رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القنصل الروسى بالغردقة: أتجول رفقة والدتى بكل أمان.. وعودة الرحلات قريبًا

جريدة الدستور

- جامشيد بولتايف قال إن السيسى هو الرئيس المصرى الأكثر شعبية فى موسكو منذ جمال عبدالناصر

تشهد العلاقات المصرية الروسية، فى الآونة الأخيرة، تقدمًا ملحوظًا على جميع المستويات، وهو ما يشهد عليه التقارب العسكرى الذى ظهر فى تدريبات قوات المظلات بالبلدين، أكتوبر الماضى، فى إطار أنشطة التدريب المشترك «حماة الصداقة ٣»، بجانب التوافق فى الملفات الساخنة بالشرق الأوسط، ومحاولة قيادات البلدين العمل بشكل سريع لتسيير الرحلات السياحية بينهما، لدعم التقارب بين شعبيهما.
وفى هذا الإطار، التقت «الدستور» القنصل الروسى فى الغردقة، جامشيد بولتايف، الذى كشف الكثير عن قرارات اللجنة الأمنية التى أجرت اختبارات الأمن لمطار الغردقة الدولى، وتطرق إلى حجم الشراكة الاقتصادية بين مصر وروسيا، وبخاصة مشروع الضبعة النووى.
■ بداية.. كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية - الروسية فى ظل التطورات الحالية بالشرق الأوسط؟
- العلاقات بين مصر وروسيا ليست وليدة اللحظة، إنما ترجع إلى أكثر من ٧٥ عامًا، فضلًا عن العلاقات الوطيدة بين الشعبين، فمصر قوة عظمى وصاحبة تأثير سياسى وذات رؤية واضحة ومواقفها السياسية معروفة وثابتة، ونعتقد أنها حليف دائم لنا فى مختلف المجالات، خاصة فى المجال السياسى الدولى، فكثيرًا ما تدخلت مصر وروسيا، لإحداث تسويات سلمية فى بعض الملفات على الساحتين العربية والإفريقية، وأقربها الملف السورى.
والتقارب المصرى الروسى فى الوقت الحالى يصب فى مصلحة الشرق الأوسط كله، خاصة على الصعيد العسكرى، ويشهد على ذلك التدريب المشترك الأخير لقوات المظلات المصرية والروسية، فى أكتوبر الماضى. فهذا التقارب سيجعل الشرق الأوسط يدخل فى محادثات سلام شامل من خلال الرؤية التى يتبناها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، ونظيره الروسى فلاديمير بوتين.
وترى الحكومة الروسية أن الرئيس المصرى يستمد قوته من الدعم الشعبى الذى يتمتع به، وهو الذى جاء به من خلال انتخابات شعبية نزيهة عقب ثورة الشعب المصرى على النظام السابق.
■ كيف ينظر المجتمع الروسى لعلاقات البلدين؟
- عبدالفتاح السيسى كان أول رئيس عربى يحظى باهتمام الشارع الروسى، منذ رحيل الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، كما أن الكثير من الروس يؤكدون أن هناك أوجه تشابه بينه وبين «بوتين».
■ هل ترى أن مصر نجحت فعليًا فى مواجهة الإرهاب فى سيناء وخارجها؟
- أنا لست متخصصًا فى الشأن الأمنى، لكن هناك مؤشرات ودلالات واضحة تؤكد أن مصر أوشكت على حسم مواجهتها مع الجماعات الإرهابية فى سيناء، ما يثبت أن الجيش المصرى فرض سيطرته فعليًا على سيناء كاملة.
ولم يقتصر نجاح الدولة المصرية على مكافحة الإرهاب فقط، فعقب ثورة ٣٠ يونيو واجهت الواقع بقرارات وإجراءات اقتصادية كانت صعبة على الشعب المصرى، لكنه تحملها، فجعلت البلاد مستقرة اقتصاديًا بفضل قيادة الرئيس السيسى، الذى نراه شخصًا حكيمًا فى قراراته، وكانت لديه الكثير من الجرأة على مواجهة شعبه بالصعوبات التى تواجهها البلاد، فضلًا عن سعيه لجعل مصر فى مقدمة الدول الاقتصادية، بعد أن فرضت نفوذها على الساحتين السياسية والاقتصادية.
■ ما تقييمك لحالة مصر الأمنية فى ظل الأحداث الجارية فى الشرق الأوسط؟
- ليس من سلطاتى التعليق أو تقييم الأحداث الجارية فى منطقة الشرق الأوسط، وأختص فقط بالقنصلية المتواجد بها فى الغردقة، لكن من خلال رؤيتى الشخصية ومتابعتى للأوضاع، فمصر من أكثر الدول استقرارًا الآن، وذلك بفضل الإجراءات التى تتخذها الدولة لفرض الأمن، ومواجهتها لجماعات الإرهاب المتطرف فى سيناء، فأنا أعيش هنا رفقة والدتى صاحبة الـ٨٣ عامًا فى مدينة الغردقة، ودائمًا نتجول بكل حرية وأمان، والشعب المصرى لطيف وودود بطبعه، وهو شعب صاحب ابتسامة ومحب للضيوف ونحن سعداء بتواجدنا فى الغردقة.
■ كنت رئيسًا للجنة الأمنية التى أجرت اختبارات الأمن لمطار الغردقة الدولى.. ما تقييمك لإجراءات التأمين بالمطارات المصرية؟
- لم نرصد أى مخالفات حقيقية أو ملموسة، وعبر بعض زملائى من خبراء الأمن، وهم أعضاء لجنة التفتيش على مطار الغردقة، عن قوة الإجراءات الأمنية التى اتخذتها السلطات المصرية، وبالفعل تم رفع تقارير للحكومة الروسية لاتخاذ القرار بشأن عودة الرحلات مرة أخرى.
وتتفقد اللجنة إجراءات تأمين الحقائب والمسافرين فى صالات السفر والوصول بالمطار، وتتأكد من تواجد رجال الأمن فى الأماكن المخصصة لهم وبخاصة مناطق تحميل الحقائب.
كيف ينظر السائح الروسى إلى السوق المصرية؟
- مصر هى المقصد السياحى الأول للروس، فالمواطن الروسى يأتى لمصر لأسباب كثيرة، وليس للسياحة فقط، فالشعوب هى التى توجه قرارات الحكومات، وأظن أن هناك مطالبات كثيرة من المواطنين الروس لاستئناف الرحلات إلى القاهرة، ولكن خلال فترة توقف الرحلات الروسية إلى مصر، كانت تركيا تحتل المركز الثانى، ولم تكن بديلًا حقيقيًا، فهناك فوارق كثيرة بين مصر وتركيا، ومنها أن مصر تتميز بالمناخ الجيد والأفضل، إلى جانب تميز الشواطئ والإمكانيات والخدمات التى تقدم لهم، فى الحقيقة لم يجد السائح الروسى الخدمات التى كان يحظى بها فى مصر.