعيد» سيضر الفريق أيضًا، لما يتميز به التونسى من قدرات على تحويل الفريق بلمسة واحدة، وتمريرات ساحرة شاهدناها جميعًا طوال الفترة الماضية.

جلوسه بديلًا يعيد زمن الفتوات مجددًا

ماذا لو جلس السعيد بديلًا؟.. هنا ستتضاعف الأزمات، وسيعود الزمالك إلى زمن «الفتونة»، وعصيان النجوم ذوى الأسماء الكبيرة، فجميعنا يتذكر كيف كان الوضع فى وجود بدلاء من حجم النجوم الكبار، فى فترة تواجد «ميدو» مع عمرو زكى وشيكابالا. جلوس «السعيد» بديلًا سيخلق أزمات، واللاعب لن يرضى بذلك، وهذا الأمر يهدد استقرار وسكون غرفة لاعبى الزمالك الهادئة، والخالية من المشاكل لأول مرة منذ فترة طويلة للغاية، وهو ما يجب أن ينتبه إليه مسئولو الأبيض أيضًا. إلى جانب كل هذه العوامل يحتاج الزمالك من أجل الاستمرارية، أن ينتهج فلسفة الاعتماد على الأسماء الجديدة الصاعدة فى الدورى المصرى، أمثال باهر المحمدى، ومحمود المتولى، ومحمد عبدالعاطى، ومحمد هلال، أولئك اللاعبين الذين برزوا مؤخرًا وبدأوا فى خطف أنظار جهاز «الفراعنة»، ويقبلون عملية التدوير مع زملائهم الشُبان فى الزمالك والتطور معًا، وبناء مستقبل أفضل، بينما تهدد سياسة اللجوء للعواجيز بهدم المشروع الذى انطلق، وعلى مسئولى الزمالك النظر إلى نظيره الأهلى وكيف مر استقراره بهذا الشرخ الكبير عندما جلس حسام غالى وعماد متعب بديلين، وكيف كان تمردهما معًا سبيلا لتدمير الفريق.