رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"غباشي": دوافع سياسية وراء انسحاب قطر من "أوبك"

 الدكتور مختار غباشي
الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي

قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قرار قطر الأخير بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، له بعد سياسي أكثر من كونه اقتصاديًا، مشيرًا إلى أن منظمة الأوبك تتحكم فيها المملكة العربية السعودية نظرًا لأنها تنتج ثلث إنتاج المنظمة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن من بين هذه الدوافع قرار المملكة العربية السعودية الأخير بزيادة المنتج وتخفيض الأسعار وهو ما أضر ببعض الدول الموجودة داخل المنظمة، علاوة على استمرار الخلاف القطري - السعودي بسبب قرار المقاطعة التي ما زالت تداعياتها موجودة بدرجة كبيرة.

وأوضح، أن انسحاب قطر له بعد سياسي بجانب تحرر قطر من تبعات الالتزام بمنتج معين أو خفض أو زيادة الإنتاج التي بدأت تنفرد بها المملكة العربية السعودية، فضلًا عن كذلك ارتباط قطر بقوى دولية وإقليمية قد تكون لديها شكل من أشكال الخلاف السياسي بينها وبين المملكة العربية السعودية.

ولفت "غباشي"، إلى أن هناك دولًا كثيرة خارج نطاق منظومة الأوبك لديها تنسيق بينها وبين المنظمة في أشياء كثيرة لكن قطر ربما دوافع سياسية كثيرة بعيدًا عن الدوافع الاقتصادية هي التي دفعتها لاتخاذ هذا القرار.

وردًا على سؤاله حول تأثير القرار القطري على مجلس التعاون الخليجي، قال "غباشي" إن مجلس التعاون الخليجي يعاني من التأثير بالفعل بسبب المقاطعة، فضلًا عن آليات ارتباط القوى الخليجية بقوى أخرى إقليمية مثل التقارب بين قطر وتركيا وإيران، فيما تعد المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين أقرب إلى الولايات المتحدة والعالم الغربي.

كما أشار إلى أن مبدأ الانسحاب في حد ذاته وتأثيره على دول أخرى أو أن تحذو دول أخرى حذو قطر، هي مسألة مطروحة لكن المصالح تلعب دور في هذا الأمر فضلًا عن الارتباط بقوى دولية وإقليمية، وبالتالي لا يمكن القول إن هذا القرار سيدفع دولًا أخرى إلى الانسحاب بالتبعية.

وأعلنت قطر الإثنين الماضي، انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وذلك اعتبارًا من الأول من يناير 2019، لتصبح بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تقرر الانسحاب من المنظمة.

وقال وزير قطر لشئون الطاقة سعد الكعبي، في مؤتمر صحفي بالدوحة، إنه تم إبلاغ المنظمة بالقرار قبل المؤتمر، مشيرًا إلى أن القرار يعكس رغبة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخرًا لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال.

واعتبر "الكعبى" أن تأثير قطر على قرارات إنتاج نفط في أوبك محدود، مؤكدًا أن قرار الانسحاب لم يكن سهلًا، خاصة أنها ظلت عضوًا في المنظمة طوال 57 عامًا منذ عام 1961.

وشدد الوزير القطري على أن انسحاب قطر من المنظمة يرجع إلى أسباب فنية واستراتيجية، وليس لأسباب سياسية على حد قوله، كما شدد على أن الدوحة ستواصل الالتزام بجميع التعهدات مثل أي دولة خارج "أوبك".

ونوه سعد الكعبي، إلى أن قطر ستحضر الاجتماع المقبل لمنظمة "أوبك" المقرر عقده في وقت لاحق هذا الشهر باعتباره آخر اجتماع ستحضره كعضو في المنظمة.