رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": انسحاب قطر من "أوبك" قد يدفع دول أخرى لتقليدها

جريدة الدستور

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على قرار قطر الأخير بالانسحاب من مجموعة الدول المصدرة للنفط "الأوبك"، بداية من يناير المقبل، حسبما أعلن وزير قطر لشئون الطاقة، سعد بن شريدة العكبى.

وقالت "الجارديان"، إن انسحاب قطر يأتى في الوقت الذي اكتسبت فيه دول أخرى غير أعضاء في أوبك مثل روسيا، نفوذًا أكبر فى وضع سياسة نفطية، إلى جانب السعودية.

وأشارت الصحيفة البريطاينة، إلى أن قطر تضخ نحو 600 ألف برميل يوميًا، في حين تنتج السعودية، أكبر مصدر في العالم، 11 مليون برميل.

من جانبه، قال نعيم أسلم، كبير محللي السوق لدى معهد "ثينك ماركتس"، إن مغادرة قطر منظمة الأوبك ليست أخبارًا رائعة لسوق النفط، مشيرًا إلى أن المشاركين في السوق لم يستوعبوا التأثير الكامل لهذا القرار الذي قد يؤدي إلى عدم استقرار أكبر بين العلاقة القطرية والسعودية.

وأضاف: "في الواقع، لن نفاجأ إذا بدأت دول أخرى في اتباع نفس المسار، ومن ثم لن تصبح لدينا سيطرة على العرض أو الطلب، لأن كل بلد على حدة يمكنه أن يفعل ما يحلو له".

وتابع: "في الوقت الراهن، هناك تفاؤل بأن المملكة العربية السعودية وروسيا ملتزمتان بالاحتفاظ بالإمدادات تحت السيطرة، وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار النفط، خاصة أن أكبر مقاطعة منتجة للنفط في كندا تعمل على كبح الإنتاج".

وأعلنت قطر، اليوم الإثنين، انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، اعتبارًا من الأول من يناير 2019، لتصبح بذلك أول دولة في الشرق الأوسط تقرر الانسحاب من المنظمة.

وقال وزير قطر لشئون الطاقة سعد الكعبي، في مؤتمر صحفي بالدوحة، إنه تم إبلاغ المنظمة بالقرار قبل المؤتمر، مشيرًا إلى أن القرار يعكس رغبة قطر فى تركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعى، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخرًا لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعى المسال.

واعتبر "الكعبي" تأثير قطر على قرارات إنتاج نفط في أوبك محدود، مؤكدًا أن قرار الانسحاب لم يكن سهلًا، خاصة أنها ظلت عضوًا في المنظمة طوال 57 عامًا منذ عام 1961.

وشدد على أن انسحاب قطر من المنظمة يرجع إلى أسباب فنية واستراتيجية، وليس لأسباب سياسية على حد قوله، كما شدد على أن الدوحة ستواصل الالتزام بجميع التعهدات مثل أى دولة خارج أوبك.

ونوه "الكعبي"، إلى أن قطر ستحضر الاجتماع المقبل لمنظمة "أوبك" المقرر عقده فى وقت لاحق هذا الشهر باعتباره آخر اجتماع ستحضره كعضو في المنظمة.

ووفقًا لما ذكرته الصحيفة البريطانية، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض أعضاء أوبك الإنتاج بعد أن رأوا انحسار أسعار النفط هذا الخريف، حيث انخفض خام برنت إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل الأسبوع الماضى، من 86 دولارًا في أكتوبر، في حين انخفض الخام الأمريكى إلى ما دون 50 دولارًا للبرميل.

ومع ذلك، ارتفعت أسعار النفط بعد أن وافقت الولايات المتحدة والصين على هدنة لمدة 90 يومًا في حربها التجارية في اجتماع نهاية الأسبوع لمجموعة العشرين في الأرجنتين.

وقفز سعر خام برنت بنسبة 4.7٪ إلى 62.24 دولار في التعاملات المبكرة، بينما ارتفع الخام الأمريكي أيضًا بنسبة 5٪ تقريبًا، وارتفع سعر سهم شركة "بريتيش بتروليوم" بنسبة 4٪، وارتفعت "شل" بنسبة 3.5٪.